تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا تظهر الشماتة لأخيك


adnan
04-04-2014, 09:38 PM
الأخت / بنت الحرمين الشريفين



لا تظهر الشماتة لأخيك
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=145222219f1239f2&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك
الجملة أعلاه ليست حديث عن الرسول صلى الله عليه و سلم
و لكنه مثل دارج
محور مهم من محاورنا التي تناولها في هذه العجالة ، وهو الشماتة
بالآخرين والاستهزاء بهم والسخرية منهم ،
قال الله عز وجل في جملة
ما بيّن لعباده من الآداب والأخلاق الفاضلة :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ
وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ }
[ الحجرات11 ] .

السخرية :
هي الاستهزاء والازدراء .

والشماتة :
السرور بما يصيب أخاك من المصائب في الدين والدنيا وهي محرمة
منهي عنها .

ومن المعلوم أن الله تعالى جعل الناس في هذه الحياة الدنيا طبقات ،
فيخاطبنا جل وعلا بوصف الإيمان ، وينهانا أن يسخر بعضنا من بعض
لأن المفضِّل هو الله عز وجل ، وإذا كان هو الله ، لزم من سخريتك بهذا
الشخص الذي هو دونك أن تكون ساخراً بتقدير الله عز وجل ،
وإلى هذا يوحي قول الرسول عليه الصلاة والسلام :

( لا تسبوا الدهر ، فإن الله هو الدهر )

وفي الحديث القدسي :

( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار )
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=145222219f1239f2&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
فلماذا تسخر من هذا الرجل الذي هو دونك في العلم أو في المال ، أو في
الخُلُق ، أو في الخلقة ، أو في الحسب ، أو في النسب ، لماذا تسخر منه ؟
أليس الذي أعطاك الفضل هو الله الذي حرمه هذا في تصورك فلماذا ،
ولهذا قال عز وجل :

{ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ } ،

رب ساخر اليوم مسخور منه في الغد ، ورب مفضول اليوم
يكون فاضلاً في الغد:
الشماتة هي أن يُسرّ المرء بما يصيب عدوه من المصائب ،
قال الله تعالى عن نبيه موسى عليه السلام :

{ فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ }
الأعراف / 150

وقوله - تعالى :

{ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ
وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ }
التوبة:50

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال :

( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ
وَدَرَكِ الشَّقَاءِ وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ ) .

ومن الشماتة المذمومة شرعـًا
أن يتوب الله على عبدٍ من ذنبٍ ما فيأتي أخوه فيعيره به،
وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك .

و من مضار الشماتة
أنها تسخط الربَّ - تبارك وتعالى -وتدل على انتزاع الرحمة من قلوب
الشامتين ، وهي تورث العداوات، وتؤدي إلى تفكك أوصال المجتمعات،
ثم هي تعرض أصحابها للبلاء لا شكَّ أن الموت من أعظم ما يقع بالإنسان
من الابتلاء له ولمَن يتركهم بعده،
لقد قام النبي صلّى الله عليه وسلم ـ لجنازة،ولما قيل له:
إنها ليهوديٍّ قال:

( أليستْ نفسًا" ؟ )
رواه البخاري ومسلم.

" يقول الحسن البصري رحمه الله:
الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل

الشماتة لا تليق بمسلم تجاه أخيه المسلم أبدًا،لأنها من صفات الأعداء
الذين حذر الله منهم ووصفهم بقوله :

{ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا
وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط }

قيل لأيوب عليه السلام :
أي شيء من بلائك كان أشد عليك قال : شماتة الأعداء

عبد الله بن أبي عتبة :
كل المصائب قد تمر على الفتى فتهون غير شماتة الأعداء

وللمبارك بن الطبري :
لولا شماتة أعداء ذوي حسد أو اغتمام صديق كان يرجوني
لما طلبت من الدنيا مراتبها ولا بذلت لها عرضي ولا ديني