adnan
01-20-2014, 12:24 AM
الأخ / عبد العزيز محمد - الفقير إلي الله
المؤمن الحزيـن و الفاسق السعيـد
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143a5ca3ecf0fb59&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
( أوَ في شكٍّ أنت يا ابنَ الخطابِ ؟ !
أولئكَ قومٌ عُجِّلَتْ لهم طَيِّبَاتُهم في الحياةِ الدنيا )
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث:الألباني المصدر:صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم:2552 خلاصة حكم المحدث:صحيح
أخي المؤمن إنك لو تبصرت في حال كثير من أهل الفسق و الفجور
قد تجد أنهم يتقلبون بين نعمٍ كثيرة و مُتعٌ وفيرة يرتعون على بساط
النعماء الأخضر و يجوبون الأرض بطولها فرحاً و مرحاً كما لو أنهم
ملكوا الدنيا و ما فيها .
بينما لو أمعنتَ النظر في حال بعض الصالحين و الأتقياء الزّهاد
لرأيتَ أنّهم في نقمٍ و سقم إذ أعيتهم الغموم فلا تفتأ تطل برأسها على
صدورهم بين الحين و الآخر و كأني بنفسي أراك مُسائلاً سرّك عن السرّ
وراء ذلك الحال الهانئ و التقلّب البهيج فتبدأ بإطلاق الأعنة للأفكار
و إسبال إزار الوساوس الشيطانية.
فتتبعثر على قلبك و تستلذ العبث فيه حتى إذا كان بمقدورنا الإطلاع
على ما يجول في خلدك و تسنّى لنا قليلاً أن نتبحّر في خلجان قلبك.
لوجدنا فيه اعتراضًا شديداً على أمر الله و سأمًا مُستميتًا من حكمه
و قضاءهـ و قد يصل الأمر إلى التشكيك بعدالته تعالى الله عمّا يظنون.
لكن لو أنّنا نظرنا في محكم آياته
و مصداق أحاديث نبيه الذي لم ينطق عن هوى و تدبّرنا في كل معنى
و تفكّرنا بكل مغزى لما أفسحنا المجال للشيطان على هيّنة فنال
من عقولنا و قلوبنا شر نيلة يقول الله عزّ و جل :
{ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ
ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197)
لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198) }
آل عمران : 196-197
فهذه الآية حلت الإشكالية و كشفت عن السر الدفين وراء تقلب
الكفار الأغبياء بالنعم و الصالحون الأتقياء بالنقم .
فالدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر
منزل الأحزان و مستودع الهموم و موطن الغموم فيها ما يقض
المضطجع و ما يوغر الصدور.تنزل فيها الخطوب اللجاجة المرّة فتكبّل
القلوب و تزج بها في معاقل الأحزان فحقيقٌ بالمؤمن أن يحسن الظن بربه
و يدفع بالهواجس و الأفكار التي من شأنها أن تنعكس سلبًا على نفسه
فتستوطنها و تطعن بخنجر الشياطين كل ثقةٍ و إيمانٍ بالله عز و جل .
و لهذا فإنني أخاطبك كمسلمٌ
موحّدٌ تنتسب إلى أشرف العقائد و أنقى التوجّهات مؤمنٌ بقضاء الله
و قدره تؤمن بأنّ كل نعيمٍ يحل بك فإنّه منٌّ و تفضّلٌ من الله تعالى و أن أي
مصيبة تنزل بك ( و هي لك و إن بدت و كأنها عليك ) فـ بعدلٍ من الله
عزّ و جل و حكمة و علم .
فسبحانه ذو العزّة و الجبروت ليست تخفى عليه خافية أو تغيب عن
انتباهته صغيرةٌ و دقيقة .جديرٌ بنا أن ندرك أيّما إدراك أن ما نلتمسه
من نعيمٍ في حق أهل الكفر ما هو إلا باستدراجٍ لهم كي يتمادوا بفسقهم
و طغيانهم فيأتيَهم الموت بغتة و هم في غيّهم سادرون .
لهذا على المؤمن الكيس
أن يٌقابل البلايا بالصبر و أن لا يكون في صدره حرجٌ و ضيق مما قضى
الرحمن فقضاءه كله خير و قدره جلّه عدل منطوٍ على حكمةٍ و تدبير
يريد ليمتحن بالبلايا صبر المؤمن و قوّة ثقته و تعلق قلبه به.
أ فلا يكون لنا دأبٌ كدأب المؤمن
الذي قال فيه نبينا صلى الله عليه و سلم
( عجبًا لأمرِ المؤمنِ إنَّ أمرَه كلَّهُ له خيرٌ و ليس ذلك لأحدٍ
إلا للمؤمنِ إن أصابتْهُ سرَّاءُ شكر وكان خيرًا لهُ
و إن أصابتْهُ ضرَّاءُ صبرَ فكان خيرًا له)
الراوي: صهيب بن سنان المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع
- الصفحة أو الرقم:3980 خلاصة حكم المحدث:صحيح
المؤمن الحزيـن و الفاسق السعيـد
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143a5ca3ecf0fb59&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
( أوَ في شكٍّ أنت يا ابنَ الخطابِ ؟ !
أولئكَ قومٌ عُجِّلَتْ لهم طَيِّبَاتُهم في الحياةِ الدنيا )
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث:الألباني المصدر:صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم:2552 خلاصة حكم المحدث:صحيح
أخي المؤمن إنك لو تبصرت في حال كثير من أهل الفسق و الفجور
قد تجد أنهم يتقلبون بين نعمٍ كثيرة و مُتعٌ وفيرة يرتعون على بساط
النعماء الأخضر و يجوبون الأرض بطولها فرحاً و مرحاً كما لو أنهم
ملكوا الدنيا و ما فيها .
بينما لو أمعنتَ النظر في حال بعض الصالحين و الأتقياء الزّهاد
لرأيتَ أنّهم في نقمٍ و سقم إذ أعيتهم الغموم فلا تفتأ تطل برأسها على
صدورهم بين الحين و الآخر و كأني بنفسي أراك مُسائلاً سرّك عن السرّ
وراء ذلك الحال الهانئ و التقلّب البهيج فتبدأ بإطلاق الأعنة للأفكار
و إسبال إزار الوساوس الشيطانية.
فتتبعثر على قلبك و تستلذ العبث فيه حتى إذا كان بمقدورنا الإطلاع
على ما يجول في خلدك و تسنّى لنا قليلاً أن نتبحّر في خلجان قلبك.
لوجدنا فيه اعتراضًا شديداً على أمر الله و سأمًا مُستميتًا من حكمه
و قضاءهـ و قد يصل الأمر إلى التشكيك بعدالته تعالى الله عمّا يظنون.
لكن لو أنّنا نظرنا في محكم آياته
و مصداق أحاديث نبيه الذي لم ينطق عن هوى و تدبّرنا في كل معنى
و تفكّرنا بكل مغزى لما أفسحنا المجال للشيطان على هيّنة فنال
من عقولنا و قلوبنا شر نيلة يقول الله عزّ و جل :
{ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ
ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197)
لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198) }
آل عمران : 196-197
فهذه الآية حلت الإشكالية و كشفت عن السر الدفين وراء تقلب
الكفار الأغبياء بالنعم و الصالحون الأتقياء بالنقم .
فالدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر
منزل الأحزان و مستودع الهموم و موطن الغموم فيها ما يقض
المضطجع و ما يوغر الصدور.تنزل فيها الخطوب اللجاجة المرّة فتكبّل
القلوب و تزج بها في معاقل الأحزان فحقيقٌ بالمؤمن أن يحسن الظن بربه
و يدفع بالهواجس و الأفكار التي من شأنها أن تنعكس سلبًا على نفسه
فتستوطنها و تطعن بخنجر الشياطين كل ثقةٍ و إيمانٍ بالله عز و جل .
و لهذا فإنني أخاطبك كمسلمٌ
موحّدٌ تنتسب إلى أشرف العقائد و أنقى التوجّهات مؤمنٌ بقضاء الله
و قدره تؤمن بأنّ كل نعيمٍ يحل بك فإنّه منٌّ و تفضّلٌ من الله تعالى و أن أي
مصيبة تنزل بك ( و هي لك و إن بدت و كأنها عليك ) فـ بعدلٍ من الله
عزّ و جل و حكمة و علم .
فسبحانه ذو العزّة و الجبروت ليست تخفى عليه خافية أو تغيب عن
انتباهته صغيرةٌ و دقيقة .جديرٌ بنا أن ندرك أيّما إدراك أن ما نلتمسه
من نعيمٍ في حق أهل الكفر ما هو إلا باستدراجٍ لهم كي يتمادوا بفسقهم
و طغيانهم فيأتيَهم الموت بغتة و هم في غيّهم سادرون .
لهذا على المؤمن الكيس
أن يٌقابل البلايا بالصبر و أن لا يكون في صدره حرجٌ و ضيق مما قضى
الرحمن فقضاءه كله خير و قدره جلّه عدل منطوٍ على حكمةٍ و تدبير
يريد ليمتحن بالبلايا صبر المؤمن و قوّة ثقته و تعلق قلبه به.
أ فلا يكون لنا دأبٌ كدأب المؤمن
الذي قال فيه نبينا صلى الله عليه و سلم
( عجبًا لأمرِ المؤمنِ إنَّ أمرَه كلَّهُ له خيرٌ و ليس ذلك لأحدٍ
إلا للمؤمنِ إن أصابتْهُ سرَّاءُ شكر وكان خيرًا لهُ
و إن أصابتْهُ ضرَّاءُ صبرَ فكان خيرًا له)
الراوي: صهيب بن سنان المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع
- الصفحة أو الرقم:3980 خلاصة حكم المحدث:صحيح