المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طلحة بن عبيد الله


vip_vip
08-19-2010, 11:05 PM
طلحة بن عبيد الله

أحد العشرة المبشرين بالجنة



من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض "
" وقد قضى نحبه ، فلينظر الى طلحة
حديث شريف

طلحة بن عبيـد اللـه بن عثمان التيمـي القرشي المكي المدني ، أبو محمـد
لقد كان في تجارة له بأرض بصرى ، حين لقي راهبا من خيار
رهبانها ، وأنبأه أن
النبي الذي سيخرج من أرض الحرم ، قد أهل عصره ، ونصحه
باتباعه وعاد الى
مكـة ليسمع نبأ الوحي الذي يأتي الصادق الأميـن ،
والرسالة التي يحملها، فسارع
الى أبي بكر فوجـده الى جانب محمد مؤمنا ، فتيقن أن الاثنان
لن يجتمعا الا علـى
الحق ، فصحبه أبـو بكر الى الرسـول -صلى الله عليه وسلم-
حيث أسلم وكان من
المسلمين الأوائل

ايمانه

لقد كان طلحة -رضي الله عنه- من أثرياء قومه ومع هذا نال حظه
من اضطهاد المشركين ، وهاجر الى المدينة وشهد المشاهد كلها
مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- الا غزوة بدر ، فقد ندبه
النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه سعيد بن زيد الى خارج
المدينة ، وعند عودتهما عاد المسلمون من بدر ، فحزنا الا يكونا
مع المسلمين ، فطمأنهما النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن لهما
أجر المقاتلين تماما ، وقسم لهما من غنائم بدر كمن شهدها وقد
سماه الرسول الكريم يوم أحُد ( طلحة الخير ) وفي غزوة
العشيرة ( طلحة الفياض ) ويوم حنين ( طلحة الجود )

بطولته يوم أحد
في أحد أبصر طلحة -رضي الله عنه- جانب المعركة الذي يقف
فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلقيه هدفا للمشركين ،
فسارع وسط زحام السيوف والرماح الى
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرآه والدم يسيل من وجنتيه ،
فجن جنونه وقفز أمام الرسول -صلى الله عليه وسلم- يضرب
المشركين بيمينه ويساره ، وسند الرسول -صلى الله عليه وسلم
وحمله بعيدا عن الحفرة التي زلت فيها قدمه ، ويقول أبو بكر
-رضي الله عنه- عندما يذكر أحدا :( ذلك كله كان يوم طلحة ،
كنت أول من جاء الى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لي
الرسول ولأبي عبيدة بن الجراح :"دونكم أخاكم" ونظرنا ،
واذا به بضع وسبعون بين طعنة وضربة ورمية ، واذا أصبعه
مقطوعة ، فأصلحنا من شأنه )
وقد نزل قوله تعالى :" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله

عليه فمنهم من قضى
نحبه ، ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلا "

تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية أمام الصحابة
الكرام ، ثم أشار الى طلحة قائلا :( من سره أن ينظر الى رجل
يمشي على الأرض ، وقد قضى نحبه ، فلينظر الى طلحة ) ما
أجملها من بشرى لطلحة -رضي الله عنه- ، فقد علم أن الله
سيحميه من الفتنة طوال حياته وسيدخله الجنة فما أجمله من
ثواب

عطائه وجوده
وهكذا عاش طلحة -رضي الله عنه- وسط المسلمين مرسيا
لقواعد الدين ، مؤديا لحقوقه ، واذا أدى حق ربه اتجه لتجارته
ينميها ، فقد كان من أثرى المسلمين ، وثروته كانت دوما في
خدمة الدين ، فكلما أخرج منها الشيء الكثير ، أعاده الله اليه
مضاعفا ، تقول زوجته سعدى بنت عوف :( دخلت على طلحة
يوما فرأيته مهموما ، فسألته : ما شأنك ؟ فقال : المال الذي
عندي ، قد كثر حتى أهمني وأكربني وقلت له : ما عليك ، اقسمه
فقام ودعا الناس ، وأخذ يقسمه عليهم حتى ما بقي منه درهما )

وفي احدى الأيام باع أرضا له بثمن عال ، فلما رأى المال أمامه
فاضت عيناه من الدمع وقال :( ان رجلا تبيت هذه الأموال في
بيته لا يدري مايطرق من أمر ، لمغرور بالله ) فدعا بعض
أصحابه وحملوا المال معه ومضى في الشوارع يوزعها حتى
أسحر وما عنده منها درهما

وكان -رضي الله عنه- من أكثر الناس برا بأهله وأقاربه ، وكان
يعولهم جميعا ، لقد قيل :( كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا
الا كفاه مئونته ، ومئونة عياله )( وكان يزوج أياماهم ، ويخدم
عائلهم ، ويقضي دين غارمهم ) ويقول السائب بن زيد
:( صحبت طلحة بن عبيد الله في السفر و الحضر فما وجدت
أحدا ، أعم سخاء على الدرهم ، والثوب ، والطعام من طلحة )

طلحة والفتنة
عندما نشبت الفتنة في زمن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أيد
طلحة حجة المعارضين لعثمان ، وزكى معظمهم فيما ينشدون
من اصلاح ، ولكن أن يصل الأمر الى قتل عثمان -رضي الله عنه-
، لا لكان قاوم الفتنة ، وما أيدها بأي صورة ، ولكن ماكان كان ،
أتم المبايعة هو والزبير لعلي -رضي الله عنهم جميعا- وخرجوا
الى مكة معتمرين ، ومن هناك الى البصرة للأخذ بثأر عثمان


وكانت ( وقعة الجمل ) عام 36 هجري طلحة والزبير في فريق
وعلي في الفريق الآخر ، وانهمرت دموع علي -رضي الله عنه-
عندما رأى أم المؤمنين ( عائشة ) في هودجها بأرض المعركة
، وصاح بطلحة :( يا طلحة ، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها ،
وخبأت عرسك في البيت ؟) ثم قال للزبير :( يا زبير : نشدتك الله
، أتذكر يوم مر بك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن
بمكان كذا ، فقال لك : يا زبير ، الا تحب عليا ؟؟ فقلت : ألا أحب
ابن خالي ، وابن عمي ، ومن هو على ديني ؟؟ فقال لك : يا زبير
، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم ) فقال الزبير :( نعم أذكر الآن
، وكنت قد نسيته ، والله لا أقاتلك )

الشهادة
وأقلع طلحـة و الزبيـر -رضي الله عنهما- عن الاشتراك في هذه
الحرب ، ولكن دفعـا حياتهما ثمنا لانسحابهما ، و لكن لقيا
ربهما قريرة أعينهما بما قررا ، فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو
بن جرموز وقتله غدرا وهو يصلي ، وطلحة رماه مروان بن
الحكم بسهم أودى بحياته
وبعد أن انتهى علي -رضي الله عنه- من دفنهما ودعهما بكلمات
أنهاها قائلا :( اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمـان
من الذين قال الله فيهم :( ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا
على سرر متقابلين ) ثم نظر الى قبريهما وقال :( سمعت أذناي
هاتان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :( طلحة و الزبير
، جاراي في الجنة )

قبر طلحة
لمّا قُتِلَ طلحة دُفِنَ الى جانب الفرات ، فرآه حلماً بعض أهله
فقال :( ألاّ تُريحوني من هذا الماء فإني قد غرقت ) قالها ثلاثاً
، فأخبر من رآه ابن عباس ، فاستخرجوه بعد بضعة وثلاثين سنة
، فإذا هو أخضر كأنه السِّلْق ، ولم يتغير منه إلا عُقْصته ،
فاشتروا له داراً بعشرة آلاف ودفنوه فيها ، وقبره معروف
بالبصرة ، وكان عمره يوم قُتِلَ ستين سنة وقيل أكثر من ذلك