تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نفحة يوم الفوائد 62 & 63


adnan
04-04-2014, 10:07 PM
الأخت / الملكة نـــور





الفوائد 62 & 63
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1452768a4f484f1a&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1

[62] الإيمان المفصل معرفة وعلم وإقرار ومحبة
و أما الإيمان فأكثر الناس, أو كلهم, يدعونه :

{ وَمَا أَكْثَر النَّاس وَلَوْ حَرَصْت بِمُؤْمِنِينَ }
يوسف 103,

و أكثر المؤمنين إنما عندهم إيمان مجمل , وأما الإيمان المفصل بما جاء
به الرسول صلى الله عليه وسلم معرفة وعلما وإقرارا ومحبة ومعرفة
بضده وكراهيته وبغضه, فهذا إيمان خواص الأمة وخاصة الرسول,
وهو إيمان صادق وحزبه .وكثير من الناس حظهم من الإيمان الإقرار
بوجود الصانع, وأنه وحده هو الذي خلق السموات والأرض وما بينهما,
وهذا لم يكن ينكره عبّاد الأصنام من قريش و نحوهم

.وآخرون الإيمان عندهم هو التكلم بالشهادتين, سواء كان معه عمل أو لم
يكن, وسواء وافق تصديق القلب أو خالفه .

وآخرون عندهم الإيمان مجرد تصديق القلب بأن الله سبحانه خالق
السموات والأرض وأن محمدا عبده ورسوله وان لم يقره باللسان ولم
يعمل شيئا, بل ولو سب الله ورسوله وأتى بكل عظيمة, وهو يعتقد
وحدانية الله ونبوة رسوله فهو مؤمن

.وآخرون عندهم الإيمان هو جحد صفات الرب تعالى من علوه على
عرشه وتكلمه بكلماته و متبه وسمعه وبصره و مشيئته وقدرته وإرادته
وحبه وبغضه, وغير ذلك مما وصف به نفسه , ووصفه به رسوله
صلى الله عليه وسلم فالإيمان عندهم إنكار حقائق ذلك كله وجحده
والوقوف مع ما تقتضيه آراء المتهوكين وأفكار المخرصين الذين يرد
بعضهم على بعض وينقض بعضهم قول بعض , الذين هم

كما قال عمر بن الخطاب والإمام أحمد :
"مختلفون فى الكتاب, مخالفون للكتاب, متفقون على مفارقة الكتاب".

وآخرون عندهم الإيمان عبادة الله بحكم أذواقهم و مواجيدهم وما تهواه
نفوسهم من غير تقييد بما جاء به الرسول .

وآخرون الإيمان عندهم ما وجدوا عليه آباءهم وأسلافهم بحكم الاتفاق
كائنا ما كان, بل إيمانهم مبني على مقدمتين, إحداهما : أن هذا قول
أسلافنا وآبائنا. والثانية: أن ما قالوه فهو الحق .

وآخرون عندهم الإيمان مكارم الأخلاق وحسن المعاملة وطلاقة الوجه
و إحسان الظن بكل أحد و تخلية الناس و غفلاتهم .

و آخرون عندهم الإيمان التجرد من الدنيا وعلائقها وتفريغ القلب منها
و الزهد فيها . فإذا رأوا رجلا هكذا جعلوه من سادات أهل الإيمان , و إن
كان منسلخا من الإيمان علما وعملا . وأعلى من هؤلاء من جعل الإيمان
هو مجرد العلم وان لم يقارنه عمل .

وكل هؤلاء لم يعرفوا حقائق الإيمان و
لا قاموا به ولا قام بهم , وهو أنواع :

منهم من جعل الإيمان ما يضاد الإيمان ,

ومنهم من جعل الإيمان ما لا يعتبر في الإيمان, ومنهم من جعله ما هو
شرط فيه ولا يكفي في حصوله , ومنهم من اشترط في ثبوته ما يناقضه
و يضاده , ومنهم من اشترط فيه ما ليس منه بوجه ..والإيمان وراء ذلك كله ,
و هو حقيقة مركبة من معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم,
والتصديق به عقدا, والإقرار به نطقا, والانقياد له محبة وخضوعا,
والعمل به باطنا وظاهرا, و تنفيذه والدعوة إليه بحسب الإمكان وكماله
في الحب في الله والبغض في الله , والعطاء لله والمنع لله , وأن يكون الله
وحده إلهه و معبوده . والطريق الى تجريد متابعة رسوله ظاهرا وباطنا,
و تغميص عين القلب عن الالتفات إلى سوى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم,
وبالله التوفيق .

من اشتغل بالله عن نفسه , كفاه الله مؤونة نفسه , و من اشتغل بالله
عن الناس, كفاه الله مؤونة الناس , و من اشتغل بنفسه عن الله,
وكّله الله الى نفسه , و من اشتغل بالناس عن الله, وكله الله إليهم ..
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1452768a4f484f1a&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
[63] (فائدة جليلة) لا مشقة في ترك المألوف إرضاء لله تعالى
إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله . أما من
تركها صادقا مخلصا في قلبه لله فانه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول
وهلة ليمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب , فان صبر على تلك المشقة
قليلا استحالت لذة .

قال ابن سيرين :
سمعت شريحا يحلف بالله ما ترك عبد الله شيئا فوجده فقده .

و قولهم : " من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه " حق , و العوض
أنواع مختلفة , وأجلّ ما يعوض به الأنس بالله و محبته , وطمأنينة القلب
به , وقوته ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه تعالى.

أغبى الناس من ضل في آخر سفره وقد قارب المنزل .

العقول المؤيدة بالتوفيق ترى أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
هو الحق الموافق للعقل والحكمة. والعقول المضروبة بالخذلان ترى
المعارضة بين العقل والنقل والحكمة و الشرع .

أقرب الوسائل إلى الله ملازمة السنة, والوقوف معها في الظاهر والباطن,
ودوام الافتقار إلى الله, وإرادة وجهه وحده بالأقوال والأفعال, وما وصل
أحد إلى الله إلا من هذه الثلاثة وما انقطع عنه أحد إلا بانقطاعه عنها
أو عن أحدها ..

الأصول التي انبنى عليها سعادة العبد ثلاثة,
ولكل واحد منهما ضد, فمن فقد ذلك الأصل حصل على ضده . التوحيد
وضده الشرك, والسنة وضدها البدعة , و الطاعة وضدها المعصية .
و لهذه الثلاثة ضد واحد: وهو خلو القلب من الرغبة في الله وفيما عنده,
ومن الرهبة منه ومما عنده ..