المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأثير شهادة أن لا إلَه إلا الله


adnan
02-04-2014, 10:39 PM
الأخت / الملكة نـــور

تأثير شهادة أن لا إلَه إلا الله
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=143f7b1d0523ec1a&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
تأثير شهادة أن لا اله إلا الله عند الموت في تكفير السيئات
لشهادة أن لا اله إلا الله عند الموت تأثير عظيم في تكفير السيئات
و إحباطها , لأنها شهادة من عبد موقن بها عارف بمضمونها , قد ماتت
منه الشهوات و لانت نفسه المتمردة , و انقادت بعد إبائها واستعصائها
وأقبلت بعد إعراضها وذلت بعد عزها , و خرج منها حرصها على الدنيا
و فضولها , و استخذت بين يدي ربها فاطرها و مولاها الحق أذل ما كانت
له و أرجى ما كانت لعفوه ومغفرته و رحمته , و تجرد منها التوحيد
بانقطاع أسباب الشرك و تحقق بطلانه , فزالت منها تلك المنازعات إلي
كانت مشغولة بها , و اجتمع همها على من أيقنت بالقدوم عليه و المصير
إليه , فوجه العبد وجهه بكليته إليه , و أقبل بقلبه و روحه و همه عليه .
فاستسلم وحده ظاهرا و باطنا , و استوى سره و علانيته فقال :
" لا اله إلا الله " مخلصا من قلبه . و قد تخلص قلبه من التعلق بغيره
والالتفات إلى ما سواه . قد خرجت الدنيا كلها من قلبه . قد خرجت الدنيا
كلها من قلبه , و شارف القدوم على ربه, وخمدت نيران شهوته ,
و امتلاء قلبه من الآخرة , فصارت نصب عينيه, وصارت الدنيا وراء
ظهره , فكانت تلك الشهادة الخالصة خاتمة عمله, فطهّرته من ذنوبه ,
و أدخلته على ربه , لأنه لقي ربه بشهادة صادقة خالصة , وافق ظاهرها
باطنها وسرها علا نيتها , فلو حصلت له الشهادة على هذا الوجه في أيام
الصحة لاستوحش من الدنيا و أهلها , و فر إلى الله من الناس , و أنس
به دون ما سواه , لكنه شهد بها بقلب مشحون بالشهوات و حب الحياة
و أسبابها , و نفس مملوءة بطلب الحظوظ و الالتفات إلى غير الله. فلو
تجردت كتجردها عند الموت لكان لها نبأ آخر وعيش آخر سوى عيشها
البهيمي و الله المستعان .

ماذا يملك من أمره من ناصيته بيد الله و نفسه بيده ,

( و قلبه بين إصبعين من أصابعه يقلبه كيف يشاء )
جزء من حديث صحيح أخرجه مسلم في القدر برقم 2654
عن عبد الله بن عمرو بن العاص ,

و نصّه :

( إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن
كقلب واحد يصرفه حيث يشاء )

و حياته بيده و موته بيده و سعادته بيده و شقاوته بيده و حركاته
و سكناته و أقواله و أفعاله بإذنه و مشيئته . فلا يتحرك إلا بإذنه ,
و لا يفعل إلا بمشيئته .

إن وكله إلى نفسه وكله إلى عجز وضيعة , و تفريط و ذنب و خطيئة.
و إن وكله إلى غيره , وكله إلى من لا يملك له ضرا و لا نفعا و لا موتا
و لا حياة و لا نشورا . و إن تخلى عنه استولى عليه عدوّه و جعله أسيرا
له . فهو لا غنى له عنه طرفة عين , بل هو مضطر إليه على مدى
الأنفاس في كل ذرة من ذراته ظاهرا و باطنا , فاقته تامة إليه . و مع
ذلك فهو مختلف عنه معرض عنه , يتبغض إليه بمعصيته , مع شدة
الضرورة إليه من كل وجه , قد صار لذكره نسيا , و اتخذه وراءه ظهريا ,
هذا و اليه مرجعه و بين يديه موقفه .

فرغ خاطرك للهم بما أمرت به و لا تشغله بما ضمن لك , فان الرزق
و الأجل قرينان مضمونان . فما دام الأجل باقيا , كان الرزق آتيا و إذا سد
عليك بحكمته طريقا من طرقه , فتح لك برحمته طريقا أنفع لك منه .
فتأمّل حال الجنين يأتيه غذاؤه , و هو الدم , من طريق واحدة وهو السرّة
(الحبل السرّي) , فلما خرج من بطن الأم , وانقطعت تلك الطريق , فتح له
طريقين اثنين و أجرى له فيهما رزقا أطيب و ألذ من الأول , لبنا خالطا
سائغا . فإذا تمت مدة الرضاع و انقطعت الطريقان بالفطام فتح طرقا أربع
أكمل منها : طعامان و شرابان , فالطعامان من الحيوان و النبات ,
والشرابان من المياه و الألبان و ما يضاف إليهما من المنافع و الملاذ .
فإذا مات انقطعت عنه هذه الطرق الأربعة . لكنه سبحانه فتح له – إن كان
سعيدا- طرقا ثمانية , و هي أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها يشاء .

فهكذا الرب سبحانه لا يمنع عبده المؤمن شيئا من الدنيا إلا ويؤتيه أفضل
منه وأنفع له . و ليس ذلك لغير المؤمن . فانه يمنعه الحظ الأدنى
الخسيس , و لا يرضى له به ليعطيه الحظ الأعلى النفيس .

و العبد لجهله بمصالح نفسه , و جهله بكرم ربه و حكمته و لطفه ,
لا يعرف التفاوت بين ما منع منه و بين ما ادخر له . بل هو مولع بحب
العاجل و إن كان دنيئا , و بقلة الرغبة في الآجل وان كان عليا . و لو
أنصف العبد ربه , و أنى له بذلك , لعلم أن فضله عليه فيما منعه من
الدنيا ولذاتها و نعيمها و أعظم من فضله عليه فيما آتاه من ذلك , فما
منعه إلا ليعطيه , و لا ابتلاه إلا ليعافيه , و لا امتحنه إلا ليصافيه , و لا
أماته إلا ليحييه , و لا أخرجه إلى هذه الدار إلا ليتأهب منها للقدوم عليه
و ليسلك الطريق الموصلة إليه . ف

{ جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا }
الفرقان 62

و

{ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُورًا }
الإسراء 99 ,
والله المستعان .

* من عرف نفسه اشتغل بإصلاحها عن عيوب الناس , و من عرف ربه
اشتغل به عن هوى نفسه .أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالخلاص ,
وعن نفسك بشهود المنّة , فلا ترى فيه نفسك ولا ترى الخلق .

* دخل الناس النار من ثلاث أبواب :
باب شبهة أورثت شكا في دين الله . و باب شهوة أورثت تقديم الهوى
على طاعته و مرضاته . و باب غضب أورث العدوان على خلقه .

* أصول الخطايا كلها ثلاث : الكبر : و هو الذي أصار إبليس إلى ما
أصاره . و الحرص : و هو الذي أخرج آدم من الجنة . و الحسد :
و هو الذي جرّأ أحد ابني آدم على أخيه .

فمن وقي شر هذه الثلاثة فقد وقى الشر . فالكفر من الكبر , و المعاصي
من الحرص , و البغي والظلم من الحسد .

* جعل الله بحكمته كل جزء من أجزاء ابن آدم , ظاهرة و باطنة , آله
لشيء إذا استعمل فيه فهو كماله . فالعين آلة للنظر. والأذن آلة للسماع .
و الأنف آلة للشم . و اللسان للنطق . و الفرج للنكاح . واليد للبطش .
و الرجل للمشي . و القلب للتوحيد و المعرفة . و الروح للمحبة . و العقل
آلة للتفكر و التدبر لعواقب الأمور الدينية و الدنيوية وإيثار ما ينبغي
إيثاره و إهمال ما ينبغي إهماله .

* أخسر الناس صفقة من اشتغل عن الله بنفسه , بل أخسر منه
من اشتغل عن نفسه بالناس .

* في السنن من حديث أبي سعيد يرفعه

( إذا أصبح ابن آدم فان الأعضاء كلها تكفر اللسان ,
تقول : اتق الله , فإنما نحن بك , فان استقمت استقمنا,
وان اعوججت اعوججنا )
حديث حسن أخرجه الترمذي في الزهد 4\523 رقم 2407, و أحمد
وابن المبارك , و ابن السني , و أبو نعيم , و البيهقي و السيوطي .

قوله :" تكفر اللسان" ,
قيل : معناه تخضع له , و في الحديث : إن الصحابة لما دخلوا على
النجاشي لم يكفروا له, حديث دخول الصحابة على النجاشي أخرجه أحمد
في المسند 1\202, 5\290, عن أم سلمة بإسناد صحيح , و ابن هشام
في السيرة . أي لم يسجدوا له و يخضعوا .

و لذلك قال له عمرو بن العاص :
أيها الملك إنهم لا يكفرون لك .

و إنما خضعت للسان لأنه بريد القلب و ترجمانه و الواسطة بينه و بين
الأعضاء . و قولها : " إنما نحن بك " , أي نجاتنا بك وهلاكنا بك ,
و لهذا قالت : " فان استقمت استقمنا و إن اعوججت اعوججنا "