تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أنا و الفتاة الباكستانية


adnan
12-20-2013, 07:49 PM
الإبنة / أحلام عبد العزيز



أنا و الفتاة الباكستانية
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1430b1ed89bf08ca&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
الوقت بعد الفجر من رمضان أجلس في المسجد أنتظر
شروق الشمس النوم يكاد يسيطرعلي لكنني أقاومه.
فأنا لم أنم طوال الليل حتى الآن من بعيد ألمح فتاة
ملامحها.تبدو عربية لكن لا يبدوا عليها من أي بلد
هي إنتابني فضول أن أتعرف عليها حتى أكسر النوم
الذي يريد أن يغلبني فبادرت بالإقتراب منها ألقيت عليها
السلام سألتها عن إسمها وبلدها فأخبرتني بأنها من باكستان
وتقطن في إحدى الدول الأوروبية وقد كان ذلك مفاجأة لي.
فهي لا يبدو عليها ذلك على الإطلاق كانت بالفعل فتاة لطيفة.
جميلة وسرعان ما ألفنا بعضنا البعض وأثناء حديثنا سألتني
هل سبق لك أن زرت باكستان فرددت عليها بالنفي فقالت لي
وهل تعرفين شيئا عن باكستان فرددت عليها أيضا بالنفي

فقالت بحزن عميق إنه من المحزن حقا أن معظم الناس لا يعرفون
عن بلدي شيئا فقالت لي إن كراتشي عاصمة باكستان
أجمل من بعض الدول العربية بل هي أكثر تقدما منها بالطبع
للوهلة الأولى ذهلت فأنا لا أعرف حقا شيئا عن باكستان..

أكملت تلك الفتاة حديثها قائلة لكن السبب في ذلك الإعلام
نعم إنه الإعلام الذي يصورلنا بلدا مضطربا متخلفا.
تهزه الإنفجارات من الحين للآخر لكنها ليست الحقيقة
هم لا يذكرون باكستان إلا في أخبار الحوادث والإنفجارات
حتى يرهبوا الناس منا ويصوروا للعالم أننا بلد سيء
لكن الحقيقة الكاملة التي دائما ما يخفونها أن باكستان بلد

جميل حقا إندهشت حقا من كلامها فبالفعل معلوماتي عن بلدها
قليلة جدا ولا أكاد أسمع إسم باكستان إلا يعقبه إما قتلى أو جرحى
أو مصابين لا أكثر من ذلك تعلمت من حديثي معها أمرين.

أولا هما أنني يجب علي أن أعرف أكثر عن بلاد الإسلام
خاصة الشرقي منها عامة وعن باكستان خاصة فمازال هناك
الكثير الذي أجهله عن أحوال المسلمين هناك فمن لم يهتم
بأمر المسلمين فليس منهم ثانيهما أن لا أصدق إلا أقل القليل
مما يبثه لنا الإعلام لأنه إعلام موجه لسياسات معينة.
وليس إعلاما يعرض لنا الحقيقة بشفافية أو مصداقية
هو لا يوصل الحقيقة الكاملة بل يعرضها ناقصة لما يخدم
مصالحه وتوجهاته هذا إن عرض الحقيقة أصلا ولم تكن كذبا
أو إفتراء فيركز على بلاد معينة ويهمل أخرى ويضخم أمورا
تافهة ويصغر أمورا كبيرة حسب الجهة التي تتحكم فيه.

للأسف معظم القناعات التي كوناها عن الحياة عموما
وعن التاريخ والإعلام الشخصيات التاريخية والثقافة خاصة
كوناها عن طريق الإعلام والأسوأ أننا إستسلمنا لكل ما بثه
في عقولنا بلا تفكير أو نقد فبنينا أراء وتحليلات على معلومات
مغلوطة أو حقائق ناقصة على سبيل المثال إذا سألت أحدهم عن
رأيه في هتلر مثلا فسيجيبك بأنه سفاح ومجرم وقتال قتلة ولكن لماذا
العالم ينقم على هتلر لحد اليوم ويسخ من النازية وكأنها موجودة
لحد الآن بينما نسي جرائم اليابانيين بعد إنتهاء حكم الإمبراطور
وجرائم الإنكليز ضد الإسكتلنديين وجرائم نظام جنوب إفريقيا فور
إنتهائها إن السبب الرئيس في ذلك هو موقف هتلر من اليهود
وعدائه لهم وتضامنه مع فلسطين وموقفه أيضا من العرب

هل تعلم بأن هتلر كان يسمح للمسلمين بالصلاة في ساحة
برلين وينتظرهم بعد أن ينهوا صلاتهم ليلقي خطبه.لقد كان
هتلر يلتقي بشيوخ المسلمين ويناقشهم عن الصحابة
والسيرة حتى أنه في مرة من المرات بدأ إحدي خطبه بآية
قرآنية وقد كان كثيرا ما يستخدم تعبيرات قرآنية في وصفه
لليهود وهناك أيضا صور تاريخية للحاج أمين الحسيني مفتي
القدس مع جنود ألمان مسلمين لا أريد بذلك الكلام الدفاع عن هتلر
بقدر ما أريد كشف تزوير اليهود لكل من عادي الصهيونية
أعتقد أننا الآن فهمنا ما الذي جعلنا نكره هتلر هم بنو صهيون
الذين يتحكمون في كثير من وسائل الإعلام من قريب أو بعيد
ومن خلال أبواقها ينشرون أفكارهم ومعتقداتهم فصوروا
للعالم أجمع أنهم شعب مضطهد وأن هتلر ذبحهم وأحرقهم
ونحن سلمنا بما يقولون بل وصدقنا علينا فعلا العمل بمقولة

ليس كل ما يقال يسمع وليس كل ما يسمع ينبغي أن يقال
فعلينا أن نسمع لأكثر من جهة لنعرف الحقيقة الكاملة إحدى

المبادئ التي أؤمن بها أنه لا يوجد أحد يستطيع أن يكون
محايدا مائة بالمائة حتى أنا من أكتب هذا الكلام فإني أعرضه
بوجهة نظري الخاصة المتأثرة بقيمي ومبادئي ومعتقداتي
فتلك طبيعة بشرية فينا ولكن الخطأ يكون عندما نستقبل
تلك الأفكار التي تبثها وسائل الإعلام العالمية أو المحلية
بلا تفكير والأخطر أن نرددها وننشرها بلا مناقشة عندما
تخلفنا تحكم غيرنا فينا وفي من دوننا أيضا.

لكن عندما سننتصر بإذن الله مرة أخرى سيتمتع العالم
بالإعلام الحر الناقل للحقيقة إن شاء الله عسى ذلك أن يكون قريبا.

تحياتي
أحلام