المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخلاقنا الإسلامية 394 / 05.05.1435


adnan
03-06-2014, 09:19 PM
394 الحلقة12من الجزء السابع و العشرين



العِــزَّة

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=144918d1d865b7ff&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)


نماذج في العِزَّة
نماذج في العِزَّة عند التَّابعين
طاووس:
قدم هشام بن عبد الملك حاجًّا إلى مكَّة، فلما دخلها،
قال: ائتوني برجل من الصَّحابة
فقيل: يا أمير المؤمنين، قد تفانوا
قال: فمن التَّابعين،
فأتوه بطاووس اليماني فلما دخل عليه، خلع نعليه بحاشية بساطه،
ولم يسلِّم بإمرة أمير المؤمنين،
ولكن قال: السَّلام عليك،
ولم يُكَنِّه، ولكن جلس بإزائه.
قال: كيف أنت يا هشام؟
فغضب هشام غضبًا شديدًا، حتى همَّ بقتله.
فقيل له: أنت في حرم الله ورسوله، فلا يمكن ذلك
فقيل له: يا طاووس، ما الذي حملك على ما صنعت؟
قال: وما الذي صنعت؟!
فازداد هشام غضبًا،
وقال: لقد خلعت نعليك بحاشية بساطي، ولم تقبِّل يدي،
ولم تسلِّم بإمرة أمير المؤمنين، ولم تكنِّني، وجلست بإزائي بغير إذني.
وقلت: كيف أنت يا هشام؟
فقال: أمَّا ما خلعت نعلي بحاشية بساطك،
فإنِّي أخلعهما بين يدي رب العِزَّة كلَّ يوم خمس مرَّات، فلا يعاتبني،
ولا يغضب علي. وأما قولك: لم تقبِّل يدي.
فإنِّي سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول:
لا يحلُّ لرجل أن يقبِّل يد أحد، إلَّا امرأته من شهوة أو ولده برحمة
وأما قولك: لم تسلِّم بإمرة أمير المؤمنين. فليس كلُّ النَّاس راضين بإمرتك،
فكرهت أن أَكْذب.
وأما قولك: جلست بإزائي؛ فإنِّي سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول:
إذا أردت أن تنظر إلى رجل من أهل النَّار، فانظر إلى رجل جالس
وحوله ناس قيام
وأما قولك: لم تكنِّني. فإنَّ الله عزَّ وجلَّ سمَّى أولياءه،
وقال يا داود، يا يحيى، يا عيسى، وكنَّى أعداءه فقال:

{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ }
فقال هشام: عِظْني.
فقال: سمعت أمير المؤمنين عليًّا رضي الله عنه يقول:
إنَّ في جهنَّم حيَّات كأمثال القِلَال، وعقارب كالبغال
تلدغ كلَّ أمير لا يعدل في رعيَّته .
ثمَّ قام وذهب