المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنزه الموجودات و أشرفها


adnan
01-28-2014, 09:30 PM
الأخت / الملكة نـــور


فائدة أنزه الموجودات و أشرفها
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143d3d57556875c1&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
فائدة أنزه الموجودات وأشرفها عرش الرحمن جلّ جلاله
أنزه الموجودات و أظهرها و أنورها وأشرفها وأعلاها ذاتا وقدرا
و أوسعها عرش الرحمن جلّ جلاله . و لذلك صلح لاستوائه عليه.
و كل ما كان أقرب إلى العرش كان أنور وأنزه وأشرف مما بعد عنه .
و لهذا كانت جنّة الفردوس أعلى الجنان و أشرفها وأنورها وأجلّها لقربها
من عرش الرحمن الذي هو سقفها , و كل ما بعد عنه كان أظلم وأضيق .
و لهذا كان أسفل سافلين شرّ الأمكنة وأضيقها وأبعدها من كل خير .

و خلق الله القلوب و جعلها محلا لمعرفته و محبّته وإرادته ,
فهي عرش المثل الأعلى الذي هو معرفته و محبّته وإرادته .
قال الله تعالى :

{ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
النحل60

و قال تعالى"

{ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ
وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
الروم 27

وقال تعالى:

{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ }
الشورى 11.

فهذا من المثل الأعلى وهو مستو على قلب المؤمن فو عرشه وان لم يكن
أطهر الأشياء وأنزهها وأطيبها وأبعدها من كل دنس لم يصلح لاستواء
المثل الأعلى عليه معرفة ومحبة وإرادة , فاستوى عليه مثل الدنيا الأسفل
و محبتها و معرفتها و إرادتها و التعلّق بها , فضاق وأظلم وبعد من
كماله و فلاحه حتى تعود القلوب على قلبين : قلب هو عرش الرحمن
ففيه النور و الحياة والفرح والبهجة و ذخائر الخير, و قلب هو عرش
الرحمن , فهناك الضيق والظلمة والموت و الحزن و الغم و الهم ,
فهو حزين على ما مضى , مهموم بما يستقبل , مغموم في الحال .

و قد روى الترمذي وغيره
عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:

( إذا دخل النور القلب , انفسح وانشرح " قالوا فما علامة ذلك
يا رسول الله ؟ قال : " الإنابة إلى دار الخلود , و التجافي عن دار
الغرور, و الاستعداد للموت قبل نزوله )
أخرجه ابن جرير في التفسير 8\20 , و البغوي في شرح السنة 6\72 ,
وأبو نعيم , و البيهقي في الأسماء والصفات ص156,
و ضعّفه الألباني في السلسلة الضعيفة بقم 965 .

و النور الذي يدخل القلب إنما هو من آثار المثل الأعلى فلذلك ينفسح
و ينشرح , و إذا لم يكن فيه معرفة الله و محبّته , فحظّه الظلمة و الضيق