adnan
04-08-2014, 10:07 PM
الأخت / غـــرام الغـــرام
من فتاوى سماحة الشيخ أبن باز يرحمه الله في التعزية
43 و الأخيرة - تنبيه على مسائل في التعزية
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1453beede870e551&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)
تنبيه على مسائل في التعزية
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه ويطلع عليه
من إخواني المسلمين ، وفقني الله وإياهم إلى فعل الطاعات
وجنبني وإياهم البدع والمنكرات آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1453beede870e551&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
فإن الداعي لكتابة هذه الكلمة هو النصح والتذكير
والتنبيه على مسائل في التعزية مخالفة للشرع قد وقع فيها بعض الناس
ولا ينبغي السكوت عنها بل يجب التنبيه والتحذير منها.
أقول وبالله التوفيق: على كل مسلم أن يعلم علم اليقين أن ما أصابه
فهو بقضاء الله وقدره وعليه أن يصبر ويحتسب ،
وينبغي للمصاب أن يستعين بالله تعالى ويتعزى بعزائه
ويمتثل أمره في الاستعانة بالصبر والصلاة ؛
لينال ما وعد الله به الصابرين في قوله تعالى :
{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ
قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }
وروى مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها
إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها )
وليحذر المصاب أن يتكلم بشيء يحبط أجره ويسخط ربه مما يشبه التظلم
والتسخط ، فهو سبحانه وتعالى عدل لا يجور ،
وله ما أخذ وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى ،
وله في ذلك الحكمة البالغة ، وهو الفعال لما يريد ،
ومن عارض في هذا فإنما يعترض على قضاء الله وقدره
الذي هو عين المصلحة والحكمة وأساس العدل والصلاح.
ولا يدعو على نفسه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما مات أبو سلمة:
( لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون
ويحتسب ثواب الله ويحمده )
صدر من مكتب سماحته برقم ( 30/2 ) في 15/1/1404 هـ .
وتعزية المصاب بالميت مستحبة ؛
لما روي عن ابن مسعود رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( من عزى مصابا فله مثل أجره )
والمقصود منها تسلية أهل المصيبة في مصيبتهم ومواساتهم وجبرهم.
ولا بأس بالبكاء على الميت ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعله
لما مات ابنه إبراهيم وبعض بناته صلى الله عليه وسلم.
أما الندب والنياحة ولطم الخد وشق الجيب وخمش الوجه
ونتف الشعر والدعاء بالويل والثبور وما أشبهها فكل ذلك محرم ؛
لما روى ابن مسعود رضي الله عنه :
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية )
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال:
[ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة والحالقة
والشاقة ]
وذلك لأن هذه الأشياء وما أشبهها فيها إظهار للجزع والتسخط
وعدم الرضا والتسليم.
والصالقة: هي التي ترفع صوتها عند المصيبة
والحالقة: هي التي تحلق شعرها عند المصيبة ،
والشاقة: هي التي تشق ثوبها عند المصيبة.
ويستحب إصلاح طعام لأهل الميت يبعث به إليهم إعانة لهم وجبرا لقلوبهم
فإنهم ربما اشتغلوا بمصيبتهم وبمن يأتي إليهم عن إصلاح طعام لأنفسهم ؛
لما روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة بسند صحيح
عن عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما قال:
لما جاء نعي جعفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد أتاهم ما يشغلهم )
وروي عن عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما أنه قال:
[ فما زالت السنة فينا حتى تركها من تركها ]
أما صنع أهل الميت الطعام للناس سواء أكان ذلك من مال الورثة
أو من ثلث الميت أو من شخص يفد عليهم فهذا لا يجوز ؛
لأنه خلاف السنة ومن عمل الجاهلية ،
ولأن في ذلك زيادة تعب لهم على مصيبتهم وشغلا إلى شغلهم
وقد روى الإمام أحمد وابن ماجة بإسناد جيد :
عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه قال:
[ كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة ]
وأما الإحداد فيحرم على المرأة إحداد فوق ثلاثة أيام على ميت غير زوج ،
فيلزم زوجته الإحداد مدة العدة فقط ؛
لقوله عليه الصلاة والسلام:
( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر
أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا )
أما إحداد النساء سنة كاملة فهذا مخالف للشريعة الإسلامية السمحة ،
وهو من عادات الجاهلية التي أبطلها الإسلام وحذر منها ،
فالواجب إنكاره والتواصي بتركه.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
[ وهذا من تمام محاسن الشريعة وحكمتها ورعايتها على أكمل الوجوه ،
فإن الإحداد على الميت من تعظيم مصيبة الموت التي كان أهل الجاهلية
يبالغون فيها أعظم مبالغة ، وتمكث المرأة سنة في أضيق بيت وأوحشه ،
لا تمس طيبا ولا تدهن ولا تغتسل ،
إلى غير ذلك مما هو تسخط على الرب وأقداره ،
فأبطل الله بحكمته سنة الجاهلية وأبدلنا بها الصبر والحمد.
ولما كانت مصيبة الموت لا بد أن تحدث للمصاب من الجزع والألم
والحزن ما تقتضيه الطباع سمح لها الحكيم الخبير في اليسير من ذلك ،
وهو ثلاثة أيام ، تجد بها نوع راحة ، وتقضي بها وطرا من الحزن ،
وما زاد عن ذلك فمفسدة راجحة فمنع منه.
والمقصود أنه أباح لهن الإحداد على موتاهن ثلاثة أيام ،
وأما الإحداد على الزوج فإنه تابع للعدة بالشهور ،
وأما الحامل فإذا انقضى حملها سقط وجوب الإحداد ؛
لأنه يستمر إلى حين الوضع ]
ا. هـ كلامه رحمه الله.
وأما عمل الحفل بعد خروج المرأة من العدة فهو بدعة
إذا اشتمل على ما حرم الله من نياحة وعويل وندب ونحوها ،
فإن لم يشتمل على شيء من ذلك فلا بأس به ،
أما الاحتفال من أجل الميت فلم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم ولا عن السلف الصالح
إقامة حفل للميت مطلقا لا عند وفاته ولا بعد أسبوع أو أربعين يوما
أو سنة من وفاته ، بل ذلك بدعة وعادة قبيحة.
فيجب البعد عن مثل هذه الأشياء وإنكارها والتوبة إلى الله منها وتجنبها ؛
لما فيها من الابتداع في الدين ومشابهة المشركين ،
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( بُعِثتُ بين يديِ السَّاعةِ بالسَّيفِ حتَّى يُعبَدَ اللهُ وحدَه ،
لا شريكَ له ، وجُعِل رزقي تحت ظلِّ رُمحي ،
وجُعِل الذُّلُّ والصَّغارُ على من خالف أمري ،
ومن تشبَّه بقومٍ فهو منهم )
وثبت عنه أيضا عليه الصلاة والسلام أنه قال:
( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )
إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على النهي عن التشبه بالمشركين
وعن الابتداع في الدين .
والله أعلم.
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
رسالة تعزية
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الإخوان الكرام ع. م. ن.
وإخوانه وأهل بيتهم. وفق الله الجميع لما فيه رضاه وجبر مصيبتهم.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1453beede870e551&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1
لقد بلغني وفاة والدكم رحمه الله ، وأقول:
أحسن الله عزاءكم وجبر مصيبتكم وغفر للفقيد وتغمده برحمته ورضوانه
وأصلح ذريته جميعا ولا يخفى على الجميع أن الموت طريق مسلوك
ومنهل مورود ، وقد مات الرسل وهم أشرف الخلق عليهم الصلاة والسلام ،
فلو سلم أحد من الموت لسلموا ، قال الله سبحانه :
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ }
والمشروع للمسلمين عند نزول المصائب هو الصبر والاحتساب
والقول كما قال الصابرون
{ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }
وقد وعدهم الله على ذلك خيرا عظيما ، فقال :
{ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها
إلا أجره الله في مصيبته وخلف له خيرا منها )
فنسأل الله أن يجبر مصيبتكم جميعا ، وأن يحسن لكم الخلف ،
وأن يعوضكم الصلاح والعاقبة الحميدة.
ونوصيكم بالصبر والاحتساب ، والتعاون على البر والتقوى ،
والاستغفار لوالدكم ، والدعاء له بالفوز بالجنة والنجاة من النار ،
والمسارعة لقضاء دينه إن كان عليه دين ،
كما نوصي زوجاته جميعا أن يبقين في بيوتهن حتى تنتهي العدة ،
والله سبحانه يقول :
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }
جبر الله مصيبة الجميع ، وضاعف لكم جميعا الأجر ، وغفر لوالدكم ،
وأسكنه فسيح جنته ، إنه سميع قريب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رئيس الجامعة الإسلامية
صدرت من مكتب سماحته برقم 1993/1/1 في 17/2/1392 هـ
عندما كان رئيسا للجامعة الإسلامية .
رحم الله شيخنا وجمعنا وإياه في مقعد صدق عند مليك مقتدر
اللهم اغفر لأموات المسلمين واجعل قبورهم روضة من رياض الجنة
اللهم أبدلهم داراً خيراً من دارهم وأزواجاً خيراً من أزواجهم
اللهم اغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا
كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم
اللهم آمين
هذا والله تعالى أعلم وأجل وله الحمد من قبل ومن بعد
من فتاوى سماحة الشيخ أبن باز يرحمه الله في التعزية
43 و الأخيرة - تنبيه على مسائل في التعزية
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1453beede870e551&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)
تنبيه على مسائل في التعزية
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه ويطلع عليه
من إخواني المسلمين ، وفقني الله وإياهم إلى فعل الطاعات
وجنبني وإياهم البدع والمنكرات آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1453beede870e551&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
فإن الداعي لكتابة هذه الكلمة هو النصح والتذكير
والتنبيه على مسائل في التعزية مخالفة للشرع قد وقع فيها بعض الناس
ولا ينبغي السكوت عنها بل يجب التنبيه والتحذير منها.
أقول وبالله التوفيق: على كل مسلم أن يعلم علم اليقين أن ما أصابه
فهو بقضاء الله وقدره وعليه أن يصبر ويحتسب ،
وينبغي للمصاب أن يستعين بالله تعالى ويتعزى بعزائه
ويمتثل أمره في الاستعانة بالصبر والصلاة ؛
لينال ما وعد الله به الصابرين في قوله تعالى :
{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ
قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }
وروى مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها
إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها )
وليحذر المصاب أن يتكلم بشيء يحبط أجره ويسخط ربه مما يشبه التظلم
والتسخط ، فهو سبحانه وتعالى عدل لا يجور ،
وله ما أخذ وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى ،
وله في ذلك الحكمة البالغة ، وهو الفعال لما يريد ،
ومن عارض في هذا فإنما يعترض على قضاء الله وقدره
الذي هو عين المصلحة والحكمة وأساس العدل والصلاح.
ولا يدعو على نفسه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما مات أبو سلمة:
( لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون
ويحتسب ثواب الله ويحمده )
صدر من مكتب سماحته برقم ( 30/2 ) في 15/1/1404 هـ .
وتعزية المصاب بالميت مستحبة ؛
لما روي عن ابن مسعود رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( من عزى مصابا فله مثل أجره )
والمقصود منها تسلية أهل المصيبة في مصيبتهم ومواساتهم وجبرهم.
ولا بأس بالبكاء على الميت ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعله
لما مات ابنه إبراهيم وبعض بناته صلى الله عليه وسلم.
أما الندب والنياحة ولطم الخد وشق الجيب وخمش الوجه
ونتف الشعر والدعاء بالويل والثبور وما أشبهها فكل ذلك محرم ؛
لما روى ابن مسعود رضي الله عنه :
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية )
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال:
[ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة والحالقة
والشاقة ]
وذلك لأن هذه الأشياء وما أشبهها فيها إظهار للجزع والتسخط
وعدم الرضا والتسليم.
والصالقة: هي التي ترفع صوتها عند المصيبة
والحالقة: هي التي تحلق شعرها عند المصيبة ،
والشاقة: هي التي تشق ثوبها عند المصيبة.
ويستحب إصلاح طعام لأهل الميت يبعث به إليهم إعانة لهم وجبرا لقلوبهم
فإنهم ربما اشتغلوا بمصيبتهم وبمن يأتي إليهم عن إصلاح طعام لأنفسهم ؛
لما روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة بسند صحيح
عن عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما قال:
لما جاء نعي جعفر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد أتاهم ما يشغلهم )
وروي عن عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما أنه قال:
[ فما زالت السنة فينا حتى تركها من تركها ]
أما صنع أهل الميت الطعام للناس سواء أكان ذلك من مال الورثة
أو من ثلث الميت أو من شخص يفد عليهم فهذا لا يجوز ؛
لأنه خلاف السنة ومن عمل الجاهلية ،
ولأن في ذلك زيادة تعب لهم على مصيبتهم وشغلا إلى شغلهم
وقد روى الإمام أحمد وابن ماجة بإسناد جيد :
عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه قال:
[ كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة ]
وأما الإحداد فيحرم على المرأة إحداد فوق ثلاثة أيام على ميت غير زوج ،
فيلزم زوجته الإحداد مدة العدة فقط ؛
لقوله عليه الصلاة والسلام:
( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر
أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا )
أما إحداد النساء سنة كاملة فهذا مخالف للشريعة الإسلامية السمحة ،
وهو من عادات الجاهلية التي أبطلها الإسلام وحذر منها ،
فالواجب إنكاره والتواصي بتركه.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
[ وهذا من تمام محاسن الشريعة وحكمتها ورعايتها على أكمل الوجوه ،
فإن الإحداد على الميت من تعظيم مصيبة الموت التي كان أهل الجاهلية
يبالغون فيها أعظم مبالغة ، وتمكث المرأة سنة في أضيق بيت وأوحشه ،
لا تمس طيبا ولا تدهن ولا تغتسل ،
إلى غير ذلك مما هو تسخط على الرب وأقداره ،
فأبطل الله بحكمته سنة الجاهلية وأبدلنا بها الصبر والحمد.
ولما كانت مصيبة الموت لا بد أن تحدث للمصاب من الجزع والألم
والحزن ما تقتضيه الطباع سمح لها الحكيم الخبير في اليسير من ذلك ،
وهو ثلاثة أيام ، تجد بها نوع راحة ، وتقضي بها وطرا من الحزن ،
وما زاد عن ذلك فمفسدة راجحة فمنع منه.
والمقصود أنه أباح لهن الإحداد على موتاهن ثلاثة أيام ،
وأما الإحداد على الزوج فإنه تابع للعدة بالشهور ،
وأما الحامل فإذا انقضى حملها سقط وجوب الإحداد ؛
لأنه يستمر إلى حين الوضع ]
ا. هـ كلامه رحمه الله.
وأما عمل الحفل بعد خروج المرأة من العدة فهو بدعة
إذا اشتمل على ما حرم الله من نياحة وعويل وندب ونحوها ،
فإن لم يشتمل على شيء من ذلك فلا بأس به ،
أما الاحتفال من أجل الميت فلم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم ولا عن السلف الصالح
إقامة حفل للميت مطلقا لا عند وفاته ولا بعد أسبوع أو أربعين يوما
أو سنة من وفاته ، بل ذلك بدعة وعادة قبيحة.
فيجب البعد عن مثل هذه الأشياء وإنكارها والتوبة إلى الله منها وتجنبها ؛
لما فيها من الابتداع في الدين ومشابهة المشركين ،
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( بُعِثتُ بين يديِ السَّاعةِ بالسَّيفِ حتَّى يُعبَدَ اللهُ وحدَه ،
لا شريكَ له ، وجُعِل رزقي تحت ظلِّ رُمحي ،
وجُعِل الذُّلُّ والصَّغارُ على من خالف أمري ،
ومن تشبَّه بقومٍ فهو منهم )
وثبت عنه أيضا عليه الصلاة والسلام أنه قال:
( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )
إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على النهي عن التشبه بالمشركين
وعن الابتداع في الدين .
والله أعلم.
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
رسالة تعزية
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الإخوان الكرام ع. م. ن.
وإخوانه وأهل بيتهم. وفق الله الجميع لما فيه رضاه وجبر مصيبتهم.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1453beede870e551&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1
لقد بلغني وفاة والدكم رحمه الله ، وأقول:
أحسن الله عزاءكم وجبر مصيبتكم وغفر للفقيد وتغمده برحمته ورضوانه
وأصلح ذريته جميعا ولا يخفى على الجميع أن الموت طريق مسلوك
ومنهل مورود ، وقد مات الرسل وهم أشرف الخلق عليهم الصلاة والسلام ،
فلو سلم أحد من الموت لسلموا ، قال الله سبحانه :
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ }
والمشروع للمسلمين عند نزول المصائب هو الصبر والاحتساب
والقول كما قال الصابرون
{ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }
وقد وعدهم الله على ذلك خيرا عظيما ، فقال :
{ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها
إلا أجره الله في مصيبته وخلف له خيرا منها )
فنسأل الله أن يجبر مصيبتكم جميعا ، وأن يحسن لكم الخلف ،
وأن يعوضكم الصلاح والعاقبة الحميدة.
ونوصيكم بالصبر والاحتساب ، والتعاون على البر والتقوى ،
والاستغفار لوالدكم ، والدعاء له بالفوز بالجنة والنجاة من النار ،
والمسارعة لقضاء دينه إن كان عليه دين ،
كما نوصي زوجاته جميعا أن يبقين في بيوتهن حتى تنتهي العدة ،
والله سبحانه يقول :
{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }
جبر الله مصيبة الجميع ، وضاعف لكم جميعا الأجر ، وغفر لوالدكم ،
وأسكنه فسيح جنته ، إنه سميع قريب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رئيس الجامعة الإسلامية
صدرت من مكتب سماحته برقم 1993/1/1 في 17/2/1392 هـ
عندما كان رئيسا للجامعة الإسلامية .
رحم الله شيخنا وجمعنا وإياه في مقعد صدق عند مليك مقتدر
اللهم اغفر لأموات المسلمين واجعل قبورهم روضة من رياض الجنة
اللهم أبدلهم داراً خيراً من دارهم وأزواجاً خيراً من أزواجهم
اللهم اغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا
كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم
اللهم آمين
هذا والله تعالى أعلم وأجل وله الحمد من قبل ومن بعد