المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حب الله في قلوب أطفالنا


adnan
03-11-2014, 10:30 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين



حب الله في قلوب أطفالنا
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=144ac713c5067c56&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
تنمية حب الله في قلوب الأطفال
إن الطفل نبتة صغيرة تنمو ، وتترعرع ، فتصير شجرة مثمرة ، أو وارفة
الظلال أو قد تصير شجرة شائكة ، أو سامَّة والعياذ بالله. وحتى نربي جيلاً
من الأشجار المثمرة ، أو وارفة الظلال ؛ فإنه علينا أن نعتني بهم منذ
البداية ، مع التوكل على الله تعالى والاستعانة به في صلاحهم.

وما أحوجنا في هذا العصر
الذي أصبحت فيه الأمم تتداعى على أمة الإسلام كما تتداعى الأكَلَة على
قصعتها- كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم- بأن نربي وننشئ
جيلاً قوي الإيمان يثبُت على الحق ، و يحمل لواء الإسلام ، ويدافع عنه
بكل طاقته.

وفيما يلي تقترح كاتبة هذه السطور أول ما يمكن أن يحقق هذا الهدف
النبيل ، ويعين على بلوغ تلك الغاية السامية ، ألا وهو:

"مساعدة أطفالنا على حب الله عز وجل"...

فما جاء بها من صواب فهو من توفيق الله تعالى وفضله ومَنِّه ، وما كان
من خطأ فمن نفسها والشيطان ، والحمد لله أولاً وآخرا.

1- ما هو حب الله؟
هو أن يكون الله تعالى أحب إلى الإنسان من نفسه ، ووالديه ، وكل ما يملك.
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=144ac713c5067c56&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1

2- لماذا الأطفال؟
لأن" الطفل هو اللبنة الأولى في المجتمع ، فإذا و ضعناها بشكل سليم كان
البناء العام مستقيماً ، مهما ارتفع وتعاظم ؛ كما أن الطفل هو نواة الجيل
الصاعد التي تتفرع منها أغصانه وفروعه وكما نعتني بسلامة نمو
جسمه فيجب أن نهتم بسلامة مشاعره ، ومعنوياته "(1) فإذا حرصنا
على ذلك فإن جهودنا سوف تؤتي ثمارها حين يشب الطفل ويحمل لواء
دينه- إذا أحب ربه وأخلص العمل له- وإن لم نفعل نراه يعيش ضائعاً بلا
هوية - والعياذ بالله - كما نرى الكثير ممن حولنا .

3- لماذا نعلمهم حب الله؟
أ-لأن الله تعالى قال عن الذين يحبونه في الآية رقم (31)
من سورة آل عمران:

{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّه وَيَغْفِر لَكُمْ ذُنُوبكُمْ
وَاَللَّه غَفُور رَحِيم }

ب- لأن الله جلَّ شأنه هو الذي أوجدنا من عَدَم ، وسوَّى خَلقنا وفضَّلنا
على كثير ممَّن خلق تفضيلا ، ومَنَّ علينا بأفضل نعمة وهي الإسلام ، ثم
رزقنا من غير أن نستحق ذلك ، ثم هو ذا يعدنا بالجنة جزاءً لأفعال هي
من عطاءه وفضله ، فهو المتفضِّل أولاً وآخِرا!!!

ج- لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو:

( اللهم اجعل حُبك أحب إلىَّ مِن نفسي ، وأهلي ، ومالي ،
وولدي ، ومن الماء البارد على الظمأ )

ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة.

د- لأن الحب يتولد عنه الاحترام والهيبة في ا لسر والعلن ، وما أحوجنا
إلى أن يحترم أطفالنا ربهم ويهابونه- بدلاً من أن تكون علاقتهم به قائمة
على الخوف من عقابه أو من جهنم- فتكون عبادتهم له متعة روحية
يعيشون بها وتحفظهم من الزلل .

هـ- لأن الأطفال في الغالب يتعلقون بآبائهم وأمهاتهم -أو مَن يقوم
برعايتهم وتربيتهم- أكثر من أي أحد ، مع العلم بأن الآباء ، والأمهات ،
والمربين لا يدومون لأطفالهم ، بينما الله تعالى هو الحيُّ القيوم الدائم
الباقي الذي لا يموت ، والذي لا تأخذه سِنةٌ ولا نوم ، فهو معهم أينما
كانوا وهو الذي يحفظهم ويرعاهم أكثر من والديهم إذن فتعلقهم به وحبهم
له يُعد ضرورة ، حتى إذا ما تعرضوا لفقدان الوالدين أو أحدهم عرفوا أن
لهم صدراً حانياً ، وعماداً متيناً ، وسنداً قوياً هو الله سبحانه وتعالى.

و- لأنهم إذا أحبوا الله عز وجل وعلموا أن القرآن كلامه أحبوا القرآن ،
وإذا علموا أن الصلاة لقاء مع الله فرحوا بسماع الأذان ، و حرصوا على
الصلاة وخشعوا فيها ، وإذا علموا أن الله جميل يحب الجمال فعلوا كل ما
هو جميل وتركوا كل ما هو قبيح ، وإذا علموا أن الله يحب التوابين
والمتطهرين ، والمحسنين ، والمتصدقين ، والصابرين ، والمقسطين ،
والمتوكلين ، وأن الله مع الصابرين ، وأن الله ولي المتقين ، وأنه وليُّ
الذين آمنوا وأن اللهَ يدافع عن الذين آمنوا ...اجتهدوا ليتصفوا بكل هذه
الصفات ، ابتغاء مرضاته ، وحبه ، وولايته لهم ، ودفاعه عنهم.
أما إذا علموا أن الله لا يحب الخائنين ، ولا الكافرين ، ولا المتكبرين ،
ولا المعتدين ، ولا الظالمين ، ولا المفسدين ، وأنه لا يحب كل خَوَّان
كفور ، أو من كان مختالاً فخورا لابتعدوا قدر استطاعتهم عن كل هذه
الصفات حباً في الله ورغبة في إرضاءه.

ز- لأنهم إذا أحبوا الله جل وعلا أطاعوا أوامره واجتنبوا نواهيه بطيب
نفس ورحابة صدر ؛ وشبُّوا على تفضيل مراده على مرادهم ، و" تقديم
كل غال وثمين من أجله ، والتضحية من أجل إرضاءه ، وضبط الشهوات
من أجل نيل محبته ، فالمُحب لمن يحب مطيع...أما إذا لم يحبوه شَبُّوا على
التفنن في البحث عن الفتاوى الضعيفة من أجل التَفَلُّت من أمره ونهيه"(2)

ح- لأن حب الله يعني استشعار أنه عز وجل يرعانا ويحفظنا في كل وقت
ومكان ، مما يترتب عليه الشعور بالراحة والاطمئنان والثبات ، وعدم
القلق أو الحزن... ومن ثم سلامة النفس والجسد من الأمراض النفسية
والعضوية… بل والأهم من ذلك السلامة من المعاصي والآثام ، فعلينا أن
نفهمهم أن " مَن كان الله معه ، فمَن عليه؟!!! ومَن كان الله عليه فمَن
معه؟!!!

ط-لأن هناك نماذج للمسلمين ترى كاتبة هذه السطور أن الحل الجذري
لمشكلاتهم هو تجنب تكرارها ، بتربية الطفل منذ نعومة أظفاره
على محبة الله تعالى.

و من هذه النماذج على سبيل المثال لا الحصر:
* الذين يفصِلون الدين عن الدنيا ، ويعتقدون أن الدين مكانه في المسجد
، أو على سجادة الصلاة فقط ، ثم يفعلون بعد ذلك ما يحلو لهم.

** الذين يسيئون الخُلُق داخل بيوت الله- ولا يستثنون من ذلك المسجد
الحرام ولا المسجد النبوي!!!- وفي مجالس العلم ، ظانِّين أن التعاملات
اليومية والأخلاق لا علاقة لها بالدين.

*** الذين يتركون أحد أركان الإسلام مع استطاعتهم - وهي فريضة
الحج- بدعوى أنهم ليسوا كبار السن وأن أمامهم حياة طويلة سوف
يذنبون فيها ، ولذلك سوف يحجون عندما يتقدم بهم العمر ، ويشيب
الشعر ، ليمسحوا كل الذنوب الماضية في مرة واحدة!!!

**** اللواتي ترفضن الحجاب بدعوى أن قلوبهن مؤمنة ، وأن صلاح
القلوب أهم من المظهر الخارجي ، غافلات -أو متغافلات- عن كونه أمراً
من الله تعالى وفرضاً كالصلاة! وكذلك الآباء والأمهات والأزواج الذين
يعارضون ، بل ويحاربون بناتهم وزوجاتهم في ارتداء الحجاب !!!

***** الذين يعرضون عن مجالس العلم الشرعي ، وكل ما يذكرهم بالله
تعالى ، قائلين أن "لبدنك عليك حقا"، وأن"الدين يسر"، و"لا تنس
نصيبك من الدنيا"، بينما ينسون نصيبهم من الآخرة!!!

****** الذين ينبهرون بمظاهر الحضارة الغربية ، وبريقها الزائف ،
فينفصلون عن دينهم تدريجياً ويظل كل ما يربطهم به هو الاسم المسلم ،
أو بيان الديانة في جواز السفر!!! ومنهم الذين تغمرهم هذه المظاهر حتى
تصل بهم إلى الردة عن الدين- والعياذ بالله- ويصبح اسم الواحد منهم
"جوني " أو " مايكل " بعد أن كان " محمداً " !!!

خ- لأن أعز ما يملكه الإنسان - بعد إيمانه بالله عز وجل - هو الكرامة
" وليس المال أو المنال ، أو الجاه أو القدرة...فالمجرم يتعذب في داخله
قبل أن يحاسبه الآخرون ، لأنه على بصيرة من قرارة نفسه التي تحس
بغياب الكرامة بفعل الأفعال الدنيئة ، أما الإنسان المحترم الذي يحس
بوفرة الكرامة لديه ، فإنه أحرى أن يعتلي القمم السامية والمنازل
الرفيعة... وهكذا كان شأن « يوسف » الصدِّيق عليه السلام حين توسم
فيه عزيز مصر أن ينفعه ذات يوم ، ويكون خليفة له على شعبه ، أو
يتخذه ولداً ؛ لذا فقد قال لامرأته حين أتى بيوسف مستبشراً به :

{ أكرِمي مثواه }

أي أكرمي مكانته ، واجعليه محط احترام وتقدير ، ولم يوصها بأي شيء
آخر فلعله رأى أن التربية القائمة على أساس الكرامة تنتهي بالإنسان إلى
أن يكون عالماً ، وقادراً على أًن يتخذ القرارات السليمة وفقاً لأسس
وقواعد التفكير الحكيم ، هذا بالإضافة إلى قدرته على وضعها موضع التنفيذ " (3)

فإذا أردنا الكرامة ونتائجها لأطفالنا فما أحرانا بأن نهبها لهم من خلال
حبهم لخالق ا لكرامة الذي كرَّم أباهم آدم وأسجد له الملائكة ، وقال عنهم:

{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ }

وإذا أردنا لهم الدرجات العُلا في الدنيا والآخرة ، فلا مفر من مساعدتهم
على حب الله الذي يقودهم إلى التقوى ، فيصبحوا من الذين قال عنهم :

{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }

منقول