المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غيبة من جاهر بدعة أو معصية أو فجورا


adnan
03-08-2014, 09:19 PM
الأخ / الصبر ضياء - الفرج قريب



غيبة من جاهر بدعة أو معصية أو فجورا
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1449c3388269ad80&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
غيبة من جاهر بدعة أو معصية أو فجورا
فَقَوْلُهُ تَعَالَى:

{ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي }
الْآيَةُ

فَأَمَرَ بِعُقُوبَتِهِمَا وَعَذَابِهِمَا بِحُضُورِ طَائِفَةٍ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَذَلِكَ بِشَهَادَتِهِ
عَلَى نَفْسِهِ أَوْ بِشَهَادَةِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ الْمَعْصِيَةَ إذَا كَانَتْ ظَاهِرَةً
كَانَتْ عُقُوبَتُهَا ظَاهِرَةً؛

كَمَا جَاءَ فِي الْأَثَرِ:
" مَنْ أَذْنَبَ سِرًّا فَلْيَتُبْ سِرًّا وَمَنْ أَذْنَبَ عَلَانِيَةً فَلْيَتُبْ عَلَانِيَةً "

وَلَيْسَ مِنْ السَّتْرِ الَّذِي يُحِبُّهُ اللَّهُ تَعَالَى –
كَمَا فِي الْحَدِيثِ:

( مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ )

- بَلْ ذَلِكَ إذَا سُتِرَ كَانَ ذَلِكَ إقْرَارًا لِمُنْكَرِ ظَاهِرٍ:
وَفِي الْحَدِيثِ

( إنَّ الْخَطِيئَةَ إذَا خُفِيَتْ لَمْ تَضُرَّ إلَّا صَاحِبَهَا
وَإِذَا أُعْلِنَتْ فَلَمْ تُنْكَرْ ضَرَّتْ الْعَامَّةَ )

فَإِذَا أُعْلِنَتْ أُعْلِنَتْ عُقُوبَتُهَا بِحَسَبِ الْعَدْلِ الْمُمْكِنِ. وَلِهَذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمُعْلِنِ
بِالْبِدَعِ وَالْفُجُورِ غَيْبَةٌ كَمَا رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَغَيْرِهِ؛
لِأَنَّهُ لَمَّا أَعْلَنَ ذَلِكَ اسْتَحَقَّ عُقُوبَةَ الْمُسْلِمِينَ لَهُ وَأَدْنَى ذَلِكَ أَنْ يُذَمَّ عَلَيْهِ
لِيَنْزَجِرَ وَيَكُفَّ النَّاسُ عَنْهُ وَعَنْ مُخَالَطَتِهِ وَلَوْ لَمْ يُذَمَّ وَيُذْكَرْ بِمَا فِيهِ مِنْ
الْفُجُورِ وَالْمَعْصِيَةِ أَوْ الْبِدْعَةِ لَاغْتَرَّ بِهِ النَّاسُ وَرُبَّمَا حَمَلَ بَعْضَهُمْ عَلَى
أَنْ يَرْتَكِبَ مَا هُوَ عَلَيْهِ وَيَزْدَادَ أَيْضًا هُوَ جُرْأَةً وَفُجُورًا وَمَعَاصِيَ فَإِذَا ذُكِرَ
بِمَا فِيهِ انْكَفَّ وَانْكَفَّ غَيْرُهُ عَنْ ذَلِكَ وَعَنْ صُحْبَتِهِ وَمُخَالَطَتِهِ

قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ:
أَتَرْغَبُونَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ اُذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ كَيْ يَحْذَرُهُ النَّاسُ

وَقَدْ رُوِيَ مَرْفُوعًا و " الْفُجُورُ " اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مُتَجَاهِرٍ بِمَعْصِيَةِ أَوْ كَلَامٍ
قَبِيحٍ يَدُلُّ السَّامِعَ لَهُ عَلَى فُجُورِ قَلْبِ قَائِلِهِ. وَلِهَذَا كَانَ مُسْتَحِقًّا لِلْهَجْرِ إذَا
أَعْلَنَ بِدْعَةً أَوْ مَعْصِيَةً أَوْ فُجُورًا أَوْ تَهَتُّكًا أَوْ مُخَالَطَةً لِمَنْ هَذَا حَالُهُ بِحَيْثُ
لَا يُبَالِي بِطَعْنِ النَّاسِ عَلَيْهِ فَإِنَّ هَجْرَهُ نَوْعُ تَعْزِيرٍ لَهُ فَإِذَا أَعْلَنَ السَّيِّئَات
أُعِلْنَ هَجْرُهُ وَإِذَا أَسَرَّ أُسِرَّ هَجْرُهُ , إذْ الْهِجْرَةُ هِيَ الْهِجْرَةُ عَلَى السَّيِّئَاتِ
وَهِجْرَةُ السَّيِّئَاتِ هِجْرَةُ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ
كَمَا قَالَ تَعَالَى:

{ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ }

وَقَالَ تَعَالَى:

{ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا }

وَقَالَ:

{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا
وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ
إنَّكُمْ إذًا مِثْلُهُمْ }
انتهى
منقول من المكتبة الشاملة
(مجموع الفتاوى الجزء الخامس عشر تفسير سورة النور )

قال ابن عقيل أبو الوفاء في ( الفنون) 1.109 :
كما لا يحسن في سياسة الملك العفو عمن سعى على الدولة بالخروج على
السلطان ؛لا يحسن ايضا ان يعفى عمن ابتدع في الأديان ؛ لأن فساد
الأديان والابتداع كفساد الدول بالخروج على الملك ... فالمبتدعون
خوارج الشرائع.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
«ومن تكلم في الدين بلا علم كان كاذباً وإن كان لايتعمد الكذب».
مجموع الفتاوى (٤٤٩/١٠)

قالَ الإمام أبُو عمر، ابن عبد البر (ت: 463هـ) -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-
في كتابه "جامع بيان العلم وفضله" (3/181):
«ما جاء عن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نقل الثّقات، وجاء عن
الصَّحابة، وصحَّ عنهم، فهُو علمٌ يُدان به،وما أحدث بعدهم ولم يكن
لهُ أصلٌ فيما جاءَ عنهم فبدعة وضلالة».
اهـ.«جامع بيان العلم وفضله» (3/181)