تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخلاقنا الإسلامية 388 / 28.04.1435


adnan
02-28-2014, 09:48 PM
388 الحلقة06من الجزء السابع و العشرين


العِــزَّة

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14472ffca2c43178&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)



أقسام العِزَّة



الخُلُق المحمود دائمًا ما يكون خُلقًا بين خُلقين مذمومين، فهو وسط بينهما،

قال ابن القيِّم:

[ وكلُّ خُلُق محمود مُكْتَنف بخُلقين ذميمين. وهو وسط بينهما.

وطرفاه خُلُقان ذميمان، كالجود: الذي يكتنفه خُلُقان: البخل والتَّبذير

والتَّواضع الذي يكتنفه خُلُقان: الذُّل والمهَانة، والكِبْر والعُلُو

فإنَّ النَّفس متى انحرفت عن التَّوسط،

انحرفت إلى أحد الخُلُقين الذَّميمين ولا بدَّ ]

وهكذا هو حال في العِزَّة، فهي خُلُق بين خُلُقين، أحدهما: الكِبْر،

والآخر: الذُّل والهَوَان، والنَّفس إذا انحرفت عن خُلُق العِزَّة

التي وهبها الله للمؤمنين- انحرفت إمَّا إلى كِبْرٍ، وإمَّا إلى ذُّلٍّ.

والعِزَّة المحمودة بينهما .

وقد ذكر الله العِزَّة في مواطن، فمدحها حينًا، وذمَّها حينًا آخر،

فمن الأوَّل: قوله تعالى:



{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }

[ المنافقون: 8 ]

وقال تعالى:



{ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ }

[ الصَّافَّات: 180 ]

ومن الثَّاني: قوله تعالى:



{ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ }

[ ص: 2 ]

وبيان ذلك: أنَّ العِزَّة التي هي لله جلَّ وعلا ، ولرسوله صلى الله عليه وسلم ،

وللمؤمنين -رضوان الله عليهم- هي الدَّائمة الباقية؛ التي هي العِزَّة الحقيقيَّة

والعِزَّة التي هي للكافرين والمخَالفين هي: التَّعزُّز، وهو في الحقيقة ذُلٌّ .
وعلى ما سبق، يُمْكِننا أن نقسِّم العِزَّة إلى قسمين: شرعيَّة، وغير شرعيَّة.