المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجنة دار النعيم


adnan
03-14-2014, 08:59 PM
الأخ / أبــو سفيـــان
مجموعة " الذئاب العربية " الصديقة





الجنة دار النعيم
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=144bb1cacd7b2e80&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه
ومن والاه، وبعد:
فإن الحديث عن الجنة من أعظم أسباب الاستقامة وصلاح القلوب ،
والحديث عن الجن لا يُمل ، وكيف يمل الحديث عن دار بناها الله بيده ،
وجعلها مقرا لأحبابه ، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه ، ووصف
نعيمها بالفوز العظيم ، ومُلكها بالملك الكبير ، وأودعها جميع الخير
بحذافيره ، أهلها يحيون فلا يموتون ، وينعمون فلا يبأسون ، ويشبون
فلا يهرمون ، ويصحون فلا يمرضون؟.

وهل أقض مضاجع العابدين ، وأسهر ليل المتقين ، وأرَّق الصالحين
إلا خوفهم أن يُحرموا دخولها؟ وهل عاش الأنبياء والمرسلون وأتباعهم
من المؤمنين إلا وهم يسألون الله الجنة؟.
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لرجل

( كيف تقول في الصلاة؟ " قال: أتشهد ، وأقول: اللهم إني
أسألك الجنة وأعوذ بك من النار، أما إني لا أحسن دندنتك
ولا دندنة معاذ. فقال صلى الله عليه وسلم: " حولها ندندن ")

إنها الجنة عظيمة في اتساعها أنيقة في بنائها عجيبة في منازلها ودرجاته.

أما اتساعها فيدل على عظمته قول الله تعالى:

{ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ
وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) }
( الحديد ).

وقوله تعالى:

{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) }
(آل عمران ).

وإليك هذه الأحاديث التي تبين لك سعة الجنة:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( إنَّ في الجنَّةِ مائةَ درجةٍ ، أعدَّها اللهُ للمجاهدين في سبيلِ اللهِ
ما بين الدَّرجتَيْن كما بين السَّماءِ والأرضِ )

وأعجب من ذلك ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم
عن نصيب آخر رجل يدخل الجنة فقال:

( آخرُ مَن يدخلُ الجنَّةَ ، رجلٌ يمشي على الصِّراطِ ، فهوَ يمشي
مرَّةً ، ويكبو مرَّةً ، وتسفعُهُ النَّارُ مرَّةً ، فإذا جاوزَها التفتَ إليها
فقال : تباركَ الَّذي نجَّاني منكَ ، لقد أعطاني اللهُ شيئًا ما أعطاهُ
أحدًا مِن الأوَّلينَ والآخرينَ ، فتُرْفَعُ لهُ شجرةٌ ، فيقولُ : أيْ ربِّ
أدْنِنِي مِن هذهِ الشَّجرةِ فلأستَظِلَّ بظِلِّها ، وأشربَ مِن مائِها ، فيقولُ
اللهُ : يا ابنَ آدمَ لعلِّي إن أعطيتُكَها سألْتَنِي غيرَها ؟ فيقولُ :
لا يا ربِّ ، ويُعاهدُهُ أن لا يسألَهُ غيرَها ، وربُّهُ يعذرُهُ ، لأنَّهُ يرَى
ما لا صبرَ لهُ عليهِ ، فيُدنيهِ منها ، فيستَظِلَّ بظلِّها ، ويشربَ من
مائِها ، ثمَّ تُرْفَعُ لهُ شجرةٌ أُخرَى ، هيَ أحسنُ مِن الأُولَى ، فيقولُ :
أيْ ربِّ أدْنِنِي من هذهِ ، لأشربَ من مائِها ، وأستَظِلَّ بظلِّها
لا أسألُكَ غيرَها ! فيقولُ : يا ابنَ آدمَ ألَم تُعاهِدْني أن لا تسألَني
غيرَها ؟ فيقولُ لعلِّي إن أدنَيتُكَ منها تسألْني غيرَها ؟ فيُعاهدُهُ أن
لا يسألَهُ غيرَها ، وربُّهُ يعذرُهُ ، لأنَّهُ يرَى ما لا صبرَ لهُ عليهِ ،
فيُدنيهِ منها ، فيستَظِلَّ بظلِّها ، ويشربَ من مائِها ، ثمَّ تُرْفَعُ لهُ
شجرةٌ عندَ بابِ الجنَّةِ ، هيَ أحسنُ من الأُوليَيْنِ ، فيقولُ : أيْ ربِّ
! أَدْنِنِي مِن هذهِ ، فلأستَظِلَّ بظلِّها ، وأشربَ من مائِها ، لا أسألُكَ
غيرَها ! فيقولُ : يا ابنَ آدمَ ألَم تُعاهدْني أن لا تسألَني غيرَها ؟
قال : بلَى يا ربِّ ، أدْنِنِي مِن هذهِ لا أسألُكَ غيرَها ، وربُّهُ يعذرُهُ ،
لأنَّهُ يرَى ما لا صبرَ لهُ عليهِ ، فيُدنيهِ منها ، فإذا أدناهُ منها سمِعَ
أصواتَ أهلِ الجنَّةِ ، فيقولُ : أيْ ربِّ أدخِلْنِيها ، فيقولُ : يا ابنَ آدمَ
ما يَصريني منكَ ؟(أي يقطع المسألة بيني وبينك) أيُرضيكَ أن
أُعطيَكَ الدُّنيا ومثلَها معها ؟ فيقولُ : أيْ ربِّ أتستَهزئُ منِّي وأنتَ
ربُّ العالمينَ ؟ فيقولُ : إنِّي لا أستَهزئُ منكَ ولكنِّي على ما أشاءُ قادرٌ )

و حين تقرأ هذا الحديث أو تسمعه قد يرد على ذهنك سؤال مهم:
إذا كان هذا نصيب آخر رجل يدخل الجنة، فكيف يكون نصيب أعلاهم منزلة؟
هذا السؤال سأله نبي الله موسى عليه السلام وكان الجواب من الله تعالى:
" أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها . فلم تر عين
ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر"
. قال:"ومصداقه في كتاب الله عز وجل :

{ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين }
(السجدة / من الآية - 17 ).

نعم إن الجنة لواسعة جدا حتى
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( في الجنَّةِ خَيمةٌ من لؤلؤةٍ مجوَّفةٍ . عرضُها ستُّونَ ميلًا .
في كلِّ زاويةٍ منها أَهلٌ . ما يرونَ الآخرينَ . يطوفُ عليهِمُ المؤمنُ )

هذه الخيمة فما بالك بالقصر؟

وقال صلى الله عليه وسلم:

( إنَّ في الجنَّةِ لشجرةً ، يسيرُ الرَّاكبُ في ظلِّها مائةَ عامٍ لا يقطعُها )

وأبواب الجنة عظيمة تدل على مدى سعة الجنة ،

فقد خطب عتبة بن غزوان رضي الله عنه فقال:
" ولقد ذُكر لنا أنَّ ما بين مِصراعَين من مصاريعِ الجنةِ مسيرةُ أربعين
سنةً . وليأتينَّ عليها يومٌ وهو كظيظٌ من الزحامِ".

فإذا عرفت أن مسيرة اليوم والليلة تعادل 75 كيلو متر تقريبا فإن عرض
باب من أبواب الجنة يزيد على مليون كيلو متر ، وللجنة ثمانية أبواب .
أما بناؤها فإنه لا يخطر على بال
فقد سأل بعض الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم
عن بناء الجنة فقال:

( لبِنةٌ من فضَّةٍ ولبنةٌ من ذَهَبٍ ، وملاطُها المسكُ الأذفرُ
وحصباؤُها اللُّؤلؤُ والياقوتُ ، وتُربتُها الزَّعفرانُ مَن دخلَها ينعَمُ
ولا يبأسُ ، ويخلدُ ولا يموتُ ، لا تبلَى ثيابُهُم ، ولا يفنى شَبابُهُم )

سبحان الله ما أعجب هذا البناء وأحسنه ، لبنة من فضة ولبنة من ذهب
والطين الذي يوضع بينهما من المسك الخالص ، والحصى على الأرض
الياقوت واللؤلؤ ، لكن لم العجب
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" قال الله تعالى:

( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر )

قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" فاقرءوا إن شئتم:

{ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون }

لحديثنا بقية إن شاء الله ،
نسأل الله أن يدخلنا الجنة بغير حساب ولا عذاب.
والحمد لله رب العالمين