المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضانيات (7)


vip_vip
08-25-2010, 01:57 PM
رمضانيات (7)

بين جبريل ويوسف عليهما السلام

- يروى في الإسرائيليات أن يوسف عليه السلام لمّا لبث في
السجن سبع سنين أرسل الله تعالى جبريل عليه السلام بالبشارة
بخروجه فقال له :
أتعرفني أيها الصدّيق؟
قال له يوسف : أرى صورة طاهرة وروحاً طيبة لا يشبه
أرواح الخاطئين .
قال جبريل : أنا الروح الأمين , رسول رب العالمين .
قال يوسف : فما أدخلك مداخل المذنبين وأنت سيد المرسلين
وراس المقرّبين؟.
قال جبريل: أوَ لمْ تعلم – أيها الصدّيق – أن الله يُطهّر البيوت
بطُهر النبيين،وأن البقعة التي يحلون بها هي أطهر الأرَضين ؟
وقد طهّر بك السجن وما حوله يا ابن الطاهرين.
قال يوسف : كيف تشبهني بالصالحين وتسميني بأسماء
الصدّيقين ، وتـَعُدُّني مع آبائي المخلصين ، وأنا أسيرٌ بين
هؤلاء المجرمين ؟!
قال جبريل : لمْ يكلِم ( يجرح)قلبَك الجزعُ (http://www.ataaalkhayer.com/)، ولمْ يغيّر خُلـُقـَك البلاءُ
، ولمْ يتعاظمْك السجنُ ، ولمْ تطأ فراش سيّدك (http://www.ataaalkhayer.com/) ، ولمْ يُنسِك بلاءُ
الدنيا بلاءَ الآخرة ، ولمْ تُنسك نفسُك أباكَ ، ولمْ يُنسِك أبوك
ربّكَ .

وهذا الزمانُ الذي يفُكّ اللهُ به عُنُوّك( أسرك ) (http://www.ataaalkhayer.com/) ، ويعتق به رقّك ،
ويُبَيّن فيه للناس حكمَتَك، ، ويُصَدّق رُؤياك ، ، ويُنصفك ممن
ظلمك ، ويجمع إليك أحبتك ، ويهب لك ملك مصر ، يُمَلّكك
ملوكَها ، ويُعبّد لك جبابرتها ، ويُذِلّ لك أعزّتها ، ويُصغـّر لك
عظماءها ، ويُخدِمُك سوقَتَها ، ويُخوّلك خوَلها ، ويرحم بك
ساكنيها ، ويُلقي لك المودّة والهيبة في قلوبهم ، ، ويجعل لك
اليد العليا عليهم ، والأثر الصالح فيهم (http://www.ataaalkhayer.com/) ، ويُري الملكَ حلماً يفزع
منه ، ويأخذه كربٌ شديد ، حتى يُسهره ويُذهب نومَه ، ويُعمّي
عليه تفسيره وعلى السحرة والكَهَنة ، ويعلّمك تأويله .

- كلام منمّق يدل على أن راويه متمكن في اللغة العربية تمكناً
رائعاً فجمع هذه الجمل القصيرة المترادفة ، فجلّى لنا بعض ما
أراده الراوي وأحسن السبك والتصوير (http://www.ataaalkhayer.com/) . لكنْ خانه البيان في
بعض الجمل والتعابير في أمور نذكر بعضها :

1- لم يكن للصديق يوسف عليه السلام أن ينكر صدّيقيته ولو
كان في السجن ، فهو يعلم أنه بريء مما رمي به ، وأن المكان
يطهر بالطاهرين – فعلاً- ولا يضيره أن يكون في السجن ما دام
في رعاية الله وحفظه . كما أنه عليه السلام نبيٌّ ابنُ نبيٍّ ابنِ
نبيٍّ ابنِ أبي الأنبياء .
(http://www.ataaalkhayer.com/)2- أخطأ الراوي حين جعل مَنِ اشتراه سيده ، والقرآن الكريم
يتجاوز ذلك حين يقول معرضاً وملمّحاً " وألفيا سيّدَها لدى
الباب " فجعله سيدها لا سيّده فلا ينبغي أن يكون الكافر سيّداً
لنبي . وكذلك لم يجعل القرآن المرأة سيدته حين قال " وراودَتـْه
التي هو في بيتها عن نفسه " أما قوله تعالى حكاية عن يوسف
" معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي (http://www.ataaalkhayer.com/)" فالرب هنا الله تعالى على
أصح الوجوه ، فهو سبحانه الذي رعاه وحفظه وأكرم مثواه .

3- ولا يليق التعبير " ، يُمَلّكك ملوكَها ، ويُعبّد لك جبابرتها ،
ويُذِلّ لك أعزّتها ، ويُصغـّر لك عظماءها ، ويُخدِمُك سوقَتَها ،
ويُخوّلك خوَلها " بمكانة نبي داعية ينشر الحق والعدل بين
الناس أن يتسلط على رقاب العباد فيتعبدهم ويستذلهم
ويستخدمهم ، ويجعلهم خولاً (http://www.ataaalkhayer.com/) ... وقد ذاق مرارة الظلم والقهر ..

والنص – حقيقة – جيد السبك مرصوف العبارة ، قويّ الحبكة .
وكان يوسف عليه السلام رحيماً بالناس ذا أثر صالح فيهم ،
له اليد العليا عليهم ، فسبحان الله تعالى الذي ابتلاه فرفع درجته
في الأنبياء والصدّيقين ، فكان نموذجاً رائعاً ، وأسوة صالحة .
ورفع ذكره بين خلقه إلى يوم القيامة . (http://www.ataaalkhayer.com/)


http://www.m5zn.com/uploads/2010/8/11/photo/gif/0811101808198i8psazg5xpgciae8.gif (http://www.ataaalkhayer.com/)


[ .. إرادتي .. ستشكل حياتي ، سواء فشلت أو نجحت ..
فنجاحي أو فشلي من صنعي أنا .. وليس من صنع أي شخص
آخر . أنا القوة .. أنا من يستطيع إزالة كل العقبات من أمامي ..
أنا وحدي مالكة قدري .. فزت أم خسرت .. فالاختيار هو
اختياري .. والمسئولية هي مسئوليتي ..]]


©{« »}©©¯`_._.-´¯`_._.-|!! همس الغروووووبــ !!|_._.-´¯`_._.-´¯©{« »}©