المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمنيات


adnan
03-16-2014, 09:57 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين



الأمنيات
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=144c5cd9c1145640&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
عن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال :
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

( والَّذي نفسي بيدِه ، لولا أنَّ رجالًا من المؤمنين ، لا تطيبُ
أنفسُهم أن يتخلَّفوا عنِّي ، ولا أجدُ ما أحمِلُهم عليه ، ما تخلَّفتُ
عن سريَّةٍ تغزو في سبيلِ اللهِ ، والَّذي نفسي بيدِه، لوددتُ أن أُقتلَ
في سبيلِ اللهِ ثمَّ أحيا ، ثمَّ أُقتلَ ثمَّ أحيا ، ثمَّ أُقتلَ ثمَّ أحيا ، ثمَّ أُقتلَ )
رواه البخاري .

وقال- رضي الله عنه - أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :

( إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى
فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته )
رواه احمد
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=144c5cd9c1145640&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
ويروى أن عمر بن الخطاب قال لأصحابه :
تمنوا ، فقال : رجل أتمنى لو أن لي هذه الدار مملوءة ذهباً أنفقه في
سبيل الله ، ثم قال : تمنوا ، فقال رجل : أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً
وزبرجداً وجوهراً أنفقه في سبيل الله وأتصدق . ثم قال : تمنوا . فقالوا :
ما ندري يا أمير المؤمنين . فقال عمر أما أنا فأتمنى لو أن هذه الدار
مملوءة رجالاً مثل أبي عبيده بن الجراح .

وعن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال :
اجتمع في الحجر مصعب بن الزبير وعروة بن الزبير وعبد الله بن الزبير
وعبد الله بن عمر ، فقالوا : تمنوا ، فقال عبد الله بن الزبير: أما أنا
فأتمنى الخلافة ، وقال عروة : أما أنا فأتمنى أن يؤخذ عني العلم ،
وقال مصعب : أما أنا فأتمنى إمرة العراق والجمع بين عائشة بنت طلحة
وسكينة بنت الحسين ، وقال عبد الله بن عمر : أما أنا فأتمنى المغفرة
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=144c5cd9c1145640&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1
هكذا هي أمنيات الإنسان لا حد لها ، لأنها تنبع من النفس ، والنفس
تشتهي وترغب ، وتهوى وتحب .. ولو تحقق لها كل ذلك لشاغلتها
الشواغل ، ولأصبحت هدفاً لمتع الدنيا وزخرفها ، وأصبح دورها الانتظار
لرغبة منتظرة ، وأمل آت

ومن هنا .. إخوتي الغالين
لابد لنا أن نحول مسار آمالنا وطموحاتنا إلى ما هو نافع لنا في الدنيا والآخرة
كما قال تعالى

{ وَالْبَاقِيَات الصَّالِحَات خَيْر عِنْد رَبّك ثَوَابًا وَخَيْر أَمَلًا }
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=144c5cd9c1145640&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1
فما تمناه رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله
عليهم ، من الأمنيات التي تعزز النفس ، فكانت بالفعل أمنيات خير وآمال
بر ورغبات رشد ، إن نالتها النفس البشرية شكرت وإن لم تنلها اجتهدت
في نيلها ابتغاء مرضاة ثواب الله سبحانه وتعالى ، فهلا تمنيتوا أخوتي
الأعزاء مثل هذه الأماني ، التي من نالها فقد نال التكريم
والتشريف من الرب جل جلاله حين قال :

{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا }
الشمس : 33

فلو وقفنا وقفة إخوتي الأعزاء عند أمنيات شبابنا وفتياتنا فماذا يا ترى
سوف نسمع : الصنف الأول يقول ( أتمنى أن أكون غنية ، أتمنى أن أكون
لاعب مميز ، أتمنى أن أكون مطربه لامعة ، أتمنى أن أكون مذيعة ، ممثلة
، وغيرها كثير ) ..من تلك الأماني التي تحقر النفس وتذللها .

صنف آخر يتمنى أمنيات طيبة ولكن لا يصل إليها فيغير فيسخط ويسب
ويلعن !!؟ ومن هنا نقول ، أيها الأفاضل أعلم إن أمر الله تعالى في تحقيق
الأماني بمقدار ما فيه خير للإنسان إن آجلاً أو عاجلاً ، لا بمقدار ما يرجوه
العبد ويطمع به ، فكم من مطمع أودى بصاحبه ، وأضر به ..
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=144c5cd9c1145640&attid=0.8&disp=emb&zw&atsh=1

فالواجب على العبد
أن لا يتضجر ولا يحزن لعدم تحقيق الأماني التي يتمناها بل يقول :
الخير فيما اختاره الله فإن حصل المطلوب حمد الله وإن لم يتحقق
المطلوب يحمد الله كذلك ، وليرجوه أن يكون صرفه خيراً له .

وصدق الشاعر حين قال :
ما كل ما يتمنى المرء يدركه *** تأتي الرياح بما لا تشتهي السفنُ

يقول عمــر بن عبد العـزيـز– رضي الله عنه – :
إن لي نفساً تواقة ، ما تمنت شيء إلا نالته ، تمنت الإمارة فنالتها
وتمنت الخلافة فنالتها ، وأنا الآن أتوق للجنة وأرجو الله أن أنالها