adnan
01-13-2014, 12:23 AM
الأخت الزميلة / نــــانــــا
أثر التربية الخاطئة على شخصية الطفل
الکاتب : ولاء الحسناوي
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143816b161151c6d&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
هل هناك علاقة متبادلة، وتأثير متبادل بين خلق الإنسان وتربيته؟
وهل يتكون الخلق بالتربية أم ينتقل بالوراثة؟
وإلى أي حد تؤثر الوراثة على سلوك.. وتصرفات الطفل؟
وإلى أي مدى تحد وتقلل التربية من التأثيرات الوراثية السلبية.
تلح هذه الأسئلة وغيرها على معظم الآباء والأُمّهات دون أن يجدوا لها
الإجابة العلمية السليمة، وللأسف يعتقد كثير منهم انّ الخلق ينتقل إلى
الأطفال بالوراثة من الوالدين والجدات والأجداد، وكثيراً ما نسمع عبارات
من نوع "سواء، ربيت أو لم ترب، فإذا كان الطفل قد ولد عنيداً، فسيظل
كذلك"، أو أن "هذا الطفل عنيد ومشاكس مثل والده أو جده أو...".
إنّ مثل هذه الآراء، بالإضافة إلى خطئها، فهي شديدة الضرر لأنها تضعف
من عزيمة الوالدين، وتزعزع ثقتهما من دور وقوة التربية، فهم ينظرون
إلى أخطاء وسلبيات أطفالهما، ولا يفعلون شيئاً سوى التبرم والضجر من
هذا الخلق السيء الموروث، الذي لا تجدي معه تربية أو تقويم، والأشد
خطراً من ذلك هو أن ينقل الوالدان تشاؤمهما وسلبيتهما ازاء أخطاء
وسلوكات أطفالهم، إلى الأطفال ذاتهم، فيصجون خاملين محبطين،
وكثيراً من يقول الواحد منهم مقلداً الكبار
"ماذا أستطيع أن افعل، إذا كنت ولدت وبي هذا الطبع".
إنّ هذه المفاهيم الخاطئة تدفعنا للتساؤل،
هل الشخصية هي حصاد لعدد من الصفات الموروثة،
أم انها نتاج للعلاقة المتبادلة بين التربية والوراثة،
وفي هذه الحالة،ما هو دور التربية في تعديل وتقويم
الطباع والميول الموروثة السيئة والسلبية.
إنّ علماء النفس وأخصائيه يؤكدون انّ خصائص الجهاز العصبي للطفل
هي خصائص موروثة من الوالدين والاجداد، مثل قسمات الوجه ولون
الشعر وطول القامة إلى غير ذلك.
ولكن أيعني هذا انّ هذه الخصائص الموروثة تظل ثابتة لا تتغير؟
بالطبع لا... فالجهاز العصبي للإنسان ليس شيئاً خامداً، بل هو قادر تحت
تأثير ظروف الحياة، على التغير، واعادة تنظيم نفسه، فخصائص الجهاز
العصبي الموروثة على الخلق بمقدار معيّن، ولكنها لا تحدد صفاته بشكل
كامل ونهائي. وهنا تأتي ضرورة التربية ودورها.
إنّ الفسيولوجي المعروف "بافلوف"، كان له دور رائد في هذا المجال
وقد حدد انّ هناك أنواعاً مختلفة للجهاز العصبي للإنسان، منها الجهاز العصبي الضعيف والقوي والمتوازن، وأكّد على ان نوع الجهاز بحد ذاته
ليس قابلاً للتغير، ولكن النشاط العصبي لهذا الجهاز يمكن أن يتغير تحت
تأثير التربية الحياتية، فمثلا حدة المزاج المفرطة وسرعة التهيج تعودان
إلى ضعف الجهاز العصبي الموروث، وعدم تكيفه للتلاؤم حتى مع أكثر
المهيجات اعتيادية وإذا لم يلتفت الوالدان إلى ذلك، ولم يعينا بتقوية
الجهاز العصبي للطفل. فإن شدة التهيج وحدة المزاج تصبحان صفات
أصيلة من صفات الخلق وملازمة له.
وأشار "بافلوف" إلى انّ صفات مثل العزم والجرأة والنشاط، تسهل
تربيتها لدى ذوي الجهاز العصبي الضعيف وكذلك صفات المثابرة والتركيز وضبط النفس. ولكنه أثبت علمياً أنّه في الامكان أن نربي
أيضاً مثل هذه الصفات لدى كل الأطفال مهما كان نوع جهازهم العصبي.
فالإنسان غير المتزن في الطفولة من الممكن أن يصبح – بفعل التربية
والجهد الإرادي – متزناً ورابط الجأش فيما بعد. أي إن نوع الجهاز
العصبي يؤثر في الخلق والشخصية، بينما الخلق "اي الصفات الجديدة
التي تظهر في سياق التربية" يؤثر بدوره في تحسين نوع النشاط
العصبي. ومن هنا دور التربية في صياغة شخصية الطفل وخلقه.
وهذا الدور الهام للتربية يوضح لنا مدى خطورة بعض التصورات
الخاطئة الموجودة لدى عديد من الآباء والأُمّهات والتي تقصر دورهم
تجاه أبنائهم على مجرد الاطعام والكساء، وعلى الأطفال – في المقابل
– أن يلتزموا بالطاعة وتنفيذ الأوامر.
وتنعكس هذه الآراء والمعتقدات الخاطية عن دور التربية،
في عشرات من الأساليب التربوية الخاطئة
عن دور التربية، التي تترك بصماتها القبيحة على شخصية وسلوك
الطفل، والتي لا تكاد تخلوا سرة من بعضها.وهذه الأساليب التربوية
الخاطئة ونوعها، وأثرها على الطفل، هي ما سنحاول مناقشته وتلمس
أبعاده... ومن الصعب حصر كافة هذه الأساليب الخاطئة. ولكننا سنتناول
أكثرها شيوعاً في مجتمعنا ومنها
عدم حرص الوالدين على تكوين علاقة متينة تجمعهم بابنائهم،
علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم؛ ففي التربية يجب أن يكون
هناك حد للحب وللصراحة، والتجربة تثبت انّ الصراحة المفرطة، تنفر
الأطفال وتجعلهم منطويين عنيدين، عدوانيين على من هم أضعف منهم،
أما التدليل المفرط فيخلق أناساً رخوين غير قادرين على تحمل المسؤولية
والاعتماد على أنفسهم، أنانيين، تتلخص الحياة بالنسبة لهم فقط في تلبية
احتياجاتهم دون تقدير لاحتياجات الآخرين وظروفهم. كما يلجأ بعض
الآباء والأُمّهات، إلى ابداء جفاف متعمد مع أطفالهم، ويخلقون مسافة
من التهجم أو الكبح بينهم وبين أبنائهم، وهم يفترضون انّهم بهذه
المسافة يوحون بالاحترام والرهبة أمام الصغار. والواقع انّ هذه المسافة
المصطنعة شديدة الضرر لأنها تدفع الطفل إلى أن يبتعد قدر الإمكان عن
الولد الغليظ، وتخلق داخله الخوف والجبن أو القسوة والغلاظة فمثل
هؤلاء الأطفال ينشأون أما منسحقين مترددين لا يثقون بأنفسهم واما
غلاظا متكبرين ينتقمون طوال حياتهم للطفولة المسحوقة التي واجهوها.
ونتيجة للأساليب التربوية الخاطئة التي يتبعها الآباء والأُمّهات، سواء في
دورها السلبي المباشر على شخصية الطفل، أو في عجزها عن تقويم
الصفات الخلقية الموروثة، ينشأ لدى الأطفال ميول وسلوكات سلبية
من مثل:
الخجل:
والخجل هو حالة نفسية تظهر في الارتباك والتقيد والميل إلى الصمت
وتباطؤ الكلام، وغالباً ما ينشأ الخجل نتيجة للتربية غير الصحيحة فمثلاً
نجد انّ بعض الآباء والأُمّهات وهم يحجزون أطفالهم عن "التأثير
السيِّئ" للشارع، يعزلون الطفل بشكل مصطنع عن الاحتكاك الطبيعي
بغيره من الأطفال والمؤثرات الحية حوله. فيفقد الطفل الألفة ويتملكه
النفور، وكثرة الارتباك مما يفقده التحمل، والثقة بالنفس، والقدرة
على التفاعل أو الدفاع عن النفس، والآراء
كما يتولّد الخجل أيضاً، نتيجة لزجر الطفل باستمرار وحدة، كأن يتعمد
الوالدان التحدث إليه في لهجة آمرة فظة فتكون النتيجة شعور الطفل
بالفزع ازاء كل خطوة مستقلة، وتنمو لديه صفات التهيب والارتياع.
وكثيراً ما يحدث أن يعامل الوالدان طفلهما بشيء من عدم اللياقة، كأن
يعنفوه أو يتهكموا على بعض صفات مظهره الخارجي مثل السمنة
أو اختلال سيره أو عدم تناسق ملامحه، وحتى إذا سلمنا بأن الكبار
يتحدثون إليه بطيبة أو بحسن نية أو بدعابة عابرة، فإنّ الطفل عندما
يشعر بأن شيئاً ما من مظهره يستدعي السخرية، أو الضحك، أو التهكم؛
يبدأ على الفور في الخجل من نفسه وينزع إلى الانطواء، والميل للصمت
خوفاً من أن يلحظ الآخرون هذه العيوب ويتهكموا عليها.
وينشأ الخجل أيضاً في الأسر التي يكون بها طفلان، أحدهما أكثر نشاطاً
وحيوية وذكاء من الآخر. ومن هذه الحالة يتسرب الخجل إلى الطفل الأقل
حيوية ونشاطاً نتيجة لشعوره بالنقص والخوف من الفشل.
ولكن لكي يساعد الوالدان طفلهما على التخلص من الخجل، عليهما
في البداية أن يقلعا عن كافة التصرفات التي تُنمي فيه هذا الشعور، كذلك
عليهما أن يدفعاه نحو الاختلاط بالأطفال، ويقنعاه انّه يستطيع أن يفعل كل
ما يفعله أقرانه. وعلى الأسرة أيضاً أن تساعده على ان يكون أكثر
استقلالية ومبادرة، ومن المفيد أن تناقش معه المسائل التي تخصه،
وأن تترك له فرصة اختيار أفضل الطرق لتنفيذ هذا العمل أو ذلك.
وعندها يمكن توجيهه بشكل غير ملحوظاً، وغير متطفل.
أثر التربية الخاطئة على شخصية الطفل
الکاتب : ولاء الحسناوي
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143816b161151c6d&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
هل هناك علاقة متبادلة، وتأثير متبادل بين خلق الإنسان وتربيته؟
وهل يتكون الخلق بالتربية أم ينتقل بالوراثة؟
وإلى أي حد تؤثر الوراثة على سلوك.. وتصرفات الطفل؟
وإلى أي مدى تحد وتقلل التربية من التأثيرات الوراثية السلبية.
تلح هذه الأسئلة وغيرها على معظم الآباء والأُمّهات دون أن يجدوا لها
الإجابة العلمية السليمة، وللأسف يعتقد كثير منهم انّ الخلق ينتقل إلى
الأطفال بالوراثة من الوالدين والجدات والأجداد، وكثيراً ما نسمع عبارات
من نوع "سواء، ربيت أو لم ترب، فإذا كان الطفل قد ولد عنيداً، فسيظل
كذلك"، أو أن "هذا الطفل عنيد ومشاكس مثل والده أو جده أو...".
إنّ مثل هذه الآراء، بالإضافة إلى خطئها، فهي شديدة الضرر لأنها تضعف
من عزيمة الوالدين، وتزعزع ثقتهما من دور وقوة التربية، فهم ينظرون
إلى أخطاء وسلبيات أطفالهما، ولا يفعلون شيئاً سوى التبرم والضجر من
هذا الخلق السيء الموروث، الذي لا تجدي معه تربية أو تقويم، والأشد
خطراً من ذلك هو أن ينقل الوالدان تشاؤمهما وسلبيتهما ازاء أخطاء
وسلوكات أطفالهم، إلى الأطفال ذاتهم، فيصجون خاملين محبطين،
وكثيراً من يقول الواحد منهم مقلداً الكبار
"ماذا أستطيع أن افعل، إذا كنت ولدت وبي هذا الطبع".
إنّ هذه المفاهيم الخاطئة تدفعنا للتساؤل،
هل الشخصية هي حصاد لعدد من الصفات الموروثة،
أم انها نتاج للعلاقة المتبادلة بين التربية والوراثة،
وفي هذه الحالة،ما هو دور التربية في تعديل وتقويم
الطباع والميول الموروثة السيئة والسلبية.
إنّ علماء النفس وأخصائيه يؤكدون انّ خصائص الجهاز العصبي للطفل
هي خصائص موروثة من الوالدين والاجداد، مثل قسمات الوجه ولون
الشعر وطول القامة إلى غير ذلك.
ولكن أيعني هذا انّ هذه الخصائص الموروثة تظل ثابتة لا تتغير؟
بالطبع لا... فالجهاز العصبي للإنسان ليس شيئاً خامداً، بل هو قادر تحت
تأثير ظروف الحياة، على التغير، واعادة تنظيم نفسه، فخصائص الجهاز
العصبي الموروثة على الخلق بمقدار معيّن، ولكنها لا تحدد صفاته بشكل
كامل ونهائي. وهنا تأتي ضرورة التربية ودورها.
إنّ الفسيولوجي المعروف "بافلوف"، كان له دور رائد في هذا المجال
وقد حدد انّ هناك أنواعاً مختلفة للجهاز العصبي للإنسان، منها الجهاز العصبي الضعيف والقوي والمتوازن، وأكّد على ان نوع الجهاز بحد ذاته
ليس قابلاً للتغير، ولكن النشاط العصبي لهذا الجهاز يمكن أن يتغير تحت
تأثير التربية الحياتية، فمثلا حدة المزاج المفرطة وسرعة التهيج تعودان
إلى ضعف الجهاز العصبي الموروث، وعدم تكيفه للتلاؤم حتى مع أكثر
المهيجات اعتيادية وإذا لم يلتفت الوالدان إلى ذلك، ولم يعينا بتقوية
الجهاز العصبي للطفل. فإن شدة التهيج وحدة المزاج تصبحان صفات
أصيلة من صفات الخلق وملازمة له.
وأشار "بافلوف" إلى انّ صفات مثل العزم والجرأة والنشاط، تسهل
تربيتها لدى ذوي الجهاز العصبي الضعيف وكذلك صفات المثابرة والتركيز وضبط النفس. ولكنه أثبت علمياً أنّه في الامكان أن نربي
أيضاً مثل هذه الصفات لدى كل الأطفال مهما كان نوع جهازهم العصبي.
فالإنسان غير المتزن في الطفولة من الممكن أن يصبح – بفعل التربية
والجهد الإرادي – متزناً ورابط الجأش فيما بعد. أي إن نوع الجهاز
العصبي يؤثر في الخلق والشخصية، بينما الخلق "اي الصفات الجديدة
التي تظهر في سياق التربية" يؤثر بدوره في تحسين نوع النشاط
العصبي. ومن هنا دور التربية في صياغة شخصية الطفل وخلقه.
وهذا الدور الهام للتربية يوضح لنا مدى خطورة بعض التصورات
الخاطئة الموجودة لدى عديد من الآباء والأُمّهات والتي تقصر دورهم
تجاه أبنائهم على مجرد الاطعام والكساء، وعلى الأطفال – في المقابل
– أن يلتزموا بالطاعة وتنفيذ الأوامر.
وتنعكس هذه الآراء والمعتقدات الخاطية عن دور التربية،
في عشرات من الأساليب التربوية الخاطئة
عن دور التربية، التي تترك بصماتها القبيحة على شخصية وسلوك
الطفل، والتي لا تكاد تخلوا سرة من بعضها.وهذه الأساليب التربوية
الخاطئة ونوعها، وأثرها على الطفل، هي ما سنحاول مناقشته وتلمس
أبعاده... ومن الصعب حصر كافة هذه الأساليب الخاطئة. ولكننا سنتناول
أكثرها شيوعاً في مجتمعنا ومنها
عدم حرص الوالدين على تكوين علاقة متينة تجمعهم بابنائهم،
علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم؛ ففي التربية يجب أن يكون
هناك حد للحب وللصراحة، والتجربة تثبت انّ الصراحة المفرطة، تنفر
الأطفال وتجعلهم منطويين عنيدين، عدوانيين على من هم أضعف منهم،
أما التدليل المفرط فيخلق أناساً رخوين غير قادرين على تحمل المسؤولية
والاعتماد على أنفسهم، أنانيين، تتلخص الحياة بالنسبة لهم فقط في تلبية
احتياجاتهم دون تقدير لاحتياجات الآخرين وظروفهم. كما يلجأ بعض
الآباء والأُمّهات، إلى ابداء جفاف متعمد مع أطفالهم، ويخلقون مسافة
من التهجم أو الكبح بينهم وبين أبنائهم، وهم يفترضون انّهم بهذه
المسافة يوحون بالاحترام والرهبة أمام الصغار. والواقع انّ هذه المسافة
المصطنعة شديدة الضرر لأنها تدفع الطفل إلى أن يبتعد قدر الإمكان عن
الولد الغليظ، وتخلق داخله الخوف والجبن أو القسوة والغلاظة فمثل
هؤلاء الأطفال ينشأون أما منسحقين مترددين لا يثقون بأنفسهم واما
غلاظا متكبرين ينتقمون طوال حياتهم للطفولة المسحوقة التي واجهوها.
ونتيجة للأساليب التربوية الخاطئة التي يتبعها الآباء والأُمّهات، سواء في
دورها السلبي المباشر على شخصية الطفل، أو في عجزها عن تقويم
الصفات الخلقية الموروثة، ينشأ لدى الأطفال ميول وسلوكات سلبية
من مثل:
الخجل:
والخجل هو حالة نفسية تظهر في الارتباك والتقيد والميل إلى الصمت
وتباطؤ الكلام، وغالباً ما ينشأ الخجل نتيجة للتربية غير الصحيحة فمثلاً
نجد انّ بعض الآباء والأُمّهات وهم يحجزون أطفالهم عن "التأثير
السيِّئ" للشارع، يعزلون الطفل بشكل مصطنع عن الاحتكاك الطبيعي
بغيره من الأطفال والمؤثرات الحية حوله. فيفقد الطفل الألفة ويتملكه
النفور، وكثرة الارتباك مما يفقده التحمل، والثقة بالنفس، والقدرة
على التفاعل أو الدفاع عن النفس، والآراء
كما يتولّد الخجل أيضاً، نتيجة لزجر الطفل باستمرار وحدة، كأن يتعمد
الوالدان التحدث إليه في لهجة آمرة فظة فتكون النتيجة شعور الطفل
بالفزع ازاء كل خطوة مستقلة، وتنمو لديه صفات التهيب والارتياع.
وكثيراً ما يحدث أن يعامل الوالدان طفلهما بشيء من عدم اللياقة، كأن
يعنفوه أو يتهكموا على بعض صفات مظهره الخارجي مثل السمنة
أو اختلال سيره أو عدم تناسق ملامحه، وحتى إذا سلمنا بأن الكبار
يتحدثون إليه بطيبة أو بحسن نية أو بدعابة عابرة، فإنّ الطفل عندما
يشعر بأن شيئاً ما من مظهره يستدعي السخرية، أو الضحك، أو التهكم؛
يبدأ على الفور في الخجل من نفسه وينزع إلى الانطواء، والميل للصمت
خوفاً من أن يلحظ الآخرون هذه العيوب ويتهكموا عليها.
وينشأ الخجل أيضاً في الأسر التي يكون بها طفلان، أحدهما أكثر نشاطاً
وحيوية وذكاء من الآخر. ومن هذه الحالة يتسرب الخجل إلى الطفل الأقل
حيوية ونشاطاً نتيجة لشعوره بالنقص والخوف من الفشل.
ولكن لكي يساعد الوالدان طفلهما على التخلص من الخجل، عليهما
في البداية أن يقلعا عن كافة التصرفات التي تُنمي فيه هذا الشعور، كذلك
عليهما أن يدفعاه نحو الاختلاط بالأطفال، ويقنعاه انّه يستطيع أن يفعل كل
ما يفعله أقرانه. وعلى الأسرة أيضاً أن تساعده على ان يكون أكثر
استقلالية ومبادرة، ومن المفيد أن تناقش معه المسائل التي تخصه،
وأن تترك له فرصة اختيار أفضل الطرق لتنفيذ هذا العمل أو ذلك.
وعندها يمكن توجيهه بشكل غير ملحوظاً، وغير متطفل.