المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الإنسان مخير أم مسير


adnan
01-07-2014, 12:50 AM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين

هل الإنسان مخير أم مسير

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14367b3bba1eff93&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1 بيان أن الإنسان مسير ومخير جميعا

س: مستمع يسأل ، ويقول : أرجو أن تتفضلوا بإجابتي

عن السؤال التالي : هل الإنسان في هذه الحياة مسير أو مخير ؟

مع اصطحاب جميع الأدلة ؟ وجزاكم الله خيرا

ج_الإنسان مسير ومخير جميعا ،

له الوصفان فهو مخير ؛ لأن الله أعطاه عقلا وأعطاه مشيئة ، وأعطاه

إرادة يتصرف بها ، فيختار النافع ويدعو الله ، يختار الخير ويدع الشر ،

يختار ما ينفعه ، ويدع ما يضره ،

كما قال تعالى :

{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }

وقال عز وجل :

{ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ }

فالناس لهم إرادة ولهم مشيئة ، ولهم أعمال ،

قال تعالى :

{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14367b3bba1eff93&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1

فلهم أعمال ولهم إرادات ، ولهم مشيئة هم مخيرون فإذا فعلوا الخير

استحقوا الجزاء من الله فضلا منه سبحانه وتعالى ، وإذا فعلوا الشر

استحقوا العقاب ، فهم إذا فعلوا الطاعات فعلوها باختيارهم ، ولهم أجر

عليها وإذا فعلوا المعاصي ، فعلوها باختيارهم وعليهم وزرها وإثمها

والقدر ماض فيهم ، هم أيضا مسيرون بقدر سابق ،

قال جل وعلا :

{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

( كل شيء بقدر حتى العجز والكيس )

وقال سبحانه :

{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا }

وقال جل وعلا :

{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ }

ولما سأل جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان قال :

( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وتؤمن

بالقدر خيره وشره )

وقال عليه الصلاة والسلام :

( إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض

بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء )

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14367b3bba1eff93&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1

فالله قدر الأشياء سابقا ، وعلم أهل الجنة وأهل النار ، وقدر الخير والشر

والطاعات ، والمعاصي كل إنسان يسير فيما قدر الله له ، وكل مسير

لما خلق له ،

جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم

أنه قال لأصحابه ذات يوم :

( ما منكم من أحد إلا ويرى مقعده من الجنة ومقعده من النار

قالوا : يا رسول الله ، ففيم العمل ؟ يعني ما دامت مقاعدنا معروفة

من الجنة والنار ، ففيم العمل ، قال عليه الصلاة والسلام : اعملوا

فكل ميسر لما خلق له ، أما أهل السعادة فييسروا لعمل السعادة ،

وأما أهل الشقاوة فييسروا لعمل الشقاوة )

ثم تلا قوله سبحانه :

{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)

وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }

فأنت يا عبد الله عليك أن تعمل ، ولن تخرج عن قدر الله سبحانه وتعالى ،

عليك أن تعمل وتجتهد بطاعة الله ، وتسأل ربك التوفيق ، وعليك أن تحذر

ما يضرك ، وأسأل ربك الإعانة على ذلك ، وأنت ميسر لما خلقت له ،

كل ميسر لما خلق له ، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14367b3bba1eff93&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1

س: يسأل السائل ويقول : حدث نقاش بيني وبين صديق لي حول مسألة ،

هل الإنسان مخير أو مسير ؟ أفيدونا عن هذا القول ، جزاكم الله خيرا .

ج_الإنسان مخير ؛ لأن الله أعطاه مشيئة ، وأعطاه إرادة فهو يعلم ويعمل

، وله اختيار ، وله مشيئة ، وله إرادة يأتي الخير عن بصيرة وعن علم

وعن إرادة ، وهكذا الشر ،

كما قال تعالى :

{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }

قال سبحانه :

{ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ }

فجعل لهم إرادة ، جعل لهم مشيئة ،

قال سبحانه :

{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }

{ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }

{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

فجعل لهم عملا ، وجعل لهم صنعا ، وجعل لهم فعلا ، هم يفعلون الشر

والخير ، ولهم اختيار ، يختار المعصية ويفعلها ويختار الطاعة فيفعلها

له إرادة ، وله اختيار ، كذلك يختار هذا الطعام ليأكل منه ، وهذا الطعام

لا يريده يريد هذه السلعة أن يشتريها والأخرى لا يريدها ، يستأجر هذه

الدار ، والأخرى لا يستأجرها ، ولا يريدها يزور فلانا والآخر لا يزوره ، بمشيئته

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14367b3bba1eff93&attid=0.8&disp=emb&zw&atsh=1

واختياره ، ولكن هذه المشيئة وهذا الاختيار وهذه الإرادة وهذه الأعمال

كلها بقدر ، فمسير من هذه الحيثية ، وأنه بمشيئته واختياره ، وأعماله

لا يخرج عن قدر الله ، بل هو تحت قدر الله كل شيء بقدر حتى العجز

والكيس ، كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ،

ويقول الله عز وجل :

{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }

فالإنسان في تصرفاته مخير له مشيئة وله اختيار وله إرادة ، ولهذا

يستحق العقاب على المعصية ، ويستحق الثواب على الطاعة ؛ لأنه فعل

ذلك عن مشيئة وعن إرادة وعن قدرة ، ويستحق الثناء على الطاعة

والعقاب على المعصية ، ولكنه بهذا لا يخرج عن قدر الله ، هو ميسر

من هذه الحيثية ،

كما قال تعالى :

{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }

وقال جل وعلا :

{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا }

وقال سبحانه :

{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }

وقال سبحانه :

{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }

adnan
01-07-2014, 12:51 AM
فكل شيء لا يقع من العبد إلا بقدر الله . الماضي الذي سبق به علمه ،

وثبت في الصحيح عن عبد الله بن عمر

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

( إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض

بخمسين ألف سنة ، وعرشه على الماء )

وقال صلى الله عليه وسلم :

( كل شيء بقدر حتى العجز والكيس )

رواه مسلم في الصحيح

كله بقدر ، فأنت مخير ومسير جميعا ، مخير لأنه لك إرادة ومشيئة

وعمل باختيارك ، تفعل هذا وهذا ، تفعل الطاعة باختيار ، تصلي باختيار

وتصوم باختيار ، تقع المعصية منك باختيار من الغيبة ، أو النميمة ،

أو الزنى ، أو شرب المسكر ، كله باختيار منك وفعل وإرادة ، تبر والديك

باختيار ، وتعقهما كذلك ، فأنت مأجور على البر ومستحق للعقاب على

العقوق ، وهكذا تثاب على الطاعات ، وتستحق العقاب على المعاصي ،

وهكذا تأكل وتشرب ، وتذهب وتجيء ، وتسافر وتقيم ، كله باختيار ،

فهذا معنى كونك مخيرا ، ومسير يعني : أنك لا تخرج عن قدر الله ،

هو الذي يسيرك سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة فكل شيء

لا يخرج عن قدر الله ، والله ولي التوفيق .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14367b3bba1eff93&attid=0.9&disp=emb&zw&atsh=1

س: لا أدري هل يجوز أن أسأل مثل هذا السؤال أم لا ؟

هل الإنسان مخير أو مسير في هذه الحياة ؟ وجزاكم الله خيرا .

ج_الإنسان مخير ومسير جميعا ؛ مخير له الأعمال وله عقل وتصرف وله

سمع وبصر يختار الخير ويبتعد عن الشر يأكل ويشرب باختياره ، يجتنب

ما يضره باختياره يأتي ما ينفعه باختياره ، وإنه مسير بأنه لا يتعدى قدر

الله يقول سبحانه :

{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }

قال تعالى :

{ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ }

{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ }

فله مشيئة وله اختياره :

{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

{ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ }

له فعل وله اختيار ، وله إرادة ،

يقول سبحانه :

{ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ }

ويقول جل وعلا :

{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }

فمشيئة الله نافذة وقدره نافذ ، فهو من هذه الحيثية مسير لا يخرج

عن قدر الله ، وهو مع ذلك مخير له فعل وله مشيئة وله إرادة ، يأتي

الخير بإرادته ويدع الشر بإرادته ، يأكل بإرادته ، ويمسك بإرادته ،

يسافر بإرادته ، ويقيم بإرادته ، يخرج إلى السيارة وغيرها بإرادته ،

يجلس بإرادته ، ولهذا يستحق العقاب على المعاصي ، ويستحق الثواب

على الطاعات ، له اختيار وله فعل مثاب على صلاته وعلى صومه

وصدقاته وطاعاته لله وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ومثاب على

هذا إذا فعله لله يستحق العقاب على معاصيه ؛ من الزنى ، من التهاون

بالصلاة ، ومن أكل الربا والغيبة والنميمة إلى غير هذا ، وله فعل وله

اختيار ، ولكن بفعله واختياره لا يسبق مشيئة الله ولا يخرج عن قدر الله .

س: هل الإنسان مسير أم مخير ؟

ج_هو مخير ومسير ، هو مخير

كما قال الله تعالى :

{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }

، وقال تعالى :

{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }

فهو مسير من جهة أن قدر الله نافذ فيه ، وأن الله قد سبق فيه علمه ،

كل ما يفعله العباد قد قدر الأمور وقضاها وكتبها عنده ، ولكن أعطى العبد

عقلا وسمعا وبصرا واختيارا وفعلا ، فهو يعمل ويكدح بمشيئته وإرادته

، ولكنه بذلك لا يخرج عن مشيئة الله ، ولا عن قدر الله السابق

، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم الاختيار واستدل

بقوله تعالى :

{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }

، واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول : بأنه يكتب

على كل إنسان وهو في بطن أمه عمله شقي أم سعيد

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14367b3bba1eff93&attid=0.10&disp=emb&zw&atsh=1

س_وقرأت في بعض الكتب بأن الإنسان مخير في أعماله بدليل

قول الله تعالى : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فأنا الآن في حيرة

فما هو القول الصحيح ؟

ج: أهل السنة والجماعة على أن العبد مخير ومسير ، لا يخرج عن قدر

الله ، والله أعطاه سبحانه العقل يتصرف يأكل ويشرب ، ويعمل ويأمر

وينهى ، يسافر ويقيم له أعمال ،

كما قال تعالى :

{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }

فجعل لهم مشيئة ، فقال :

{ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ }

وقال :

{ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }

{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }

فالعباد لهم أفعال ، يأمرون وينهون ، ويسافرون ويقيمون ، ويصلون

وينامون ، ويعادون ويحبون ، لهم أعمال لكنهم لا يخرجون عن قدر الله ،

الله قدر الأشياء في سابق علمه سبحانه وتعالى ، لا يخرجون عن قدر الله

، لكن ليسوا مجبورين ، بل هم مختارون ، لهم اختيار ولهم عمل ،

لهذا خاطبهم الله وأمرهم ونهاهم ، وأخبر عن أعمالهم :

adnan
01-07-2014, 12:54 AM
{ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }

اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ، لأهل بدر إلى غير ذلك .فالواجب على
المؤمن أن يعرف هذا ، فأهل السنة والجماعة يقولون : العبد مختار ،
له فعل وله اختيار ، وله إرادة وله عمل ، لكنه لا يخرج عن قدر الله ،
ثبت في الحديث الصحيح ،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :

( إن الله قدر مقادير الخلائق ، قبل أن يخلق السماوات والأرض
بخمسين ألف سنة ، وكان عرشه على الماء )

وكذا قدر أعمال العبد في بطن أمه بعد مضي الشهر الرابع ، يكتب رزقه
وأجله وعمله ، وشقي أو سعيد ، ما يخرج عن قدر الله ، لكن له أعمال
وله تصرفات ، لا يخرج بها عن قدر الله ، فهو يسافر ، يصلي ، يصوم ،
يزني ، يسرق ، يعق ، يقطع الرحم ، يطيع ، يسافر ، يصل فلانا ، يقطع
فلانا ، يرحم فلانا ويؤذي فلانا ، يحسن إلى فلان ويسيء إلى فلان ،
له أعمال طيبة وخبيثة فهو مأجور على الطيبة ، ومأزور على الخبيثة ،
والله يجازيه على أعماله الطيبة والخبيثة ، على الطبية بالجزاء الحسن ،
وعلى أعماله الرديئة ، بما يستحق وقد يعفو إذا كان موحدا ،
فهو سبحانه العفو العظيم جل وعلا ،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :

( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )

فالعبد مسير بقدر الله ، لكن له اختيار وله مشيئة ، وله عمل ، يجازى
على عمله الطيب ، ويستحق العقاب على عمله الرديء ، إلا أن يعفو الله
كما أخبر سبحانه بقوله تعالى :

{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }

قد يغفر عن بعض المعاصي لمن يشاء سبحانه وتعالى ، إذا مات على
التوحيد ، وهكذا في الدنيا قد يعفو ويصفح عن بعض عباده فضلا منه
وإحسانا سبحانه وتعالى ، وقد يعاقب على السيئات في الدنيا قبل الآخرة .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14367b3bba1eff93&attid=0.11&disp=emb&zw&atsh=1
س: هل الإنسان مسير أم مخير ، في أعماله الصالحة
وغير الصالحة ، وجهونا في ضوء هذا السؤال ؟
: الإنسان مسير ومخير ، مسير لا يخرج عن قدر الله ، مهما فعل فهو
تحت قدر الله ، ومخير لأن له عقلا وفعلا واختيارا ، أعطاه الله عقلا
وأعطاه الله فعلا واختيارا ، فهو يفعل باختياره ويدع باختياره ، ولهذا
تعلقت به التكاليف ، واستحق الجزاء على أعماله الطيبة بالجزاء الحسن
والرديء بالجزاء السوء :

{ هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ }

{ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا }

{ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا
وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى }

ويقول جل وعلا :

{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)
وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }

ويقول جل وعلا :

{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }

والنبي سئل لما قال لصحابته :

( ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة ، ومقعده من النار
وفي اللفظ الآخر : قد كتب مقعده من الجنة ، ومقعده من النار )

قالوا : يا رسول الله ، ففيم العمل ؟ ما دامت مقاعدنا معلومة ،
ما دمنا مكتوبين ففيم العمل ؟ قال :

( اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، أما أهل السعادة ، فييسرون لعمل
السعادة ، وأما أهل الشقاوة ، فييسرون لعمل أهل الشقاوة )

ثم قرأ قوله سبحانه :

{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)
وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }

وقال تعالى :

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ }

وقال تعالى :

{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }

، وقال تعالى :

{ إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا }

، فدل على أن الأسباب يترتب عليها مسبباتها ، فمن يتقي الله يسر الله
أموره ، ويفرج كرباته ، ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ومن عصى الله
وخالف أوامره ، فقد تعرض لغضب الله وسخطه ، وتعسير أموره ،
نسأل الله العافية .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14367b3bba1eff93&attid=0.12&disp=emb&zw&atsh=1
س: هناك قسم من الناس ، يقولون : إن كل الأعمال التي يعملها الإنسان
، هي من إرادة الله ، رجاء أن توضحوا هذه المسألة ،
هل الإنسان مخير أو مسير ؟
هذه المسألة قد يلتبس أمرها على بعض الناس ، والإنسان مخير ومسير
مخير لأن الله أعطاه إرادة اختيارية ، وأعطاه مشيئة يتصرف بها
في أمور دينه ودنياه ، فليس مجبرا ومقهورا ، فله اختيار وله مشيئة
، وله إرادة
كما قال عز وجل :

{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }

وقال سبحانه :

{ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }

وقال سبحانه :

{ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }

وقال تعالى :

{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ }

فالعبد له اختيار ، وله إرادة وله مشيئة لكن هذه الإرادة وهذه المشيئة
لا تقع إلا بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى ، فهو جل وعلا المصرف لعباده
والمدبر لشئونهم ، فلا يستطيعون أن يشاءوا شيئا ، أو يريدوا شيئا
إلا بعد مشيئة الله لهم وإرادته الكونية القدرية سبحانه وتعالى ،
فما يقع في العباد وما يقع منهم ، كله بمشيئة من الله سابقة وقدر سابق
فالأعمال والأرزاق والآجال والحروب ، وانتزاع الملك وقيام الملك ،
وسقوط دولة وقيام دولة ، كله بمشيئة الله سبحانه وتعالى
كما قال عز وجل :

{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْـزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ
وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14367b3bba1eff93&attid=0.13&disp=emb&zw&atsh=1
فالمقصود أنه جل وعلا له إرادة في عباده ، وله مشيئة لا يتخطاها العباد
، ويقال لها الإرادة الكونية ، والمشيئة فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ،
ومن هذا قوله سبحانه :

{ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ
وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ }

وقال تعالى :

{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }

فالعبد له اختيار ، وله إرادة ولكن اختياره وإرادته تابعتان لمشيئة الله
وإرادته سبحانه وتعالى ، فالطاعات بقدر الله ، والعبد مشكور عليها
مأجور ، والمعاصي بقدر الله والعبد ملوم عليها ، ومأزور والحجة قائمة ،
والحجة لله وحده سبحانه وتعالى :

{ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }

سبحانه وتعالى :

{ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ }

فهو سبحانه لو شاء لهداهم جميعا ، ولكن له الحكمة البالغة حيث جعلهم
قسمين : كافرا ومسلما ، وكل شيء بإرادته سبحانه وتعالى ومشيئته
فينبغي للمؤمن أن يعلم هذا جيدا ، وأن يكون على بينة في دينه ، فهو
مختار له إرادة وله مشيئة يستطيع أن يأكل ويشرب ، ويضارب ويتكلم
ويطيع ويعصي ويسافر ويقيم ويعطي فلانا ويحرم فلانا إلى غير هذا
هو له مشيئة في هذا ، وله قدرة وليس مقهورا ولا ممنوعا ، ولكن
هذه الأشياء التي تقع منه لا تقع إلا بعد سبقها من الله بعد أن تسبق
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14367b3bba1eff93&attid=0.14&disp=emb&zw&atsh=1
إرادة الله ومشيئته لهذا العمل :

{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }

وهو سبحانه المسير لعباده
كما قال عز وجل :

{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }

هو المسير لعباده وبيده نجاتهم وسعادتهم ، وضلالهم وهلاكهم ،
هو المصرف لعباده ، يهدي من يشاء ويضل من يشاء سبحانه وتعالى
يعطي من يشاء ، ويحرم من يشاء ، ويسعد من يشاء ، ويشقي من يشاء
، لا أحد يعترض عليه سبحانه وتعالى ، فينبغي لك يا عبد الله أن تكون
على بصيرة في هذا الأمر ، وأن تتدبر كتاب ربك وسنة نبيك عليه الصلاة
والسلام ، حتى تعلم هذا واضحا في الآيات والأحاديث ، فالعبد مختار وله
مشيئة ، وله إرادة ، وفي نفس الأمر ليس له شيء من نفسه ، بل هو
مملوك لله عز وجل ، مقدور لله سبحانه وتعالى ، يدبره كيف يشاء
سبحانه وتعالى ، مشيئة الله نافذة ، وقدره السابق ماض فيه ولا حجة
له في القدر السابق ، فالله يعلم أحوالهم ، ولا تخفى عليه خافية
سبحانه وتعالى ، وهو المدبر لعباده والمصرف لشؤونهم جل وعلا ،
وقد أعطاهم مشيئة وإرادة واختيارا يتصرفون بذلك