تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفرج بعد الشدة ( 3 - 4 )


adnan
01-21-2014, 09:21 PM
الأخ / عبدالعزيز محمد - الفقير إلي الله


الفرج بعد الشدة ( 3 - 4 )
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143b024abbba26c2&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
و لقد روي عن عن علي بن هشام الكاتب قال :
سمعت أبا عبد الله الباقطائي يقول : سمعت عبيد الله بن سليمان يقول
في وزارته : قال : لي أبي :كنت يوما في حبس محمد بن عبد الملك
الزيات في خلافة الواثق آيس ما كنت من الفرج وأشد محنة وغما
حتى وردت علي رقعة أخي الحسن بن وهب وفيها شعر له :

محن أبا أيوب أنت محلها
فإذا جزعت من الخطوب فمن لها
إن الذي عقد الذي انعقدت به عقد المكاره فيك يحسن حلها
فاصبر فإن الله يعقب فرجة ولعلها أن تنجلي ولعلها
وعسى تكون قريبة من حيث لا ترجو وتمحو عن جديدك ذلها

قال : فتفاءلت بذلك ، وقويت نفسي ، فكتبت إليه :

صبرتني ووعظتني وأنا لها وستنجلي بل لا أقول لعلها
ويحلها من كان صاحب عقدها ثقة به إذ كان يملك حلها

قال : فلم أصل العتمة ذلك اليوم حتى أطلقت فصليتها في داري ولم يمض
يومي ذاك حتى فرج الله عني وأطلقت من حبسي.وروي أن هاتين
الرقعتين وقعتا بيد الواثق الرسالة والجواب فأمر بإطلاق سليمان وقال
والله لا تركت في حبسي من يرجو الفرج ولا سيما من خدمني فأطلقه
على كره من ابن الجراح الزيات لذلك .

و لقد حدث للحسن البصري أيام الحجاج أمر جلل لكن الله يدافع عن الذين
آمنوا فلقد دخل الحسن البصري على الحجاج واسط فرأى بناءه فقال:
" الحمد لله ان هؤلاء الملوك ليرون في أنفسهم عبرا وانا لنرى فيهم
عبرا يعمد أحدهم إلى قصر فيشيده وفرس فيتخذه وقد حف به ذباب طمع
وفراش نار.ثم يقول ألا فانظروا ما صنعت فقد رأينا يا عدو والله ما صنعت
فماذا يا أفسق الفاسقين أما أهل السماء فمقتوك وأما أهل الأرض فلعنوك
ثم خرج وهو يقول: إنما أخذ الله الميثاق على العلماء ليبيننه للناس ولا
يكتمونه.فتغيظ الحجاج عليه غيظا شديدا وقال يا أهل الشام: هذا عبيد أهل
البصرة يدخل على فيشتمني في وجهي فلا يكون له مغير ولا نكير والله
لأقتلنه فمضى أهل الشام إلى الحسن فحملوه إلى الحجاج وعرف الحسن
ما قاله فكان طول طريقه يحرك شفتيه فلما دخل وجد السيف النطع بين
يدي الحجاج وهو متغيظ فلما رآه الحجاج كلمه بكلام غليظ فرفق به
الحسن ووعظه فأمر الحجاج بالسيف والنطع فرفعا ولم يزل الحسن يمر
في كلامه حتى دعا الحجاج بالطعام فأكلا وبالوضوء فتوضأ وبالغالية
فغلفه بيده وصرفه مكرما.قال صالح بن مسمار: فقيل للحسن بم كنت
تحرك شفتيك؟ قال قلت: يا غياثي عند دعوتي ويا عدتي في ملتي ويا ربى
عند كربتي ويا صاحبي في شدتي ويا ولي في نعمتي ويا إلهي وإله
إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وموسى وعيسى ويا رب
النبيين كلهم أجمعين ويا رب كهيعص وطه وطس ويس ويا رب القرآن
الكريم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين وارزقني مودة عبدك
الحجاج وخيره ومعروفه واصرف عنى أذاه وشره ومكروهه ومعرته
قال صالح: فما دعونا بها في شدة إلا فرج عنا.

و هذا نبي الله يونس بعثه الله إلي أهل نينوي من أرض الموصل فدعاهم
إلي عبادة الله وحده فكذبوه و تمردوا عليه و لم يؤمنوا به فلما طال عليه
ما أمرهم غضب عليهم و خرج من بين أظهرهم و وعدهم بعذاب الله
يلحق بهم بعد ثلاث.و ذهب سيدنا يونس مغاضبا بسبب قومه و ركب
سفينة في البحر و ذلك دون ان يأتيه الأمر من الله فاضطربت السفينة
و ماجت و أوشكت علي الغرق بمن عليها و كان من عادة أهل هذا
الزمان في تلك الحالة أن يقترعوا فمن وقعت عليه القرعة ألقي في البحر
لأنه قد يكون عاصيا و لكي تخف حمولة السفينة و ينجو الباقون .
فلما اقترعوا وقعت القرعة علي نبي الله يونس فلم يسمحوا به فأعادوها
ثانية فوقعت عليه أيضا فلم يرضوا بأن يلقي في البحر و أعادوا الثالثة
فوقعت عليه أيضا فعلم سيدنا يونس أنه هو المقصود و أن الله أراد به
أمرا فألقى بنفسه في البحر فلما ألقى يونس بنقسه في البحر أمر الله حوتا
عظيما من البحر فالتقمه و أمره الله تعالي ألا يأكل له لحما و لا يهشم له
عظاما فأخذه و طاف به البحار و قيل أنه ابتلع ذلك الحوت حوتا أكبر منه
و لما استقر سيدنا يونس في بطن الحوت و وجد نفسه سليما و سمع
تسبيح الحيتان لله في البحر و رأي ما فيه من الكرب و الغم و الضيق
و الضر و البلوي لهج لسانه بالتسبيح لله رب العالمين و أقر بذنبه و
طلب العفو و المغفرة من الله فقال :

لا أله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .

قال تعالي :

{ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٩﴾ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴿١٤٠﴾
فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴿١٤١﴾ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿١٤٢﴾
فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤﴾
فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ﴿١٤٥﴾ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ ﴿١٤٦﴾
وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿١٤٧﴾ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ (148) }
﴿١٤٨﴾ الصافات.