المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسبـاب الوقوع في الإبتداع و التحزب ( 3 )


adnan
04-12-2014, 10:45 PM
الأخ / الصبر ضياء - الفرج قريب



أسباب الوقوع في الإبتداع و التحزب ( 3 )
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=145509563228d238&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
أسباب الوقوع في الابتداع والتحزب كثيرة وسأذكر بعضا منها:

السبب الثالث: الغلو في الدين :
إن من أعظم أسباب الوقوع في الابتداع الغلو في الدين

قال شيخ الإسلام شيخ الإسلام ابن تيمية:
فيعلم أن المنتسب إلى الإسلام أو السنة في هذه الأزمان قد يمرق أيضا
من الإسلام والسنة حتى يدعي السنة من ليس من أهلها... وذلك بأسباب
منها الغلو الذي ذمه الله في كتابه

وهو على أقسام :
1- الغلو في الأشخاص كالأنبياء والصالحين والأئمة وسبب هذا الغلو
ضلت طوائف وعلى وجه الخصوص الروافض والصوفية والقبورية

قال شيخ الإسلام:
قد وقع في الغلو طوائف من المتعبدة والمتصوفة حتى خالط كثير منهم
مذهب الحلول والاتحاد ما هو أقبح من قول النصارى أو مثله أو دونه

2- الغلو في الدين
قال تعالى:

{ قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ
وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ
وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ }
المائدة (77)

وقال تعالى:

{ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ }
النساء.

وروى الإمام البخاري برقم (6830) عن عمر قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم
فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله )

وروى أبو داود برقم (4806)عن مطرف قال:
انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا:
أنت سيدنا فقال:

( السيد الله تبارك وتعالى )

قلنا: وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا فقال:

( قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان )

وروى الإمام مسلم برقم (2670)
عن ابن مسعود
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

( هلك المتنطعون )

قالها ثلاثا أي: المتجاوزون الحدود المتعمقون في أحوالهم. فالغلو مذموم
في الشرع الحنيف ولو كان مقصورا على الشخص نفسه فكيف إذا تعدى
إلى غيره وصار أهل الغلو دعاة إلى غلوهم وكيف إذا كان الغلو في
العقيدة كحال الرافضة والصوفية والخوارج. فالغلو يؤدي بأصحابه
إلى الخروج عن السنة كحال من ذكرنا، وكل متجاوز للحق لابد أن
يكون غاليا من جهة الإفراط جافيا من جهة التفريط، والسلامة بينهما.

وعلى كل: الغلو مدركة الهلاك كما سبق في حديث ابن مسعود،
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس:

(هات إلقط لي فلقطت له حصيات هن حصى الخذف فوضعهن
في يده فقال: (( بأمثال هؤلاء مرتين وإياكم والغلو في الدين
فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين )

وليس المتمسك بدين الله على طريقة السلف من أهل الغلو كما تصوره
الفرق المميعة للإسلام وكما تصوره الجهات الكافرة تارة باسم الأصوليين
وتارة باسم المتطرفين وتارة إرهابيين، والحقيقة أن هذه الجهات ترى أن
الإسلام نفسه دين تطرف، بل أعلنت أنه دين إرهابي وليس هذا بغريب
من هؤلاء لأن دين الإسلام هو عدوهم الأكبر، فعليك بالتمسك بدينك
الذي ارتضاه الله لك من غير إفراط ولا تفريط وليقولوا ما شاءوا.

يتبع...