المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضانيات (2) ( الشفاعة )


vip_vip
08-19-2010, 12:55 AM
رمضانيات (2)


( الشفاعة )


شفع له في أمر : أعانه عليه ، وساعده في الحصول عليها ،
وذلـّلها له .

وقد أثنى الله تعالى على الشفيع الخيّر حين قال
" من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها " .

أما في الآخرة فلا يشفع أحد لأحد إلا بإذن الله تعالى "
من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " .


والشفاعة : إذاً طلب الخير للغير والوساطة لهم عند من
يرجونهم . وهذا ماعلـّمناه النبيُّ الكريم إبراهيم حين قال لأبيه :
" سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً "



إن المدعو حين يرى من الداعية اهتماماً واعتناءً يلين قلبه ثم
يتقبل منه ما يقول ، ثم يؤمن بما يقول ، ثم يعتنق ذلك ويكون
منافحاً عن هذه الدعوة " ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من
حولك " ..

كان الصحابة متحلقين حول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
أقبل رجل من بعيد إلى مجلسه صلى الله عليه وسلم ، فالتفت
إليهم صلى الله عليه وسلم ، وقال : " هذا الرجل قادم يريد مني
مسألة ، وإني معطيه إياها إن شاء الله ، ولكن إذا سألنيها
فاشفعوا له ، والله يُؤجركم على شفاعتكم ، وليقض الله على
لسان نبيه ما يشاء " .
جاء الرجل وجلس ولم ينبس ببنت شفة . فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألك حاجة يا رجل؟." قال :
نعم يا رسول الله ، صلى الله عليك وسلم . وذكر حاجته . فكان
أصحاب رسول الله يقولون :
- هو أهلٌ لفضلك يا رسول الله .
- ما علمنا عنه إلا خيراً يا رسول الله .
أحسن إليه يا رسول الله . فما عهدناك إلا محسناً .
كان الرجل ينظر إليهم مسروراً من شفاعتهم ، وقد أحبهم
وشعر أنه منهم وأنهم منه . ... يا لـَهذا المجتمع المتحاب
المتكافل ...
وابتسم رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقد اكتسب إلى
المسلمين واحداً آخر ، وعلم أصحابه أن يناصر بعضهم
بعضاً .... وقضى للرجل حاجته .
جميل جداً أن يهتم المسلم بأمر أخيه فيعينه على قضاء حوائجه ،
ويسعى بخدمته ، فإذا بالحب والود والشعور بالأخوة يتعمق ،
ويصير المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضُه بعضاً .


وحب الصالحين يجعلنا معهم يوم الحشر . ألم يقل
النبي صلى الله عليه وسلم " يُحشر المرء مع من أحب
" فحبهم شفع لنا أن نكون معهم ، ورحم الله الشافعي إذ يقول :


أحب الصالحين ولست منهم --- لعلي أن أنـال بهم شـفـاعة


وأكره مَن تجارتـُه المعاصي --- ولو كنا سواءً في البضاعة


وفي رمضان الخير يعوّد المرء نفسه أن يكون سفير إخوانه إلى
المحبة والود وحُسن الأخلاق ، وسفير الود وحسن الأخلاق إلى
إخوانه سواء بسواء . فيسعى في خدمة إخوانه وقضاء حوائجهم
، فيسعدوا به ويسعد بهم ، وتتمكن اصداقة والأخوّة في قلوبهم
وأفعالهم . ويبدأون السير إلى الله في الطريق الصحيح ......

أليس هذا صحيحاً يا أحبائي ؟؟



--

[ .. إرادتي .. ستشكل حياتي ، سواء فشلت أو نجحت ..
فنجاحي أو فشلي من صنعي أنا .. وليس من صنع أي شخص
آخر . أنا القوة .. أنا من يستطيع إزالة كل العقبات من أمامي ..
أنا وحدي مالكة قدري .. فزت أم خسرت .. فالاختيار هو
اختياري .. والمسئولية هي مسئوليتي ..]]


©{« »}©©¯`_._.-´¯`_._.-|!! همس الغروووووبــ !!|_._.-´¯`_._.-´¯©{« »}©