المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى عشاق القمم / وائل صلاح عطيه / تنمية بشرية


adnan
01-11-2014, 10:16 PM
الأخ / وائل صلاح عطيه

إلى عشاق القمم
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1437c1a030b09b49&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
لو علمت الآن أين يقيم رئيس العمل الذي طردني، لتقدمت إليه بالشكر
العميق لأجل ما صنعه لي .. فعندما حدث هذا الموقف الصعب تألمت جداً
ولم أفهم لماذا .. فقد أغلق باب عملي ليفتح أمامي
باب آخر أفضل لي ولأسرتي" ..

هذه الكلمات كانت من مذكرة صاحب فنادق هوليدي إن واستثماراتها
لقد قضى هذا الشخص أجمل سنوات عمره، حيث كان شاباً قوياً قادراً
على الأعمال الخشنة والصعبة في ورشة للأخشاب .. وحين بلغ سن
الأربعين وأصبح ذا شأن في الورشة .. فوجئ برئيسه في العمل يبلغه
أنه مطرود من الورشة وعليه أن يغادرها نهائياً بلا عودة .. في تلك
اللحظة خرج الرجل إلى الشارع بلا هدف وبلا أمل .. وتتابعت في ذهنه
صور الجهد الضائع الذي بذله على مدى سنوات عمره كله .. فكما قال
وكأن الأرض قد ابتلعته فغاص في أعماقها المظلمة المخيفة .. لقد أغلق
في وجهه باب الرزق الوحيد، وكانت قمة الإحباط لديه بأن ليس لديه
ولدى زوجته شيء من مصادر الرزق غير أجرة العمل من ورشة
الأخشاب، ولم يكن يدري ماذا يفعل! وفي قمة يأسه أصر أن لا يستسلم
فذهب إلى البيت وأبلغ زوجته بما حدث، فقالت له زوجته ماذا نفعل؟ فقال:
سأرهن البيت الصغير الذي نعيش فيه وسأعمل في مهنة البناء .. وبالفعل
كان المشروع الأول له هو بناء منزلين صغيرين بذل فيهما جهده، ثم
توالت المشاريع الصغيرة وكثرت وأصبح متخصصاً في بناء المنازل
الصغيرة .. وفي خلال خمسة أعوام من الجهد المتواصل أصبح مليونيراً
مشهوراً .. وتوالت مشاريعه حتى أنشأ وبنى سلسلة فنادق هوليدي إن

توجد بذرتان تزرعان جنباً إلى جنب في الربيع ..

تقول البذرة الأولى:
"أريد أن أنمو، وأريد أن أمد جذوري في التربة وأن أخترق قشرة الأرض
بساقي، وأريد أن أنشر براعمي كرايات لتعلن مقدم الربيع، أريد أن أشعر
بدفء أشعة الشمس على وجهي وبرقة الصباح على أوراقي"
ولذلك .. نمت وكبرت

أما البذرة الثانية فتقول:
"أخشى إذا مددت جذوري في الأرض تحتي، لا أعلم ما الذي سأواجهه
في الظلام، وإذا دفعت ساقي في الأرض الصلبة التي تعلوني فقد أؤذي
برعمي، ماذا إذا تركت براعمي تتفتح، وأكلتها إحدى الحشرات؟ وإذا
أزهرت فقد يأتي طفل صغير وينتزعني من الأرض، لا .. من الأفضل
بالنسبة لي أن أبقى في الأرض حتى أكون أمنة" ولذلك .. انتظرت
وبينما كانت تقوم دجاجة بنبش الأرض في بداية الربيع بحثاً
عن الطعام .. وجدت الحبة وأكلتها.

فأيها ستكون أنت؟
هل ستنتظر حتى تبلغ أرذل عمرك يساعدك الناس .. لا يتذكرك أحدهم
ولن تكون أحداً في سجلات الحياة .. أم ستمضي لتكون رقماً صعباً
في الحياة .. تعيش لتظل بإنجازاتك البشرية جمعاء .. فقم الآن.
"بعزيمتنا وإصرارنا .. نستحق أن نحترم ذاتنا .. ونكون دوماً أفضل"