adnan
02-21-2014, 07:59 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين
أشتري نفسك ( 5 - 5 )
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14449ea2eb492e0b&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
أخطر حدث مستقبلي مغادرة الدنيا :إذاً:
{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ
يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً - في كل الكتب السماوية -
وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ }
هل هناك قوة في الأرض يمكن أن تمنع رب العالمين أن يفي بوعده؟ مالك
الملك، الحي القيوم، العباد كلهم في قبضته، كن فيكون، زل فيوزل، لذلك
البطولة أن تكون متيقناً من وعد الله لك، وعدك بجنة عرضها السموات
والأرض، هذا الوعد بالجنة يمتص كل متاعبك، هذا الوعد بالجنة يخفف
كل همومك، هذا الوعد بالجنة ينقلك إلى ما سيكون، لا إلى ما هو كائن.
قال:
{ فَاسْتَبْشِرُوا }
أيها المؤمنون، الإنسان يعيش المستقبل، أكثر الناس يعيشون الماضي
والحاضر، يتحدث عن ماضيه، ذهب، وسافر، تزوج، وأنجب أولاداً،
وزوج أولاده، وإلى آخره، ويتكلم عن حاضره،وعن ماضيه، لكن قلة قليلة
من الناس تفكر إلى المستقبل، والحقيقة أخطر حدث مستقبلي
مغادرة الدنيا، من هنا
قال عليه الصلاة والسلام:
( إن أكيسكم )
أي أعقلكم، أحزمكم.
( إن أكيسكم أكثركم للموت ذكرا، وأحزمكم أشدكم استعداداً له،
ألا وإن من علامات العقل التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى
دار الخلود، والتزود لوقت النشور )
[ابن مردويه والبيهقي عن أبي جعفر المدايني]
الله عز وجل خلقنا لجنة عرضها السموات والأرض، مع الأسف الشديد
يعيش الناس ماضيهم وحاضرهم، وقلّما يعيشون مستقبلهم، فالله عز وجل
يلفتنا في هذه الآيات إلى ما ينتظر المؤمن من نعيم مقيم.
{ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ }
المؤمن لماذا هو سعيد؟ هو مثل الناس يصيبه ما يصيبهم، يقلقه
ما يقلقهم، لكن وعد الله له بالجنة يمتص كل متاعب الدنيا.
معرفة الله و الاستقامة على أمره ثمن الجنة :
الآن النقطة الدقيقة أن الله عز وجل العظيم، قال:
{ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
إذا الإله العظيم بنبئك بقرآنه، بكلام واضح كالشمس، قطعي الدلالة،
يقول لك: هذا
{ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
أما عند الناس، بمقاييس الناس، بدنيا الناس، إنسان اشترى أرضاً
تضاعفت مئة مرة فيقول لك: هذا فاز فوزاً عظيماً بالمال فقط، إما بمنصب
اعتلاه، أو بمال جمعه، أو بأهل كانوا كما يتمنى، ففي الدنيا مباهج،
و مسرات، و إنجازات، ومراكز علية، و ثروة طائلة، وهيمنة، و سيطرة،
ومباهج لا تعد ولا تحصى، لكن كل هذه المباهج تنقطع بالموت،
إذاً ليست عطاءً حقيقياً.
قال:
{ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ }
لأن الثمن هو الجنة، بأن لهم الجنة الثمن هو الجنة،
﴿ وَذَلِكَ ﴾ العطاء:
{ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
إذا قال العظيم فوزاً عظيماً فهو عظيم فعلاً، ولابد من قضية أذكرها كثيراً:
طفل صغير عمره أربع أو خمس سنوات عقب عيد الأضحى قال لأخيه: أنا
معي مبلغ عظيم، مئتا ليرة، وإذا قال إنسان بدولة عظمى: أعددنا لهذه
الحرب مبلغاً عظيماً، أي مئتي مليار، فإذا كان عظيم
العظماء، ملك الملوك، ومالك الملوك:
{ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }
[ سورة الأحزابٍ]
فالحقيقة أن تعرف الله، أن تستقيم على أمره، أن تتقرب إليه، أن تمضي
إليه، أن تمضي حياتك بالعمل الصالح، فالعمل الصالح هو النجاح، هو
الفلاح، هو الفوز، هو التفوق، هو السعادة، طرق السعادة بين أيدي
الناس، أن تعرف الله، وأن تتبع منهجه، أن تعرف الله،
وأن تتصل به، أن تعرف الله، وأن تتقرب إليه هذا:
{ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
فلذلك:
{ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
والحمد لله رب العالمين
تفسير الآية 111لسورة التوبة، التجارة مع الله تجارة رابحة
- الفوز العظيم هو الفوز بالجنة.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
أشتري نفسك ( 5 - 5 )
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14449ea2eb492e0b&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
أخطر حدث مستقبلي مغادرة الدنيا :إذاً:
{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ
يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً - في كل الكتب السماوية -
وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ }
هل هناك قوة في الأرض يمكن أن تمنع رب العالمين أن يفي بوعده؟ مالك
الملك، الحي القيوم، العباد كلهم في قبضته، كن فيكون، زل فيوزل، لذلك
البطولة أن تكون متيقناً من وعد الله لك، وعدك بجنة عرضها السموات
والأرض، هذا الوعد بالجنة يمتص كل متاعبك، هذا الوعد بالجنة يخفف
كل همومك، هذا الوعد بالجنة ينقلك إلى ما سيكون، لا إلى ما هو كائن.
قال:
{ فَاسْتَبْشِرُوا }
أيها المؤمنون، الإنسان يعيش المستقبل، أكثر الناس يعيشون الماضي
والحاضر، يتحدث عن ماضيه، ذهب، وسافر، تزوج، وأنجب أولاداً،
وزوج أولاده، وإلى آخره، ويتكلم عن حاضره،وعن ماضيه، لكن قلة قليلة
من الناس تفكر إلى المستقبل، والحقيقة أخطر حدث مستقبلي
مغادرة الدنيا، من هنا
قال عليه الصلاة والسلام:
( إن أكيسكم )
أي أعقلكم، أحزمكم.
( إن أكيسكم أكثركم للموت ذكرا، وأحزمكم أشدكم استعداداً له،
ألا وإن من علامات العقل التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى
دار الخلود، والتزود لوقت النشور )
[ابن مردويه والبيهقي عن أبي جعفر المدايني]
الله عز وجل خلقنا لجنة عرضها السموات والأرض، مع الأسف الشديد
يعيش الناس ماضيهم وحاضرهم، وقلّما يعيشون مستقبلهم، فالله عز وجل
يلفتنا في هذه الآيات إلى ما ينتظر المؤمن من نعيم مقيم.
{ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ }
المؤمن لماذا هو سعيد؟ هو مثل الناس يصيبه ما يصيبهم، يقلقه
ما يقلقهم، لكن وعد الله له بالجنة يمتص كل متاعب الدنيا.
معرفة الله و الاستقامة على أمره ثمن الجنة :
الآن النقطة الدقيقة أن الله عز وجل العظيم، قال:
{ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
إذا الإله العظيم بنبئك بقرآنه، بكلام واضح كالشمس، قطعي الدلالة،
يقول لك: هذا
{ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
أما عند الناس، بمقاييس الناس، بدنيا الناس، إنسان اشترى أرضاً
تضاعفت مئة مرة فيقول لك: هذا فاز فوزاً عظيماً بالمال فقط، إما بمنصب
اعتلاه، أو بمال جمعه، أو بأهل كانوا كما يتمنى، ففي الدنيا مباهج،
و مسرات، و إنجازات، ومراكز علية، و ثروة طائلة، وهيمنة، و سيطرة،
ومباهج لا تعد ولا تحصى، لكن كل هذه المباهج تنقطع بالموت،
إذاً ليست عطاءً حقيقياً.
قال:
{ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ }
لأن الثمن هو الجنة، بأن لهم الجنة الثمن هو الجنة،
﴿ وَذَلِكَ ﴾ العطاء:
{ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
إذا قال العظيم فوزاً عظيماً فهو عظيم فعلاً، ولابد من قضية أذكرها كثيراً:
طفل صغير عمره أربع أو خمس سنوات عقب عيد الأضحى قال لأخيه: أنا
معي مبلغ عظيم، مئتا ليرة، وإذا قال إنسان بدولة عظمى: أعددنا لهذه
الحرب مبلغاً عظيماً، أي مئتي مليار، فإذا كان عظيم
العظماء، ملك الملوك، ومالك الملوك:
{ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }
[ سورة الأحزابٍ]
فالحقيقة أن تعرف الله، أن تستقيم على أمره، أن تتقرب إليه، أن تمضي
إليه، أن تمضي حياتك بالعمل الصالح، فالعمل الصالح هو النجاح، هو
الفلاح، هو الفوز، هو التفوق، هو السعادة، طرق السعادة بين أيدي
الناس، أن تعرف الله، وأن تتبع منهجه، أن تعرف الله،
وأن تتصل به، أن تعرف الله، وأن تتقرب إليه هذا:
{ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
فلذلك:
{ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
والحمد لله رب العالمين
تفسير الآية 111لسورة التوبة، التجارة مع الله تجارة رابحة
- الفوز العظيم هو الفوز بالجنة.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي