المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا زلزلت الأرض زلزالها : رؤية جديدة ( 04 - 46 ) / عبد الدائم الكحيل / إعجاز


adnan
03-21-2014, 05:56 PM
الأخ المهندس / عبدالدائم الكحيل




إذا زلزلت الأرض زلزالها: رؤية جديدة
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=144da11c228f09fc&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
في كل يوم تبرز حقائق علمية جديدة تؤكد صدق ما جاء به
القرآن قبل أربعة عشر قرناً، ومن هذه الحقائق ما يقوله العلماء
اليوم في مجال علم الزلازل، لنقرأ...

مقدمة تاريخية
في زمن نزول القرآن كانت الأساطير تمثل الحقائق العلمية المعترف بها،
فكانت الحضارة الإغريقية المتطورة تنظر إلى الزلازل على أنها من صنع
الآلهة، فكان لديهم الإله Poseidon وهو إله الزلازل! أما في الحضارة
الأوربية ومنها النرويجية مثلاً، فكانوا يعتقدون أن إله الشرّ Loki قتل
إله الجمال والضوء، فعاقبته الآلهة بربطه بكهف مع ثعبان سام وضع
فوق رأسه يقطر سمّاً، وكلما هزَّ رأسه لإبعاد السم عنه اهتزت الأرض
بسبب ذلك وحدث الزلزال... فتأملوا هذه الأساطير التي كان الناس
يصدقونها بل ويعتقدون بها!

في هذه الظروف أُنزل القرآن على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،
ولو كان ما يدّعيه الملحدون والمشككون من أن محمداً هو من ألَّف
القرآن، لو كان هذا الادعاء صحيحاً، فإن المنطق العلمي والتاريخي
يقضي بأن محمداً عندما يريد أن يتحدث عن الزلازل في القرآن فإن
المصدر الوحيد للمعلومات المتوافر في ذلك الزمن هو تلك الأساطير،
فهل نجد شيئاً من هذه الأساطير في القرآن، أم أن محمداً صحّح العقائد
وجاء بعلم من عند الله تعالى؟

اكتشافات جديدة
بعد أكثر من قرنين من الدراسات العلمية خرج العلماء بنتيجة ألا وهي أن
كل الأساطير السابقة والتي نُسجت حول الزلازل لا أساس لها من العلم،
وأن الزلازل هي ظاهرة جيولوجية بحتة، لها قوانينها، ولها أسبابها،
ولها تفسيرها العلمي.

فالزلزال ببساطة هو
اضطراب في طبقات الأرض السطحية وبخاصة الطبقتين الأولى والثانية،
تنتج هذه الاضطرابات عن تيارات الحمل الحرارية العالية وعن الطبيعة
اللزجة لطبقة الأرض الثانية التي تلي القشرة الأرضية، وبسبب الضغوط
الهائلة الموجودة في هذه الطبقة وكذلك التشوهات والحركة المستمرة
لهذه الطبقات واصطدامها بعضها ببعض.

لقد وجد العلماء أن النشاط البركاني للأرض تضاعف مئتي مرة في الألفي
سنة الماضية، ووجدوا أيضاً أن طبقات الأرض تنزلق باستمرار ولا يوجد
شيء يوقفها، حتى تصل إلى مرحلة حرجة تكثر فيها الزلازل بشكل هائل.
ويشبِّهون آلية حدوث الزلزال بوتر عندما نقوم بشده تزداد قوة الضغط
عليه حتى يصل إلى الحد الحرج وينقطع، كذلك الزلازل هي نتيجة حتمية
لحركة ألواح الأرض، إذن الزلزال الكبير قادم لا محالة، وهذا ما أكده
القرآن الكريم.
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=144da11c228f09fc&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
هذه الأرض التي تبدو هادئة وساكنة وتدور بانتظام محكم، في داخلها
اضطرابات وهيجان شديد، وهذه الاضطرابات تزداد مع مرور الزمن،
وسوف يأتي ذلك اليوم الذي تشتد فيه قوة الزلازل وتتشقق الأرض
في مختلف أنحائها، وسوف تلقي ما بداخلها من حمم منصهرة وصخور ملتهبة.

آلية حدوث الزلزال
يُحدث الزلزال موجات زلزالية قد تكون عنيفة وقد تكون خفيفة لا نكاد
نحس بها، وتحدث الزلازل نتيجة انزلاق واصطدام الألواح الأرضية
بعضها ببعض، أو نتيجة للبراكين أو نتيجة للنشاطات البشرية المدمرة
مثل التجارب النووية.

إن سطح الأرض منقسم إلى مجموعة ألواح وهي في حالة حركة دائمة،
ويقول العلماء إن الزلازل تحدث بنتيجة تشوه في ألواح الأرض. فقد خلق
الله هذه الأرض وغلَّفها بما يشبه الألواح التي تتمدد باستمرار، ولولا هذا
التركيب المرن للأرض لحدثت مئات الزلازل المدمرة كل دقيقة واستحالت
الحياة على ظهر الأرض.

طبعاً تدل الدراسات على أن القشرة الأرضية رقيقة جداً بالنسبة لقطر
الأرض (أقل من واحد بالمئة من قطر الأرض)، هذه القشرة عبارة عن
مجموعة من الألواح تعوم على طبقة ثانية حارة، وكلما تدرجنا في باطن
الأرض نجد أن الصخور تصبح أكثر كثافة وحرارة وضغطها أعلى، أي أن
في باطن الأرض ضغوط هائلة وما البراكين والزلازل إلا صمامات أمان للأرض!
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=144da11c228f09fc&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1
رسم تخطيطي لمقطع من سطح الأرض ويظهر عليه لوح أرضي ينزلق
تحت لوح آخر باستمرار، إن هذه العملية تؤدي إلى ارتجاف في هذين
اللوحين عند منطقة الاحتكاك، وتحدث الهزات الأرضية نتيجة ذلك،
ونراها على شكل زلزال مدمر. إن حركة الألواح وتمددها قد أشار إليه
القرآن في آية عظيمة،
يقول تعالى:

{ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ }

وقوله تعالى:

{ والأرض مددناها }

وهذه حقائق لم يكن لأحد علم بها وقت نزول القرآن!

الانزلاقات الأرضية تحت قاع المحيط
إن قاع المحيط مثار بشكل دائم وتحدث فيه ملايين الهزات الأرضية
العنيفة كل يوم، ولكن عندما يصطدم لوحان أرضيان في قاع المحيط
ينزلق أحدهما تحت الآخر، ويحدث ارتفاع مفاجئ في طرف أحد اللوحين
مما يؤدي إلى رفع كميات كبيرة من الماء بشكل مفاجئ.هذه الكمية من
الماء تؤدي لحدوث موجة هائلة تصعد إلى سطح المحيط وتسير بسرعة
وتحافظ على قوتها، وبالطبع تكون محملة بكمية كبيرة من الطاقة التي
امتصتها من امتداد اللوحين الأرضيين، ثم تصل إلى الشاطئ لتضربه بقوة
مدمرة، على شكل "تسونامي" وقد يذهب ضحيته مئات الآلاف
، كما حدث عام 2004 في زلزال ضرب قاع المحيط الهندي!

ويقول العلماء ويؤكدون بشدة أن الزلازل ستضرب الكثير من الأماكن
والمسألة مسألة وقت فقط، لأنه لا يوجد شيء يمكنه أن يوقف تمدد
الألواح سواء في البر أو البحر، هكذا يقولون، ولكننا كمسلمين نعتقد
أن الله قادر على كل شيء، ولذلك ينبغي علينا ألا نأمن عذاب الله تعالى،
حيث حذَّرنا من هذا العذاب فقال:

{ أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا *
أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ
فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا }
[الإسراء: 67-68].

ففي هذا النص الكريم إشارة واضحة لوجود ألواح أرضية لها جوانب
وأطراف، وأن أحد هذه الألواح يمكن أن ينخسف أو ينزلق تحت لوح آخر،
وهذا ما عبر عنه القرآن
بقوله تعالى:

{ أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ }

ويقول العلماء اليوم إن الزلزال أو الخسف يحدث دائماً عند أطراف
أو جوانب الألواح الأرضية، أي أن للبرّ جوانب، تأملوا معي كيف أشار
القرآن إلى هذه الحقيقة بقوله:

{ جَانِبَ الْبَرِّ }

كذلك هناك إشارة إلى ظاهرة التسونامي حيث تأتي أمواج كبيرة تغرق
الناس في قوله تعالى:

{ فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ }

فهل نبقى حذرين من عذاب الله وندرك أن الله تعالى قد أكرمنا بنعمة
عظيمة ألا وهي أنه أبعد عنا هذه الأخطار وهي تحت أقدامنا؟

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=144da11c228f09fc&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1
رسم يمثل خريطة العالم، والخط الأسود يمثل أطراف الألواح الأرضية،
ونلاحظ أن مناطق الخسف والتشققات والزلازل والبراكين تتركز
على جوانب هذه الألواح، وهذا ما أشار إليه القرآن بقوله:

{ أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ }

مصدر الصورة: وكالة الجيولوجيا الأمريكية.

عدد الزلازل: هل يزداد؟
لقد وجد العلماء براهين علمية تؤكد أن عدد الزلازل وشدتها يزداد
باستمرار مع تقدم الزمن، وبالتالي سوف يأتي ذلك اليوم الذي تكثر فيه
الزلازل بشكل لا يمكن تصوره، وهذا ما أخبرنا به سيد البشر عليه الصلاة
والسلام عندما أكد أن من علامات الساعة أن تكثر الزلازل.مع أن بعض
العلماء يعتقد بأن كمية الزلازل ثابتة أو حتى تتناقص، ولكن هذا لا برهان
عليه علمياً، لأن العلماء أنفسهم يقولون إن ملايين الزلازل تحدث كل يوم
ولا نحس بها بسبب شدتها المنخفضة. كذلك هناك زلازل عنيفة جداً تحدث
فيما يسمى بحلقة النار وهي عبارة عن صدع عظيم يمتد لأربعين ألف
كيلو متر في قاع المحيط الهادئ وإن 90 بالمئة من الزلازل في العالم
تحدث حول هذا الصدع.

منذ عام 1900 يحدث كل عام 17 زلزال عنيف تتراوح شدته من 7 إلى
7.9 درجة، وزلزال عنيف جداً أكثر من 8 درجات، وذلك كل عام تقريباً،
ويقول علماء وكالة الجيولوجيا الأمريكية: إننا نسجل باستمرار تطوراً
وزيادة في عدد الزلازل كل عام، ولكننا لا ندري هل هذه الزيادة بسبب
تطور تقنيات قياس الزلازل (يوجد اليوم 8000 محطة لقياس الزلازل
في العالم)، أم أنها زيادة حقيقية في عدد الزلازل كل عام.

وتقدر وكالة الجيولوجيا الأمريكية USGS عدد الهزات الأرضية التي
تحدث كل عام بعدة ملايين، ولكن أخطر زلزال تم تسجيله حتى الآن وقع
في وسط الصين عام 1556 وحصد أكثر من 830000 شخص
(حسب وكالة الجيولوجيا الأمريكية USGS).
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=144da11c228f09fc&attid=0.8&disp=emb&zw&atsh=1
زلزال ضرب ألاسكا عام 1964 وخلف شقاً كبيراً وراءه. هذا الشق ناتج
عن تباعد لوحين أرضيين. هذا المشهد يؤدي إلى تسارع الناس وهروبهم
وتدفقهم هرباً من انشقاق الأرض. وربما يذكرنا هذا المشهد بمشهد أعظم
من مشاهد يوم القيامة،
يقول تعالى:

{ يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ }
[ق: 44].