المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فائدة الكلام في ألهاكم التكاثر


adnan
02-01-2014, 10:40 PM
الأخت / الملكة نـــور

فائدة الكلام في ألهاكم التكاثر
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143e8391950db438&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
أخلصت هذه السورة للوعد والوعيد والتهديد , و كفى بها موعظة
لمن عقلها.
فقوله تعالى:

{ أَلْهَاكُمُ }

أي شغلكم على وجه لا تعذرون فيه فان الإلتهاء عن الشيء هو الاشتغال
عنه . فان كان بقصد فهو محل التكليف , و ان كان بغير قصد
كقوله صلى الله عليه و سلّم في الخميصة :

( إنها ألهتني آنفا عن صلاتي )
البخاري في الصلاة 1\575, ومسلم1\391 و أبو داود .

كان صاحبه معذورا وهو نوع من النسيان.
وفي الحديث

( فلها صلى الله عليه وسلم عن الصبي )

أي ذهل عنه, جزء من حديث, البخاري كتاب الأدب 10\591
رقم6191, ومسلم في الآداب 3\1692 رقم 29, و البيهقي .

و يقال :
لها بالشيء , أي اشتغل به . و لها عنه : إذا انصرف عنه . و اللهو
للقلب واللعب للجوارح , و لهذا يجمع بينهما. ولهذا كان قوله :

{ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}

أبلغ في الذم من شغلكم . فان العامل قد يستعمل جوارحه بما يعمل وقلبه
غير لاه به . فاللهو هو ذهول وإعراض . و التكاثر تفعل من الكثرة أي
مكاثرة بعضكم لبعض وأعرض عن ذكر المتكاثر به إرادة لإطلاقه
وعمومه أن كل ما يكاثر به العبد غيره سوى طاعة الله ورسوله وما
يعود عليه بنفع معاده فهو داخل في هذا التكاثر . فالتكاثر في كل شيء
من جاه أو مال أو رئاسة أو نسوة أو حديث أو علم , و لا سيّما إذا لم
يحتج إليه . و التكاثر في الكتب و التصانيف و كثرة المسائل وتفريعها
و توليدها . والتكاثر أن يطلب الرجل أن يكون أكثر من غيره , و هذا
مذموم إلا فيما يقرّب إلى الله , فالتكاثر فيه منافسة للخيرات
و مسابقة إليها .

و في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن الشخير أنه :

( انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ {ألهاكم التكاثر}
قال: " يقول ابن آدم : مالي ما لي , و هل لك من مالك إلا ما
تصدّقت به فأمضيت , أو أكلت فأفنيت , أو لبست فأبليت .)
الزهد و الرقائق 4\2273رقم 3 , كما أخرجه الترمذي ,
و النسائي و أحمد .

تنبيه من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه

• من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه .

• للعبد ستر بينه وبين الله , وستر بينه وبين الناس, فمن هتك الستر
الذي بينه وبين الله , هتك الستر الذي بينه وبين الناس .

• للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه, فينبغي له أن يسترضي ربّه
قبل لقائه ويعمّر بيته قبل انتقاله إليه .

• إضاعة الوقت أشد من الموت, لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار
الآخرة, والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها .

• الدنيا من أولها الى آخرها لا تساوي غم ساعة, فكيف بغم العمر .

• محبوب اليوم يعقبه المكروه غدا, ومكروه اليوم يعقبه المحبوب غدا .

• أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وأنفع
في معادها .

• كيف يكون عاقلا من باع الجنّة بما فيها شهوة ساعة .

• يخرج العرف من الدنيا ولم يقضي وطره من شيئين: بكاؤه على نفسه,
وثناؤه على ربّه .

• المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهربت منه , والرب تعالى إذا خفته
أنست به وقربت إليه .

• لو نفع العلم بما عمل لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب ولو نفع
العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين .

• دافع الخطرة, فان لم تفعل صارت فكرة. فدافع الفكرة, فان لم نفعل
صارت شهوة. فحاربها, فان لم تفعل صارت عزيمة وهمّة, فان لم تدافعها
صارت فعلا, فان لم تتداركه بضدّه صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها

• التقوى ثلاث مراتب :

إحداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرّمات.

الثانية: حميتها عن المكروهات .

الثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني .

فالأولى تعطي العبد حياته , و الثانية تفيد صحته و قوته , و الثالثة تكسبه
سروره و فرحه و بهجته .

غموض الحق حين تذب عنه يقلل ناصر الخصم المحق
تضل عن الدقيق فهوم قوم فتقضي للمجلّ على المدقّ
بالله أبلغ ما أسعى وأدركه لا بي ولا بشفيع لي من الناس
إذا أيست وكاد اليأس يقطعني جاء الرجاء مسرعا من جانب اليأس

• من خلقه الله للجنّة لم تزل هداياها تأتيه من المكاره, ومن خلقه الله
للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشهوات.

لما طلب آدم الخلود في الجنة من جانب الشجرة عوقب بالخروج منها.
اقرأ الآيات 19-24من سورة الأعراف.ولما طلب يوسف الخروج من
السجن من جهة صاحب الرؤية لبث فيها بضع سنين.
اقرأ يوسف آية 42.

• إذا جرى على العبد مقدور يكرهه فله فيه ستّة مشاهد :

الأوّل: مشهد التوحيد, وأن الله هو الذي قدّره و شاءه و خلقه ,
و ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .

الثاني: مشهد العدل , و أنه ماض فيه حكمه, عدل فيه قضاؤه.

الثالث: مشهد الرحمة , وأن رحمته في هذا المقدور غالبه لغضبه
وانتقامه , و رحمته حشوه أي ظاهره بلاء و باطنه رحمة .

الرابع : مشهد الحكمة , وأن حكمته سبحانه اقتضت ذلك,
لم يقدّره سدى و لا قضاه عبثا .

الخامس : مشهد الحمد , و إن له سبحانه الحمد التام
على ذلك من جميع وجوهه .

السادس : مشهد العبوديّة , وأنه عبد محض من كل وجه تجري عليه
أحكام سيّده و أقضيته بحكم كونه ملكه وعبده, فيصرفه تحت أحكامه
القدريّة كما يصرفه تحت أحكامه الدينيّة, فهو محل لجريان هذه الأحكام عليه .

• قلّة التوفيق وفساد الرأي , وخفاء الحق, وفساد القلب , و خمول الذكر,
و إضاعة الوقت , و نفرة الخلق , والوحشة بين العبد وبين ربّه, ومنع
إجابة الدعاء , و قسوة القلب , ومحق البركة في الرزق والعمر, وحرمان
العلم, ولباس الذل , و إهانة العدو, وضيق الصدر, والابتلاء بقرناء
السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت, وطول الهم والغم, وضنك
المعيشة, وكسف البال... تتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله,
كما يتولّد الزرع عن الماء , و الإحراق عن النار.
وأضداد هذه تتولّد عن الطاعة .