المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عمل المرأة ( 2 - 2 )


adnan
04-01-2014, 10:05 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين



عمل المرأة (2-2)
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14517dc78d764117&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
عمل المرأة للشيخ الشعراوي

وسأله: ما هي قصتك؟

وهنا يروي لنا القرآن الكريم:

{ فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "25" }
(سورة القصص)

أي أن شعيباً بعد أن استمع إلى قصة موسى واختبر صدقه وأمانته
طمأنه وهدأ من روعه، وهنا جاءت الفرصة للفتاتين. مما يدل على أنهما
كانتا تخرجان وهما كارهتان، وكان موسى عليه السلام هو الفرصة لكي
تتخلصا من العمل ومن الخروج. إن موسى رجل قوي وأمين، وأنه يمكن
أن يقوم عنهما بمهمة العمل مقابل أجر دون أن تخافا عدم أمانته،
أو عدم قدرته على العمل .. فاقترحت إحدى الفتاتين على أبيها، أن
يستأجره ليقوم بالسقاية.
مصداقاً لقوله تبارك وتعالى:

{ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ "26" }
(سورة القصص)

وهكذا في البداية .. جذب موسى انتباه الفتاتين ووالدهما بأدبه وأمانته،
وأنه سقى لهما بلا أجر، وأنه عندما جاء موسى واختبره الأب بنفسه
ووثق منه، وجدت الفتاتان الفرصة في ألا تخرجا للسقاية وتستأجر موسى لذلك.

ولكن كيف عرفت ابنة شعيب أن موسى قوي وأمين؟
عرفت أنه قوي، لأنه زاحم الرعاة ورفع حجراً ضخماً كان موضوعاً فوق
البئر، وعرفت أمانته، لأنه لم ينظر إلى أي منهما، ولم تلحظ أي منهما
عليه أي مسلك .. يمكن أن يشينه.

|مهر التراضي|
نبي الله شعيب .. أخذ المسألة بمنطق إيماني، وقال لنفسه: كيف استأجر
رجلاً يعيش مع ابنتي في نفس البيت؟ إن المسألة ستكون في غاية الخطورة.
فكان الحل لهذا كله .. هو أن يعرض على موسى أن يتزوج إحدى
الفتاتين، وبذلك تكون الأخرى محرمة عليه، ويستطيع موسى أن يعيش
في البيت حياة طبيعية، وقال له كما يروي لنا القرآن الكريم:

{ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ .. "27" }
(سورة القصص)

أي أن شعيباً عرض عليه الزواج، من واحدة من بنتيه، ولكنه موسى لم
يكن يملك مالاً، وفطن شعيب إلى ذلك .. فحدد المهر بالعمل فترة من الوقت،
وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى:

{ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ .. "27" }
(سورة القصص)

وهذا يدلنا على أن مبدأ الأخذ والرد، والمفاصلة في المهر كان موجوداً.
هذه هي قصة موسى وابنتي شعيب التي أعطتنا حدود عمل المرأة. فعمل
المرأة لا يكون إلا للضرورة إنه لا عائل لها، والضرورة على قدرها فلا
مزاحمة مع الرجال. ومهمة المجتمع الإيماني هو مساعدة المرأة على
قضاء حاجتها الضرورية مجاناً .. وهدف المرأة هو أنها تبحث عن وسيل
لتريحها من العمل والخروج.

وعمل المرأة يوجد في البيت فراغاً كبيراً .. وإذا كانوا يقولون إن المرأة
هي نصف المجتمع فكيف لا تعمل؟ نقول: إن عمل المرأة قد أفسد المجتمع
كله وليس نصفه. فالطفل محتاج إلى أمه احتياجاً كبيراً .. فعندما يولد هو
محتاج إلى لبن الأم. إن العالم كله الآن يصرخ بالعودة إلى الرضاعة
الطبيعية بعد أن عرفوا معنى أن يرضع الابن من ثدي أمه .. إن هذا أمر
هام جداً بالنسبة للتكوين النفسي للطفل، وأن تفرغ الأم لطفلها، ويجعل
الطفل يحس بالأمن والأمان طوال حياته، وقد يستطيع الأب أن يأتي لطفله
بعشرين خادمة، ولكنه لن يستطيع أن يأتي له بقلب أم واحدة ترضعه
حنان الأمومة .. ذلك أن الابن ..وهو يرضع لبن الأم يصبح جزءا منها.

لذلك حرم الله سبحانه وتعالى زواج الإخوة في الرضاعة، لأن تكوينهم
أصبح واحداً . اللبن الذي تكونت منه أجهزة وخلايا الطفل .. هو الذي
تكونت منه أجهزة وخلايا إخوته في الرضاعة، ولكننا الآن فقدنا هذا كله.

|ماذا يحدث للموظفة؟|
وأنا جالس في منزلي في حي الحسين .. أرى الموظفة في مديرية
الأوقاف تجر أولادها ثم تتركهم عند البواب، أو في أحد المحلات
المجاورة، لتذهب إلى عملها .. بالله عليك هل هذه تربية؟

وصدق شوقي رحمه الله حين قال:
ليس اليتيم من انتهى أبواه إن اليتيم
هو الذي تلقى له من هم الحياة
وخلفاه ذليلا أما تخلت أو أباً مشغولا

الأم الآن تخلت عن أولادها .. ثم يأتي من يحدثك عن عقوق الأبناء
نقول له: قبل أن تتحدثوا عن عقوق الأبناء اسألوا أنفسكم أين الحنان
الذي رآه الابن من أبويه، وماذا رأى من أمه؟ إنها تركته طوال اليوم في
الشارع بلا رعاية ولا عناية، والمرأة التي تقول أخرج للعمل .. معناه أنها
قد تخلت عن أولادها، وعن مهمتها في البيت .. والمرأة التي تشكو أنها
تعمل طوال النهار .. عندما تعود للمنزل تصبح جثة هامدة .. لا تستطيع
تحمل أي عمل آخر، وهي إما أن تكون أماً وربة بيت أو امرأة عاملة.
ولو تتبعت أي امرأة تعمل .. تجد أنها تصر على ذلك في شبابها، فإذا
كبرت تطلب إجازة بنصف المرتب، أو تحاول التخلص من الوظيفة،
ولكنها طالما تسمع كلمات الإعجاب فإنها تصر على العمل،وعموماً فإن
أحداث الحياة ستضطر الناس اضطراراً أن يعودوا إلى الصواب ويعرفوا
أن مهمة المرأة الأولى في بيتها، وبين زوجها وأولادها، وأن العمل الذي
تقوم به في البيت، أهم مئات المرات من العمل الذي تقوم به خارج البيت.
وفي أمريكا تعقد النساء الأمريكيات مؤتمرات الآن للمطالبة بعودة المرأة
لبيتها وتربية أولادها لأن المجتمع هناك قد وصل إلى درجة من الشقاء
بالنسبة للجيل الجديد من الشباب والشابات، تنذر بانهيار كل شيء، ولكننا
هنا في مصر نقول: لابد أن تعمل المرأة حتى تبني المجتمع .. أي مجتمع
ذلك الذي يبنى على خراب الأجيال القادمة وضياعها!! أي بناء للمجتمع
في إعداد الطعام في أوقات العمل!!

على أننا قبل أن ننتهي من هذا الكتاب
لابد أن نتحدث بإيجاز عن معنى الآية الكريمة:

{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ
وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ .. "34"}
(سورة النساء)

الناس تفهم معنى القوامة .. على أساس أنه تملك وتفضيل، ولكن الحقيقة
غير ذلك تماماً فالقائم على الأمر هو الذي يجعل كل حركته من أجله.
والله سبحانه وتعالى يقول:

{ أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ .. "33" }
(سورة الرعد)

أي أن الله سبحانه وتعالى يرعى كل نفس، ويدبر لها رزقها وأمور
حياتها، والقيام ضد القعود

{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ .. "34" }
(سورة النساء)

يعني متحركين في الحياة من أجل النساء لكفالتهن، وتوفير المال والطعام
ومطالب الحياة لهن أي أن القيام هنا معناه أنه مسئول عنها، وعن توفير
مطالبها هي وبيتها وأولادها.
وقوله تعالى:

{ بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ .. "34" }
(سورة النساء)

لم يحدد الله سبحانه وتعالى من المفضل على من .. فكأن الرجال لهم
تفضيل في نواح معينة، والنساء لهن تفضيل في نواحٍ معينة، كل مفضل
بما يضمن له أداء مهمته في الحياة. وهناك خطأ آخر .. هو أن المرأة
ليس لها استقلال ذاتي في الإيمان، وإن من حق زوجها أن يدفعها إلى
المعصية. نقول: إن هذا غير صحيح.
وقد قال الله سبحانه وتعالى:

{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ
كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا
وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ "10" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا
اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ
وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "11"}
(سورة التحريم)

وهكذا نرى أن زوجتي نبيين لم يستطع زوجاهما أن يدخلا في قلبيهما
الإيمان. وزوجة فرعون الذي نصب نفسه إلهاً يعبد في الأرض .. لم
يستطع أن يدخل في قلب زوجته الكفر. مما يدل على أن هناك استقلالاً
إيمانياً تماماً للمرأة.