المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشجرة الطيبة و عطاء المسلم


adnan
04-15-2014, 10:01 PM
الأخت الزميلة / ســـراب


الشجرة الطيبة و عطاء المسلم
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14560dc3d872473b&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
الشجرة الطيبة وعطاء المسلم .
بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوس إذ أتي بجمار نخلة ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

( إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم )

. فظننت أنه يعني النخلة ، فأردت أن أقول : هي النخلة
يا رسول الله ، ثم التفت فإذا أنا عاشر عشرة أنا أحدثهم فسكت ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

( هي النخلة ).
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو الرقم: 5444 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

من بدائع التوجيهات النبوية .
ضرب المثل للمسلم بشجرة النخل لغرس الفضائل في نفوس الصحابة
رضي الله عنهم بأسلوب مشوق مستمد من أمثلة محسوسة وواقع مألوف
لديهم . ولو تأملنا هذا المثل لوجدنا أوجها كثيرة للتشبه بين النخلة
والمسلم . النخلة شجرة من أجود الشجر وأعلاها مرتبة من كثرة خيرها
ودوام ظلها وطيب ثمرها ووجوده على الدوام , فإنه من حين طلوعه
لا يزال يؤكل أنواعا : بلحا رطبا و تمرا وغير ذلك ..

وإذا يبست النخلة يتخذ منها منافع كثيرة فخشبها , وورقها وأغصانها ,
تستعمل جذوعا وحطبا وعصيا ومخاصر وحبالا وأواني وغير ذلك .
ثم آخر شيء ينتفع به منها هو نواها فإنه يتخذ علفا للإبل .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14560dc3d872473b&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1

وكذلك المسلم أو المؤمن كله خير ونفع .
وبركته عامة في جميع الأحوال , ونفعه مستمر له ولغيره حتى بعد
موته . فهو ذو عمل صالح وقول حسن , كثير الطاعات على ألوانها
ما بين صائم , ومصل , وتال للقرآن , وذاكر لله ومذكر به ومتصدق ,
وآمر بالمعروف وناه عن المنكر . يخالط الناس ويصبر على أذاهم ,
آلف مألوف ينفع ولا يضر , جميل المظهر والمخبر مكارم أخلاقه
مبذولة للناس يعطي ولا يمنع , ويؤثر ولا يطمع , لا يزيد طول الأيام
إلا بسوقا وارتفاعا عن الدنايا , ولا تجد فيه الشدائد والأهوال إلا رسوخا
على الحق وثباتا عليه وسموا إلى الخير والنفع , وشفوفا عن السفاسف

عمله صاعد إلى ربه بالقبول والرضوان ,
إن جالسته نفعك , وإن شاركته نفعك , وإن صاحبته نفعك , وإن شاورته
نفعك , وكل شأن من شؤونه منفعة , وما يصدر عنه من العلوم فهو قوت
للأرواح والقلوب , لا يزال مستورا بدينه , لا يعرى من لباس التقوى
ولا ينقطع عمله في غنى أو فقر , ولا في صحة أو مرض .

بل لا ينقطع عمله حتى بعد موته ,
إذا نظر من حياته لآخرته , واغتنم من يومه لغده ينتفع بكل ما يصدر
عنه حيا وميتا , إذ مبعث تصرفاته كلها الإيمان بالله , والنفع لعباد الله
ما أعظم المؤمن