تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التجارة مع الله ( 2 - 2 )


adnan
01-24-2014, 08:58 PM
الأخ / عبد العزيز محمد - الفقير إلي الله



التجارة مع الله ( 2 - 2 )
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143bee779e039477&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
وما أربحَ هذا البيعَ الذي نشتري فيه الباقي بالفاني! وهو على هذا جزاء
للمجاهد سواء قُتِل في سبيل الله أو مات على فِراشه فما أعظم منه؟! ﴾
لأنَّها غير داخلة في الفوز العظيم وإنَّما هي مِن فوز الدنيا الذي يمتنُّ الله به
على عبادِه الباحثين عن فوزِ الآخرة

{ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

وقد ذكَر الطبري في تفسيره في سببِ نزول هذه الآية
أنَّ عبدَالله بن أبي رواحة
قال للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في بيعة العقَبة الثانية:

("اشترطْ لربك ولنفْسك ما شئت" قال:( أشترط لربي أن تَعْبدوه
ولا تُشرِكوا به شيئًا وأشترط لنفسي أن تمنعوني ممَّا تمنعون منه
أنفسَكم وأموالكم)) قالوا: فإذا فعلْنا ذلك فماذا لنا؟قال: ((الجنة))
قالوا: "ربِح البيع لا نقيل ولا نستقيل )

وقال القرطبيُّ في تفسيره:
"ثم هي بعدَ ذلك عامَّة في كلِّ مجاهد في سبيلِ الله من أمَّة
محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم إلى يومِ القيامة"

ويقول تعالى:

{ إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ }
[التغابن: 17]

وقال سبحانه:

{ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً
وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
[البقرة: 245]

والقرْض مع الله غير الناس فالقرض مع الناس إنَّما يردُّ إلى المقرض
ويكون له الشكر، أمَّا مع الله فإنَّه إنما نُقرِضُهُ ما هو منه وله ويضاعف
الله هذا القرضَ لنا أضعافًا كثيرة ويغفر لنا بإقراضنا إيَّاه وهو غير محتاج
ويشكر لنا هذا فيجازينا بخيرٍ مما أقرضنا وإنَّما يكون إقراضه بالصَّدَقات
والإنفاق في سبيله.

في أنواع المتاجرة مع الله:
وأنواع المتاجَرة مع الله كثيرة وأوَّلها وآكَدها وأساسها الذي لا تَصلُح إلا به:
الإيمان بالله تبارك وتعالى والإيمان بنبيِّه محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم
يقول الله تعالى في الآياتِ التي ذكرْناها مِن سورة الصف:

{ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ }

فالإيمان هو أصلُ الدِّين ولا يقبل الله بدونه عملاً يقول سبحانه:

{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلاَمُ }
[آل عمران: 19]

ويقول:

{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
[آل عمران: 85]

ويقول:

{ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
[المائدة: 5]

فجعَل سبحانه الإيمان أولى الأعمال بالوجوب وجعله شرطًا في قَبول
ما سواه مِن الأعمال وشرطًا للمتاجرة معه بل أول الشروط ويلي الإيمان
في المتاجَرة الدفاع عنه والمجاهدة في سبيلِ الله بالنفس والمال وهذا مِن
لوازم الإيمان ومِن لوازم الاعتقاد بأيِّ شيءٍ الدِّفاع عنه والدَّعوة إليه وكل
عمَل ممَّا أمر به أو ندَب إليه الله ورسوله ففعله مِن المتاجرة معه وكل
عمَل ممَّا نهى عنه أو كرهه الله ورسوله فتركه مِن المتاجرة معه وكل
ما هو وسيلة وسبيل إلى تحقيقِ الإيمان الكامِل ممَّا ذكر في الكتاب والسُّنة
فهو مِن المتاجرة معه تبارك وتعالى غير أنَّ الذي عُيِّنَ في الآية هي
الأُسس التي انبنَى عليها الدِّين عندَ نزول القرآن والتي اقتضتها الحاجةُ
أكثرَ من غيرها وهي بلا شكٍّ أفضلها
يقول الله تعالى:

{ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً
يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ }
[فاطر: 29]

فذكر الصلاة والزكاة وكذا كل عمَل في الإسلام داخلٌ في مسمَّى التجارة
ويقول سبحانه وتعالى في صِفة هؤلاء المتاجرين معه الرابحين بفضله:
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143bee779e039477&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
[التوبة: 112]

فهذه كلها مِن أنواع المتاجرة مع الله والله تعالى أعْلَى وأعلم.