تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحزن الواهي


adnan
12-24-2013, 09:51 PM
الأخت الزميلة / أمانى صلاح الدين








الحزن الواهي
حمزة حرب الرقب

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14324aa8ff6d721d&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

واهٍ أيها الحزن واهٍ، إياك والاقترابَ مني، بل اقترب، أتراني أخافك ؟
أتُضعضعني تُرَّهاتك؟ ها أنا منذ ولادتي أراك تصول وتجول،
وتخال نفسك للفَرح تَحُول، تظن نفسك قويًّا،
تستطيع إحالتي إلى دواماتك التعِسَة البلهاء،
ولا تعلم أنك ضعيف فتبدو لي كورقة خريف،
أستمتع باستماعي لخشخشة أطرافك العاجزة.

أتعلم؟ أُشْفِقُ عليك وقت ما أراك لجنودك تُعَزِّز، ولقواتك تحفِّز،
وعلى بلادة عقلك تُركِّز، ولا تدري بأن مَاحِقَ الأحزان، ومبدِّد الأوهام،
قد جاء لكل زمانٍ ومكان، مع المختار المصطفى العدنان.

أتعلم أيها المُهَلْهَل ؟ أنا لا أتهلهل، لا أتضعضع؛
ففي السماء رب كبير مهما كبر الهم وطغى.

أنا يا أحمق؛ لست الزير سالم؛ أَمْحَق البشرية بجاهلية؛
حتى تستوي الأمور النفسية.

أعلم أن الجميع يخافك، ويرتعد على بابك، فذاك يهرب من لقائك،
وذاك يؤجل قراعك، وهؤلاء يُبَرِّرون بقاءك.

قاسٍ أيها الحزن، قاسٍ، فكم من خنساء رُهنت لأطيافك!
وكم من شَنْفَرى يتجاهل أنغامك !
وكم من نفسٍ حارت بِمُصالحة نفسها لطغيانك !
وكم من شفيق يوصد لك بابًا فتشرع له أبوابك !

لكني لا أهابك، ففي بقائك ذنبٌ مغفور، وتجارة لن تبور،
فلست ممن يولي الدبور، فتختال تباهيًا بسلطانك الواهي،
وتظن أنك تعكر ماء قلبي الصافي، ولكن هيهات أيها الحزن هيهات،
ستبقى في عيني العجوز الواهي.