المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا التركيز على التربية .؟


هيفولا
02-05-2014, 07:07 AM
لماذا التركيز على التربية .؟






تكاد أن تكون التربية أم العلوم ،نظراً لأن مجال عملها هو الإنسان ..
الإنسان بجسمه،وعقله،وروحه،
ذلك الذي استخلفه الله في الأرض كي يعمرها

ويقيم فيها شرع الله تعالى،وينفذ تعاليمه.
ولقد يرد البعض ذلك بقولهم: إن هناك كثيراً من العلوم يتعلق عملها - أيضاً- بالإنسان ،
مثل علم النفس ، وعلم الاجتماع ، .. بل وعلم الطب أيضاً ..
فلماذا نختص التربية بالذات ؟
ونقول إنها كادت أن تكون أم العلوم ..؟

والإجابة عن هذا السؤال سهلة وواضحة ،
فكل علم يدرس الإنسان أو يدرس جانبا من جوانبه ،
يحاول - في حقيقة الأمر - أن يتعرف
على ما هو كائن في ذلك الإنسان بالفعل .
فعلوم الطب المختلفة تحاول جهدها أن تستكشف حقائق الجسم البشري ،
في تكوينه ، وفي وظائفه ، وفي أجهزته ،

وكذا في العلاقات بين هذه الوظائف وتلك الأجهزة ،
ثم هي تحاول أن تدرس عمل هذه الأجهزة ،

وأداءها لوظائفها .. في صحة .. وفي مرض ، في قوة .. وفي ضعف ،
محاولة أن تعرف أسباب القوة وأسباب الضعف ،

ثم بعد ذلك يبني العلماء في مجالاتها نظرياتهم ،
ويستجيبون حقائق علومهم التي بها يتعاملون مع جسم الإنسان ..
كما هو .. أي كما هو كائن بالفعل



والحديث السابق يكاد ينطبق - بصورة أو بأخرى - على علم الاجتماع بفروعه المختلفة ،

إلا أنه يتعامل مع الإنسان في تجمعاته المختلفة ،

سواء كان ذلك على شكل جماعات صغيرة ،أو مجتمعات محلية ،
أو على شكل مجتمعات بشرية كبيرة بأكملها ،
يدرس أحوالها وظروفها ، محاولا أن يستنتج ويضع قوانين للعلاقات الاجتماعية التي تحركها ،

وأن يفهم ويشخص الأمراض والعلل الاجتماعية تلك التي تعترض مسيرة الحياة فيها ،

وكيفية مواجهتها والتغلب عليها ، وتخليص المجتمع من آثارها.

أما التربية فإنها تنفرد بين كل هذه العلوم على أساس أنها تعمل على تغيير الإنسان ،
ومهمة التغيير هذه تعتبر أصعب المهام وأخطرها ،

لأنه بتغيير الإنسان تتغير الحياة من حوله ، بل تتغير البيئة ذاتها ،

إننا إذا سلمنا - ولابد أن نسلّم - بأن الإنسان هو أثمن ما في الوجود

وبأنه خليفة الله في الأرض ،
وبأن عملية الاستخلاف الإلهية هذه تستلزم أن ينهض الإنسان بأعبائه الجسام ،
في عمارة الأرض ... إذا سلمنا ذلك ...

آمنا بأن هذه دور التربية عظيم الأهمية ،

لأنها هي التي تعد الإنسان لتحمل هذه المسؤوليات الجسام ،

ويبين هذه الأهمية أن نقرأ في كتاب الله قال - عز وجل -

: { إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها

و أشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا }

الأحزاب : 72

ونظراً لخطورة وأهمية التربية نجد أن أول من قاموا بها كانوا من الأنبياء المرسلين ،
حيث يقول معلم البشرية ، وهاديها إلى طريق الرشاد ،
محمد بن عبد الله ، صلى الله عليه وسلم

" إنما بعثت معلماً " ،
" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
وإتما مكارم الأخلاق - بلا شك - هو قمة عمل المعلم ، وذروة أدائه .


https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash2/t1/33606_171150459563612_1998158_n.jpg?lvh=1


رائع


هيفولا:o