المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبد الرحمن بن عوف


vip_vip
08-22-2010, 03:44 AM
عبد الرحمن بن عوف

أحد العشرة المبشرين بالجنة

يا بن عوف إنك من الأغنياء ، وإنك ستدخل الجنة "
" حَبْوا ، فأقرض الله يُطلق لك قدميك
حديث شريف

عبد الرحمن بن عوف أحد الثمانية السابقين الى الإسلام ،
عرض عليه أبو بكر الإسلام
فما غُـمَّ عليه الأمر ولا أبطأ ، بل سارع الى
الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبايعه
وفور إسلامه حمل حظـه من اضطهاد المشركين ،
هاجر الى الحبشة الهجـرة الأولى
والثانيـة ، كما هاجر الى المدينـة مع المسلميـن وشهـد المشاهد
كلها ، فأصيب يوم
أُحُد بعشريـن جراحا إحداها تركت عرجا دائما في ساقه ،
كما سقطت بعـض ثناياه
فتركت هتما واضحا في نطقه وحديثه

التجارة
كان -رضي الله عنه- محظوظا بالتجارة إلى حد أثار عَجَبه فقال :
( لقد رأيتني لو رفعت حجرا لوجدت تحته فضة وذهبا ) وكانت
التجارة عند عبد الرحمن بن عوف عملاً وسعياً لا لجمع المال
ولكن للعيش الشريف ، وهذا ما نراه حين آخى
الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار ، فآخى
بين عبد الرحمن بن عوف و سعد بن ربيع ،فقال
سعد لعبد الرحمن :( أخي أنا أكثر أهل المدينة مالا ،
فانظر شطر مالي فخذه ، وتحتي امرأتان ، فانظر أيتهما أعجب لك
حتى أطلّقها وتتزوجها ) فقال عبد الرحمن :( بارك الله لك في
أهلك ومالك ، دُلوني على السوق ) وخرج الى السوق فاشترى
وباع وربح

حق الله
كانت تجارة عبد الرحمن بن عوف ليست له وحده ، وإنما لله
والمسلمون حقا فيها ، فقد سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم-
يقول يوما :( يا بن عوف إنك من الأغنياء ، وإنك ستدخل الجنة
حَبْوا ، فأقرض الله يُطلق لك قدميك ) ومنذ ذاك الحين وهو
يقرض الله قرضـا حسنا ، فيضاعفـه الله له أضعافـا ، فقد باع
يوما أرضا بأربعين ألف دينار فرّقها جميعا على أهله من بني
زُهرة وأمهات المسلمين وفقراء المسلمين ،وقدّم خمسمائة فرس
لجيوش الإسلام ، ويوما آخر ألفا وخمسمائة راحلة

وعند موته أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله ، وأربعمائة
دينار لكل من بقي ممن شهدوا بدرا حتى وصل للخليفة عثمان
نصيبا من الوصية فأخذها وقال :( إن مال عبد الرحمن حلال
صَفْو ، وإن الطُعْمَة منه عافية وبركة ) وبلغ من جود عبد
الرحمن بن عوف أنه قيل :( أهل المدينة جميعا شركاء لابن
عوف في ماله ، ثُلث يقرضهم ، وثُلث يقضي عنهم ديونهم ،
وثلث يصِلَهم ويُعطيهم ) وخلّف بعده ذهبُ كثير ، ضُرب
بالفؤوس حتى مجلت منه أيدي الرجال

قافلة الإيمان
في أحد الأيام اقترب على المدينة ريح تهب قادمة اليها حسبها
الناس عاصفة تثير الرمال ، لكن سرعان ما تبين أنها قافلة
كبيرة موقَرة الأحمال تزحم المدينة وترجَّها رجّا ، وسألت
أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- :( ما هذا الذي يحدث في
المدينة ؟) وأُجيبت أنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف أتت من
الشام تحمل تجارة له فَعَجِبَت أم المؤمنين :( قافلة تحدث كل هذه
الرجّة ؟) فقالوا لها :( أجل يا أم المؤمنين ، إنها سبعمائة راحلة )

وهزّت أم المؤمنين رأسها وتذكرت :( أما أني سمعت
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :( رأيت عبد الرحمن بن
عوف يدخل الجنة حَبْوا ) ووصلت هذه الكلمات الى عبد الرحمن
بن عوف ، فتذكر أنه سمع هذا الحديث من
النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر من مرة ، فحثَّ خُطاه الى
السيدة عائشة وقال لها :( لقد ذكَّرتني بحديث لم أنسه ) ثم قال
:( أما إني أشهدك أن هذه القافلة بأحمالها وأقتابها وأحْلاسِها في
سبيل الله ) ووزِّعَت حُمولة سبعمائة راحلة على أهل المدينة وما
حولها

الخوف
وثراء عبد الرحمن -رضي الله عنه- كان مصدر إزعاج له وخوف
، فقد جيء له يوما بطعام الإفطار وكان صائما ، فلما وقعت عليه
عيناه فقد شهيته وبكى ثم قال :( استشهد مصعب بن عمير وهو
خير مني فكُـفّـن في بردة إن غطّت رأسه بدت رجلاه ، وإن غطّت
رجلاه بدا رأسه ، واستشهد حمزة وهو خير مني ، فلم يوجد له
ما يُكَـفّـن فيه إلا بردة ، ثم بُسِـطَ لنا في الدنيا ما بُسـط ، وأعطينا
منها ما أعطينا وإني لأخشى أن نكون قد عُجّلـت لنا حسناتنا )

كما وضع الطعام أمامه يوما وهو جالس مع أصحابه فبكى ،
وسألوه :( ما يبكيك يا أبا محمد؟) قال :( لقد مات
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما شبع هو وأهل بيته من
خبز الشعير ، ما أرانا أخّرنا لما هو خير لنا )
وخوفه هذا جعل الكبر لا يعرف له طريقا ، فقد قيل :
( أنه لو رآه غريب لا يعرفه وهو جالس مع خدمه ،
ما استطاع أن يميزه من بينهم )

الهروب من السلطة
كان عبد الرحمن بن عوف من الستة أصحاب الشورى الذين جعل
عمر الخلافة لهم من بعده قائلا :( لقد توفي رسول الله وهو عنهم
راض ) وأشار الجميع الى عبد الرحمن في أنه الأحق بالخلافة
فقال :( والله لأن تُؤخذ مُدْية فتوضع في حَلْقي ، ثم يُنْفَذ بها إلى
الجانب الآخر ، أحب إليّ من ذلك ) وفور اجتماع الستة لإختيار
خليفة الفاروق تنازل عبد الرحمن بن عوف عن حقه الذي أعطاه
إياه عمر ، وجعل الأمر بين الخمسة الباقين ، فاختاروه ليكون
الحكم بينهم وقال له علي -كرم الله وجهه- :
( لقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصفَك بأنك أمين
في أهل السماء ، وأمين في أهل الأرض ) فاختار عبد الرحمن
بن عوف ( عثمان بن عفان ) للخلافة ، ووافق الجميع على إختياره

وفاته
في العام الثاني والثلاثين للهجرة جاد بأنفاسه -رضي الله عنه-
وأرادت أم المؤمنين أن تخُصَّه بشرف لم تخصّ به سواه ،
فعرضت عليه أن يُدفن في حجرتها الى جوار الرسول وأبي بكر
وعمر ، لكنه استحى أن يرفع نفسه الى هذا الجوار ، وطلب دفنه
بجوار عثمان بن مظعون إذ تواثقا يوما أيهما مات بعد الآخر
يدفن الى جوار صاحبه وكان يتمتم وعيناه تفيضان بالدمع
:( إني أخاف أن أحبس عن أصحابي لكثرة ما كان لي من مال )
ولكن سرعان ما غشته السكينة واشرق وجهه وأرْهِفَت أذناه
للسمع كما لو كان هناك من يحادثه ، ولعله سمع ما وعده
الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( عبد الرحمن بن عوف في الجنة )