هيفولا
03-01-2014, 09:58 PM
فوسفين
مليون نسخة طُبعت من القصة ووزعت على الملأ،
عشرات المقالات كُتبت، قضايا رُفعت ولازال الفاعل طليقٌ مجهول.
فوسفين
مليون نسخة من قصة مسرّة وميسرة طُبعت ووزعت على الملأ،
عشرات المقالات كُتبت، قضايا رُفعت ولازال الفاعل طليقٌ مجهول.
بعد كل تلك الضجة والأرواح التي أُزهقت في بلد الثراء والنفط
، لازلتَ تشاهد فيلماً وثائقيا يُخبرك أنه بإمكانك أن تموت فجأة مسموماً
أو أن تعود إلى منزلك لتجد أغلى الناس على قلبك يحتضر أمام عينيك..
مسرّة وميسرة أختان لا ذنب لهما، لحقت بهما رزان من أسرة أخرى
لتليهم خمس حالات أو ربما أكثر..
ولا ندري على من سيكون الدور في مسلسل الإهمال والتسيّب !
إن كنت ممن قرر أن يُشاهد تلك اللقطات فمن المؤكد أنك لن تنام ليلتها،
وربما ستقرر مقاطعة المخرج والمنتج وكاتب الحوار!
ستندم على الساعة التي قررت فيها إقحام نفسك في تفاصيل فيلم
ظننت لوهلة أنه سيكون رومانسياً فتاكاً في شهر عيد الحب بجماله وأناقته وحضوره..
لكن الحقيقة التي لا جدال فيها، أن تلك المشاهد كانت صافرات إنذار،
مُنبهات صادقة، تأتينا لتوقظنا من غفلتنا، تُذكرنا أننا لا نعيش وحدنا
وأن عالمنا الذي نُصر أن نحيا فيه بمفردنا ما هو إلا أضحوكة
بل كذبة نخترعها ونُصدقها فننسى أصل الحياة!
وأن نظرية "أنا مالي" ودع الخلق للخالق، لن تُفلح كثيراً،
بل حتما ستؤدي إلى كارثة.. وعيك وحدك وسط غابة من الجهلة كارثة..
لا بد ستقضي عليك وتأتي على أخضرك ويابسك بلا رحمة!
دقائق ثقيلة بألمها ودموعها قضيناها وسط مشاهد مؤثرة
نجحت باقتدار أن تنتزعنا من عالمنا الوردي وتُلقي بنا إلى سابع أرض بلا هوادة!
نجحت في أن تجعلنا نُنصت لأحداث الفيلم الوثائقي القصير
الذي بدأ بمشاهد لأب مكلوم وهو يتجوّل في زوايا منزله التي تمتلئ بالذكريات
وعينيه يتساقط منهما الحزن كسفاً، عبراته التي تتقطر ألما،
أنفاسه ودموعه وهو يستعيد آخر لحظاته مع بناته مسّرة وميسرة اللتان
احتضرتا فجأة أمامه، ليكتشف لاحقاً أن القاتل هو مادة الفوسفين السامة،
والتي تُستخدم كمبيد حشري محظور يُهرّب بلا ضمير أو رحمة.
ماتت مسرّة وميسرة ورزان،
فقط لأنهم استنشقوا تلك المادة بلا ذنب منهم ولا خطأ..
ولا ندري من الذي سيليهم، تتكالب المصائب
على قلوب طيبة بسيطة مزقها الحزن والألم.
د. وليد فتيحي الذي عاصر هذه القصص منذ البداية من خلال مشفاه المعروف،
برع في كتابة قصة مسرة ميسرة وقد قام بطباعتها وتوزيع مليون نسخة على العامة
من أبناء المجتمع، كما كان داعماً بقوة لإنتاج هذا العمل مصوراً.
رسالته كانت بليغة: استشعرت أن دوري كطبيب يتعدّى تقديم العلاج
إلى نشر معاناة الناس ومشاركة المجتمع بأسره صرخاتهم..
إنه الوعي المفردة الغائبة، في سجل أيامنا !
لذا، يجب عليك أن تعرف أكثر.. ابحث عن كلمة (فوسفين) أونلاين وتبحّر،
تأمّل الوجوه، تساءل بصدق.. ألا يُشبهون أبنائنا.. وأحبابنا؟!
ثم فلتختم زيارتك بفيلم الشاب الموهوب المخرج عبدالرحمن صندقجي
الذي نجح فعلا في أن يُوصل مرارة كل دمعة وإحساس،
كل غصّة ومرارة كل نبض، لقلب كل أب وأم،
بل لكل فرد شاهد فيلمه البسيط، ليختم رسالته العميقة بأجمل ما ورد في هذا الفيلم المؤثر،
بمقولة سيدنا عمر بن الخطاب: "إنما أفر من قدر الله إلى قدر الله".
صفعةٌ على وجه كل من يدّعي الإيمان وعدم محاسبة المقصرين
بحجة عدم الاعتراض على مشيئة المولى عز وجل!
كل منصة ودائرة تأثير يجب أن تتحولا إلى منبر يصدح.
فلنقم بأدوارنا كما يجب. نصنع تسونامي غاضب يقضي على الجهل ،
ولا يُبقي قلباً خائناً إلا عرّاه، لعلّ قيمة أرواحنا تعود إلى ثمنها الحقيقي في سوق الحياة،
لعلّ مجتمعنا ينضج، لعلّ كل مسؤول يستيقظ من سباته،
فتعود الروح إلى الضمائر المتحجرة. حربنا اليوم ليست مع الفوسفين،
فتلك ليست سوى جولة في معاركنا المستمرة ضد الفساد والجشع والإهمال،
حربنا الكبرى مع الجهل وخواء الأمانة التي ماتت
والذمم التي لا تعرف معنى المسؤولية وقيمة الإنسان.
فوسفين فصل آخر من فصول الفساد والإهمال والجهل في عالمنا العربي،
يعلمنا أن الحياة لا تستقيم بلا عطاء، وأن أدوارنا تتعدى التمتمة والسخط،
وأن إغلاق أبوابنا لن يجلب الأمان إلى قلوبنا،
فالنور لا بد أن يأتي من تلك النافذة التي ظننا أن أقفالها تحمينا.
الشمس لن تخترق أسواراً وزنازين انانيتنا القاتمة،
يجب أن نهدم تلك السياجات البالية التي نُحيط بها أنفسنا حتى نعيش.
تحية تقدير للمخرج الموهوب.. تذكروا اسمه جيداً
فمن يحمل هم وطنه على كتفيه لا بد أن يعيش طويلاً بقلوبنا وعقولنا المشتاقة للأمل!
شكراً عبدالرحمن صندقجي، رغم كل الألم والحزن والدموع،
فقد نجحت باقتدار في إيصال مفهوم العطاء وإن كان بأضعف الإيمان
. "مشاركة إحساس" لقلوب تتقطر ألما.
ترى كم فوسفين في حياتنا يتسلل في الخفاء ليقضي على أجمل لحظات حياتنا!
أحلامنا، فلذات أكبادنا، أحبابنا.. من حقنا أن نعيش في وطنٍ آمن.
يأسنا وعدم مبالاتنا، جهلنا، طمعنا.. خياناتنا فوسفين قاتل يفتك بنا وبأوطاننا كل لحظة..
الدوائر تدور فلنستيقظ قبل أن نفقد أجمل ما فينا.
وعيك سفينة نجاتك، عطاؤك سيجعل الغد أجمل.
دمتم ودام الوطن بألف خير،
ثامر عدنان شاكر
يتبع
مليون نسخة طُبعت من القصة ووزعت على الملأ،
عشرات المقالات كُتبت، قضايا رُفعت ولازال الفاعل طليقٌ مجهول.
فوسفين
مليون نسخة من قصة مسرّة وميسرة طُبعت ووزعت على الملأ،
عشرات المقالات كُتبت، قضايا رُفعت ولازال الفاعل طليقٌ مجهول.
بعد كل تلك الضجة والأرواح التي أُزهقت في بلد الثراء والنفط
، لازلتَ تشاهد فيلماً وثائقيا يُخبرك أنه بإمكانك أن تموت فجأة مسموماً
أو أن تعود إلى منزلك لتجد أغلى الناس على قلبك يحتضر أمام عينيك..
مسرّة وميسرة أختان لا ذنب لهما، لحقت بهما رزان من أسرة أخرى
لتليهم خمس حالات أو ربما أكثر..
ولا ندري على من سيكون الدور في مسلسل الإهمال والتسيّب !
إن كنت ممن قرر أن يُشاهد تلك اللقطات فمن المؤكد أنك لن تنام ليلتها،
وربما ستقرر مقاطعة المخرج والمنتج وكاتب الحوار!
ستندم على الساعة التي قررت فيها إقحام نفسك في تفاصيل فيلم
ظننت لوهلة أنه سيكون رومانسياً فتاكاً في شهر عيد الحب بجماله وأناقته وحضوره..
لكن الحقيقة التي لا جدال فيها، أن تلك المشاهد كانت صافرات إنذار،
مُنبهات صادقة، تأتينا لتوقظنا من غفلتنا، تُذكرنا أننا لا نعيش وحدنا
وأن عالمنا الذي نُصر أن نحيا فيه بمفردنا ما هو إلا أضحوكة
بل كذبة نخترعها ونُصدقها فننسى أصل الحياة!
وأن نظرية "أنا مالي" ودع الخلق للخالق، لن تُفلح كثيراً،
بل حتما ستؤدي إلى كارثة.. وعيك وحدك وسط غابة من الجهلة كارثة..
لا بد ستقضي عليك وتأتي على أخضرك ويابسك بلا رحمة!
دقائق ثقيلة بألمها ودموعها قضيناها وسط مشاهد مؤثرة
نجحت باقتدار أن تنتزعنا من عالمنا الوردي وتُلقي بنا إلى سابع أرض بلا هوادة!
نجحت في أن تجعلنا نُنصت لأحداث الفيلم الوثائقي القصير
الذي بدأ بمشاهد لأب مكلوم وهو يتجوّل في زوايا منزله التي تمتلئ بالذكريات
وعينيه يتساقط منهما الحزن كسفاً، عبراته التي تتقطر ألما،
أنفاسه ودموعه وهو يستعيد آخر لحظاته مع بناته مسّرة وميسرة اللتان
احتضرتا فجأة أمامه، ليكتشف لاحقاً أن القاتل هو مادة الفوسفين السامة،
والتي تُستخدم كمبيد حشري محظور يُهرّب بلا ضمير أو رحمة.
ماتت مسرّة وميسرة ورزان،
فقط لأنهم استنشقوا تلك المادة بلا ذنب منهم ولا خطأ..
ولا ندري من الذي سيليهم، تتكالب المصائب
على قلوب طيبة بسيطة مزقها الحزن والألم.
د. وليد فتيحي الذي عاصر هذه القصص منذ البداية من خلال مشفاه المعروف،
برع في كتابة قصة مسرة ميسرة وقد قام بطباعتها وتوزيع مليون نسخة على العامة
من أبناء المجتمع، كما كان داعماً بقوة لإنتاج هذا العمل مصوراً.
رسالته كانت بليغة: استشعرت أن دوري كطبيب يتعدّى تقديم العلاج
إلى نشر معاناة الناس ومشاركة المجتمع بأسره صرخاتهم..
إنه الوعي المفردة الغائبة، في سجل أيامنا !
لذا، يجب عليك أن تعرف أكثر.. ابحث عن كلمة (فوسفين) أونلاين وتبحّر،
تأمّل الوجوه، تساءل بصدق.. ألا يُشبهون أبنائنا.. وأحبابنا؟!
ثم فلتختم زيارتك بفيلم الشاب الموهوب المخرج عبدالرحمن صندقجي
الذي نجح فعلا في أن يُوصل مرارة كل دمعة وإحساس،
كل غصّة ومرارة كل نبض، لقلب كل أب وأم،
بل لكل فرد شاهد فيلمه البسيط، ليختم رسالته العميقة بأجمل ما ورد في هذا الفيلم المؤثر،
بمقولة سيدنا عمر بن الخطاب: "إنما أفر من قدر الله إلى قدر الله".
صفعةٌ على وجه كل من يدّعي الإيمان وعدم محاسبة المقصرين
بحجة عدم الاعتراض على مشيئة المولى عز وجل!
كل منصة ودائرة تأثير يجب أن تتحولا إلى منبر يصدح.
فلنقم بأدوارنا كما يجب. نصنع تسونامي غاضب يقضي على الجهل ،
ولا يُبقي قلباً خائناً إلا عرّاه، لعلّ قيمة أرواحنا تعود إلى ثمنها الحقيقي في سوق الحياة،
لعلّ مجتمعنا ينضج، لعلّ كل مسؤول يستيقظ من سباته،
فتعود الروح إلى الضمائر المتحجرة. حربنا اليوم ليست مع الفوسفين،
فتلك ليست سوى جولة في معاركنا المستمرة ضد الفساد والجشع والإهمال،
حربنا الكبرى مع الجهل وخواء الأمانة التي ماتت
والذمم التي لا تعرف معنى المسؤولية وقيمة الإنسان.
فوسفين فصل آخر من فصول الفساد والإهمال والجهل في عالمنا العربي،
يعلمنا أن الحياة لا تستقيم بلا عطاء، وأن أدوارنا تتعدى التمتمة والسخط،
وأن إغلاق أبوابنا لن يجلب الأمان إلى قلوبنا،
فالنور لا بد أن يأتي من تلك النافذة التي ظننا أن أقفالها تحمينا.
الشمس لن تخترق أسواراً وزنازين انانيتنا القاتمة،
يجب أن نهدم تلك السياجات البالية التي نُحيط بها أنفسنا حتى نعيش.
تحية تقدير للمخرج الموهوب.. تذكروا اسمه جيداً
فمن يحمل هم وطنه على كتفيه لا بد أن يعيش طويلاً بقلوبنا وعقولنا المشتاقة للأمل!
شكراً عبدالرحمن صندقجي، رغم كل الألم والحزن والدموع،
فقد نجحت باقتدار في إيصال مفهوم العطاء وإن كان بأضعف الإيمان
. "مشاركة إحساس" لقلوب تتقطر ألما.
ترى كم فوسفين في حياتنا يتسلل في الخفاء ليقضي على أجمل لحظات حياتنا!
أحلامنا، فلذات أكبادنا، أحبابنا.. من حقنا أن نعيش في وطنٍ آمن.
يأسنا وعدم مبالاتنا، جهلنا، طمعنا.. خياناتنا فوسفين قاتل يفتك بنا وبأوطاننا كل لحظة..
الدوائر تدور فلنستيقظ قبل أن نفقد أجمل ما فينا.
وعيك سفينة نجاتك، عطاؤك سيجعل الغد أجمل.
دمتم ودام الوطن بألف خير،
ثامر عدنان شاكر
يتبع