المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخلاقنا الإسلامية 373 / 13.04.1435


adnan
02-16-2014, 12:07 PM
373 الحلقة 04 من الجزء السادس و العشرين





https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14425634cfea9e9d&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
العـــدل
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14425634cfea9e9d&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

الترغيب في العدل
أولًا: في القرآن الكريم

أمر الله بإقامة العدل وحثَّ عليه، ومدح من قام به، وذلك في آيات كثيرة منها :
1- آيات فيها الأمر بالعدل :
قال الله تعالى:

{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }
[ النحل:90 ]
قال السعدي:

[ فالعدل الذي أمر الله به، يشمل العدل في حقِّه، وفي حق عباده،
فالعدل في ذلك أداء الحقوق كاملة موفرة؛
بأن يؤدي العبد ما أوجب الله عليه من الحقوق المالية والبدنية
والمركبة منهما في حقِّه وحقِّ عباده، ويعامل الخلق بالعدل التام،
فيؤدي كلُّ والٍ ما عليه تحت ولايته، سواء في ذلك ولاية الإمامة الكبرى،
وولاية القضاء ونواب الخليفة، ونواب القاضي.
والعدل هو ما فرضه الله عليهم في كتابه، وعلى لسان رسوله، وأمرهم بسلوكه،
ومن العدل في المعاملات أن تعاملهم في عقود البيع والشراء
وسائر المعاوضات، بإيفاء جميع ما عليك، فلا تبخس لهم حقًّا،
ولا تغشهم ولا تخدعهم وتظلمهم. فالعدل واجب، والإحسان فضيلة مستحب ]

وقال عزَّ مِن قائل:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ
وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ
إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى
أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا }
[ النساء:135 ].
يقول ابن كثير:

[ يأمر تعالى عباده المؤمنين أن يكونوا قوَّامين بالقسط،
أي: بالعدل، فلا يعدلوا عنه يمينًا ولا شمالًا، ولا تأخذهم في الله لومة لائم،
ولا يصرفهم عنه صارف،
وأن يكونوا متعاونين متساعدين متعاضدين متناصرين فيه.
وقوله:

{ شُهَدَاءَ لِلَّهِ }
كما قال:

{ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ }
أي: ليكن أداؤها ابتغاء وجه الله، فحينئذ تكون صحيحة عادلة حقًّا،
خالية من التحريف والتبديل والكتمان؛ ولهذا قال:

{ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ }
أي: اشهد الحقَّ، ولو عاد ضررها عليك، وإذا سُئِلتَ عن الأمر فقل الحقَّ فيه،
وإن كان مضرة عليك، فإنَّ الله سيجعل لمن أطاعه فرجًا ومخرجًا
من كلِّ أمر يضيق عليه ]

وقال سبحانه :

{ فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ
وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ
اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ
اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }
[ الشورى:15 ].
يقول تعالى ذكره:

وقل لهم يا محمد: وأمرني ربي أن أعدل بينكم معشر الأحزاب،
فأسير فيكم جميعًا بالحق الذي أمرني به وبعثني بالدعاء إليه...
وعن قتادة، قوله:

{ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ }
قال: أمر نبي الله صَلَّى الله عليه وسلَّم أن يعدل،
عدل حتى مات صلوات الله وسلامه عليه
والعدل ميزان الله في الأرض، به يأخذ للمظلوم من الظالم،
وللضعيف من الشديد، وبالعدل يصدق الله الصادق، ويكذب الكاذب،
وبالعدل يرد المعتدي ويوبخه .

2- آيات فيها مدح من يقوم بالعدل:
قال سبحانه:

{ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ }
[ الأعراف:181 ].
قال ابن كثير:
يقول تعالى:
{ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ } أي: ومن الأمم أُمَّةٌ قائمة بالحق،
قولًا وعملًا يَهْدُونَ بِالْحَقِّ يقولونه ويدعون إليه، وَبِهِ يَعْدِلُونَ يعملون ويقضون.
وقد جاء في الآثار: أنَّ المراد بهذه الأمة المذكورة في الآية،
هي هذه الأمة المحمدية.
قال سعيد، عن قتادة في تفسير هذه الآية:
بلغنا أنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قرأ هذه الآية:
هذه لكم، وقد أُعطي القوم بين أيديكم مثلها:

{ وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ }
وقال عزَّ مِن قائل:

{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ
وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ
هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
[ النحل:76 ]
يقول الله تعالى:

{ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ }
يعني: هل يستوي هذا الأبكم الكلُّ على مولاه،
الذي لا يأتي بخير حيث توجَّه، ومن هو ناطق متكلم، يأمر بالحقِّ،
ويدعو إليه، وهو الله الواحد القهار، الذي يدعو عباده إلى توحيده وطاعته،
يقول: لا يستوي هو تعالى ذكره، والصنم الذي صفته ما وصف.
وقوله :

{ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
يقول: وهو مع أمره بالعدل، على طريق من الحقِّ في دعائه إلى العدل،
وأمره به مستقيم، لا يعوج عن الحقِّ، ولا يزول عنه .