المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المجلس الأول : أهلاً رمضان


vip_vip
08-12-2010, 12:48 AM
http://www.wathakker.net/designs/images/broad3.gif

ما ألذه من شعور يكتنف قلوبنا ونحن في أول أيام شهر الخير
والبركات . فها قد أظلنا شهر الكنوز العظيمة ، شهر الرحمة
والمغفرة والعتق من النار . سيد الشهور ، وميدان السباق
والتنافس . يشمر فيه المشمرون ، ويغتنمه العاقلون ، ويفرح
بقدومه المؤمنون ،
{ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس
وبينات من الهدى والفرقان} البقرة 185.

رمضان حديقة وارفة الظلال ، دانية الثمار ، يدخلها المؤمنون
منذ أول ليلة منه ، فيقبلون بشوق وحماس ونشاط على كل
ألوان العبادة والطاعات ، لأنهم يعلمون ما فيه من المزايا
والرحمات.

كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يهنئ أصحابه بقدوم رمضان
فيقول
( أتاكم رمضان شهر مبارك ، فرض الله عز وجل عليكم صيامه ،
تفتح فيه أبواب السماء ، وتغلق فيه أبوا ب الجحيم ،
وتغل فيه مردة الشياطين . لله فيه ليلة خير من ألف شهر .
من حرم خيرها فقد حرم )
[ رواه النسائي ، وصححه الألباني ، صحيح الجامع 55 ]
وفي صحيح البخاري (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة )
زاد مسلم ( وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ )
وفي رواية عند مسلم ( فتحت أبواب الرحمة )
وفي الحديث أيضاً
(إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين و مردة
الجن و غلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب و فتحت أبواب
الجنة فلم يغلق منها باب و ينادي مناد كل ليلة : يا باغي الخير
أقبل و يا باغي الشر أقصر و لله عتقاء من النار و ذلك كل ليلة )
رواه الترمذي وابن حبان وابن خزيمة وحسنه الألباني
[ صحيح الجامع 759 ]
فيالها من بشارات عظيمة . بشارات للطائعين أن يستزيدوا
فأبواب الجنة مفتوحة ، وبشرى للعاصين أن يرجعوا ويتوبوا
فأبواب النار موصدة ، والرحمات متنزلة . وبشرى للعقلاء أن
يغتنموا هذا الموسم فمردة الشياطين مغلولة مصفدة .

رمضان أيها الأحباب ؛ مدرسة للتعلم والتعليم ، والتوبة والإنابة
، ومحطة للتزود بالطاعات والنوافل . رمضان خلوة العابدين مع
خالقهم في لياليه وأيامه ، وإخلاص لله وحده في الطاعات
والصيام
( يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ، الصوم لي وأنا أجزي به ) ،
ودِربة للنفس على المجاهدة والصبر على الطاعات وترك العصيان .
رمضان فرصة للمغفرة ، فرصة للتوبة ، وغسل الأوزار والخطايا .
فيا فوز الطائعين ، ويا فوز الصائمين ،
ويا فوز القائمين ، ويا فوز التالين الذاكرين .
دموع الفرحة تغمرني بقدومك يا رمضان ، لأن الله قد مدّ في
عمري حتى بلغني إياك ، فأعلن توبتي ، وأعود إلى ربي ،
فأستزيد من الطاعات ، في حين شهدت بعيني رحيل كثير
ممن فاجأهم الموت وقد كانوا يؤملون قدومك يا رمضان .

دموع الفرحة تغمرني يا رمضان ، وأنا أتأمل في تلك العافية التي
من الله بها عليّ لأتقوى بها على الطاعة ، وأستغلها في الصيام
والقيام وتلاوة القرآن والاستزادة من النوافل والقربات . في حين
أن البعض قد أقعدهم المرض فأذهب عنهم لذة هذه الفرحة .

دموع الفرحة تغمرني يا رمضان ، لأنني لازلت أشعر بألم تجاه
رمضان الفائت ، الذي مرت أيامه متسارعة ولم أحصل فيها ما
أردت من الخيرات ، وقد تثاقلت عن كثير من الحسنات ، وفرطت
في القيام والطاعات ، فجئت يا رمضان لتعطيني فرصة وشحنة
إيمانية لاستدراك ما فات

فلماذا لا تدمع عيني وأنا في مثل هذا النعيم . لماذا لا تدمع
عيني فرحاً وأنا أستقبل شهر الصيام والقيام والقرآن .

( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )
( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )
هكذا قال عليه الصلاة والسلام .
فيا من أدرك هذا الشهر ، ها هو رمضان يناديك ، أقبل ، عد إلى
ربك ، فمتى ستفيق من غفلتك ، ومتى ستنتبه من رقادك ،
ومتى ستقبل على الله إن لم تقبل الان .
ألا ترى تهجد المتهجدين ، وتسمع تلاوة التالين ، وبكاء
الخاشعين ، وأنين العائدين التائبين ، واستغفار المستغفرين .

اعقد العزم أخي ، واعقدي العزم أخيتي ، على الصيام والقيام
والتوبة والاستكثار من الطاعات عسى أن نكون من المقبولين
المعتقين .
وفقني الله وإياك للصيام والقيام وصالح الأعمال ،
وبلغني وإياكم تمام الشهر ، وتقبل مني ومنكم .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه

http://www.wathakker.net/designs/images/broad4.gif