تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأم


adnan
04-11-2014, 09:42 PM
الأخ / إبراهيم المهنا


الأم
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1454b4f4d2a39b26&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
الأم كل ايام العمر اعيادها
وكل جميل في هذا الكون يعود لها وكل عاطفة صادقة هي جزء يسير
من عواطفها انها مصدركل الحب وكل الجمال وكل الحنان وكل المودة
والوئام انها نبع الحنان واصل العطاء

الأم:
الأم وما أدراك ما الأم إنها إحساس ظريف وهمس لطيف وشعور نازف
بدمع جارف المنبع الفياض للحب في هذه الحياة

الأم:
جمال وإبداع وخيال وإمتاع وجوهره مصونة ولؤلؤه مكنونه
منبع السعادة والأنس والسرور

الأم:
كنز مفقود لأصحاب العقوق وكنز موجود لأهل البر والودود .
الانسان بلا إم كعين بلا بؤبؤها كحديقة بلا أزهار كالشمس بلا أشعة

الأم:
تبقي كما هي في حياتها وبعد موتها وفي صغرها وكبرها فهي عطر
يفوح شذاه وعبير يسمو في علاه وزهر يشم رائحته الأبناء وأريج يتلألأ
في وجوه الآباء ودفء وحنان وجمال وأمان ومحبه ومودة ورحمه وألفه
وأعجوبه ومدرسه وشخصيه ذات قيم ومبادئ وعلو وهمم
وهي المربية الحقيقية لتلك الأجيال الناشئة

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1454b4f4d2a39b26&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1

الأم:
مدرسه إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق

الأم:
هي قسيمه الحياة وموطن الشكوى وعماد الأمر وعتاد البيت
ومهبط النجاة وهي آية الله ومنته ورحمته لقوم يتفكرون

الأم:
صفاء القلب ونقاء السريرة ووفاء وولاء وحنان وإحسان وتسلية وتأسية
وغياث المكروب ونجده المنكوب وعاطفة الرجال ومدار الوجدان وسر الحياة
ومهاج الغضبومقعد ألألفه ومجتلى القريحة ومطلع القصيدة
وموطن الغناه ومصدر الهناء ومشرق السعادة

الأم:
كوكب مضي ء بذاته ويسمو في صورته وسماته وأجمل بلسما في صفاته
ولها منظرا أحلى من نبراته ونفس زكيه طاهرة بصلاته وجسما غريباً
يبهر في حجابه وعيوناً تذرف الحب بزكاته جدها عبرة ومزحها نزهة
نخلة عذبة وشجرة طيبة ومخزن الودائع ومنبع الصنائع

الأم:
نعم الجليس وخير الأنيس ونعم القرين في دار الغربة ونعم الحنين
في ساعة القربة

أمي الحبيبة
ماتت امي وانا طفل صغير فأصبحت أحيا ببعض نفس وبعض روح
وبعض عقل . سبحان ربي الذي جعل من قلب الأم دنيا من خلقه هو ,
وأسكن فيها معان من سره هو يد لا تعرف إلا العطاء , وقلب لا يعرف
إلا الحب والصفح والغفران , ووجه لا يعرف إلا الإقبال والابتسام
سهولة كل صعب , ويسر كل عسير .

ماتت أمي
فلم يعد بعدها قلب يضخ الحب والعفو بلا حساب ولا صدر يحتوي فينفث
عطر الأمن والأمان بلا مقابل , ولا وجه يُعرف بإشراق من نور الله ..
هي المعنى الذي صنعه الله من رحمة خالصة ومن حب خالص ومن
غفران خالص , لا يغيره كدر , ولا يبدله عقوق , إذا ماتت الأم مات المكان.

ملكت مفاتيح نفسي ,
فإذا ضحكت .. ضحكت الدنيا بأسرها , وإذا بكت .. بكت الأرض والسماء
ماتت سر أسراري , وهداية حيرتي , وترجمان كياني , العالم كله على
صدر أمي , فإذا وضعت فيه رأسي كنت ملكا متوجا , أمسك بمفاتيح العالم
بأسره , كانت قُبلة الله التي حطت على جبيني فرسمت في وجهي معالم
الحياة , وقِبلتي التي أحمل إليها كل ما يحمله قلبي من سعادة وشقاء ,

ماتت
فلم تعد الحياة حياة, تساوى العسل بالمر , والنور بالظلام , ما عدت أرى
شيئاً .أي طعم للحياة بلا أمي ؟ والله إني أعجب .. كيف يعشق الرجل امرأة
غير أمه ؟؟؟ أين حرارة اليد التي كانت تدفع عني برد الهم وتنفض غبار
النكد ؟ أين الوجه الذي كنت أقرأ فيه تاريخي وأيام عمري ؟ لقد أدركت
اليوم لماذا وضع الله مفتاح الجنة في يد الأم , وجعلها عند قدميها ,
لأن الأم في ذاتها جنة

وأي عظمة وإعجاز في ذات الأم لتكون جنة بكل معالمها لأولادها ,
ويكون صدرها أعظم من سكنى القصور, وريحها أطيب من ريح المسك ,
وصوتها أحلى من مزامير الدنيا كلها .

الأم .. ؟
يا إلهي , أي صغير في الأرض يجد كفايته من الروح إلا في الأم ؟ وأي
رجل – ولو كان ملكا – تهدأ نفسه إلا بين يدي أمه ؟ لو قيس كل نعيم
الدنيا بفقد الأم ماساوى شيئا, ماتت أمي .. حقيقة يدركها عقلي, وتنكرها
نفسي وروحي حتى ألقاها , راح الكائن الذي كنت أملك فيه حق الرحمة ,
وما عاد لي حق في أحد .

انتهت أيامي من الأم,
هذه الأيام التي كنت أعرف فيها الغد قبل أن يأتي معرفتي بالأمس الذي
مضى, إذ يأتي ومعي أمي .وبدأت أيامي من الزمن , وسيأتي كل غد
محجبا مرهوبا , إذ يأتي لي وحدي , ويأتي وأنا وحدي .

اللهم بلغ أمي مني السلام , واجزها عني خيرا ,
واجعل عملي الصالح في ميزان حسناتها,
واهدها بهدية من عندك , اللهم قد سلمت لك الروح ,
, فاللهم أكرم نزلها ووسع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد,
واجمعني بأمي في مستقر رحمتك, في مقعد صدق عند مليك مقتدر

اعداد/ابراهيم مهنا