المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وفد بني عامر و قصة أبن الطفيل و أربد


adnan
04-22-2014, 10:04 PM
الأخ / مصطفى آل حمد


وفد بني عامر وقصة عامر بن الطفيل
وأربد بن مقيس
البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1458484bf3b2cfa7&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
قال ابن إسحاق‏:‏
وقدم على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وفد بني عامر بن الطفيل،
وأربد بن مقيس بن جزء بن جعفر بن خالد، وجبار بن سلمى بن مالك
بن جعفر، وكان هؤلاء الثلاثة رؤساء القوم وشياطينهم، وقدم عامر بن
الطفيل عدو الله على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو يريد الغدر به،
وقد قال له قومه‏:‏ يا أبا عامر إنَّ النَّاس قد أسلموا فأسلم‏.‏قال‏:‏ والله لقد
كنت آليت ألا أنتهي حتَّى تتبع العرب عقبي، فأنا أتبع عقب هذا الفتى
من قريش‏؟‏ثم قال لأربد‏:‏ إن قدمنا على الرجل فإني سأشغل عنك وجهه
فإذا فعلت ذلك، فأعله بالسيف، فلما قدموا على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
قال عامر بن الطفيل‏:‏ يا محمد خالني‏.‏
قال‏:‏

‏(‏ ‏لا والله حتَّى تؤمن بالله وحده‏ ‏‏)‏‏.‏

قال‏:‏ يا محمد خالني‏.‏قال‏:‏ وجعل يكلمه وينتظر من أربد ما كان أمره به،
فجعل أربد لا يحير شيئاً، فلما رأى عامر ما يصنع أربد قال‏:‏ يا محم
د خالني‏.‏
قال‏:

‏ ‏(‏‏ ‏لا حتَّى تؤمن بالله وحده لا شريك له‏ ‏‏)‏‏.‏

فلما أبى عليه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏.‏قال‏:‏ أما والله لأملأنها
عليك خيلاً ورجالاً‏.‏فلما ولى
قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏

‏(‏‏ ‏اللهم اكفني عامر بن الطفيل‏ ‏‏)‏‏.‏

فلما خرجوا من عند رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏.‏قال عامر بن الطفيل
لأربد‏:‏ أين ما كنت أمرتك به‏؟‏ والله ما كان على ظهر الأرض رجل أخوف
على نفسي منك، وأيم الله لا أخافك بعد اليوم أبداً‏.‏قال‏:‏ لا أبالك، لا تعجل
علي والله ما هممت بالذي أمرتني به إلا دَخَلْتَ بيني وبين الرجل، حتَّى
ما أرى غيرك، أفأضربك بالسيف‏؟‏وخرجوا راجعين إلى بلادهم، حتَّى إذا
كانوا ببعض الطريق، بعث الله عز وجل على عامر بن الطفيل الطاعون
في عنقه فقتله الله في بيت امرأة من بني سلول، فجعل يقول‏:‏ يا بني عامر
أغدة كغدة البكر في بيت امرأة من بني سلول‏؟‏

قال ابن هشام‏:‏
ويقال‏:‏ أغدة كغدة الإبل، وموت في بيت سلولية‏.‏

وروى الحافظ البيهقي من طريق الزبير بن بكار حدثتني فاطمة بنت
عبد العزيز بن موءلة عن أبيها، عن جدها موءلة بن جميل قال‏:‏
أتى عامر بن الطفيل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال له‏:‏ ‏

(‏‏ ‏يا عامر أسلم‏ )‏‏.‏

فقال‏:‏ أسلم على أن لي الوبر ولك المدر‏.‏
قال‏:‏

‏(‏‏ ‏لا‏ )‏‏

ثم قال‏:‏

‏(‏‏ أسلم‏ ‏‏)‏‏.‏

فقال‏:‏ أسلم على أن لي الوبر، ولك المدر‏.‏
قال‏:‏

‏(‏‏ ‏لا‏ )‏‏.‏

فولى وهو يقول‏:‏ والله يا محمد لأملأنها عليك خيلاً جرداً، ورجالاً مرداً،
ولأربطن بكل نخلة فرساً‏.‏
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏

‏(‏‏ اللهم اكفني عامراً، واهد قومه ‏)‏‏.‏

فخرج حتَّى إذا كان بظهر المدينة صادف امرأة من قومه يقال لها‏:‏ سلولية
فنزل عن فرسه ونام في بيتها، فأخذته غدة في حلقه، فوثب على فرسه،
وأخذ رمحه، وأقبل يجول وهو يقول‏:‏ غدة كغدة البكر، وموت في بيت
سلولية، فلم تزل تلك حاله حتَّى سقط عن فرسه ميتاً‏.‏

وذكر الحافظ أبو عمر ابن عبد البر في ‏
(‏الإستيعاب في أسماء الصحابة‏)‏ موءلة هذا فقال‏:‏
هو موءلة بن كثيف الضبابي الكلابي العامري من بني عامر بن صعصعة
أتى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم هو ابن عشرين سنة، فأسلم وعاش
في الإسلام مائة سنة، وكان يدعى ذا اللِّسانين من فصاحته، روى عنه
ابنه عبد العزيز، وهو الذي روى قصة عامر بن الطفيل‏:‏ غدة كغدة البعير،
وموت في بيت سلولية‏.‏

قال الزبير بن بكار‏:
‏ حدثتني ظميا بنت عبد العزيز بن موءلة بن كثيف بن جميل بن خالد بن
عمرو بن معاوية، وهو الضباب بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
قالت‏:‏ حدثني أبي عن أبيه، عن موءلة أنه أتى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
فأسلم وهو ابن عشرين سنة، وبايع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
ومسح يمينه، وساق إبله إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فصدقها
بنت لبون، ثم صحب أبا هريرة بعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم،
وعاش في الإسلام مائة سنة، وكان يسمى ذا اللِّسانين من فصاحته‏.‏
قلت‏:‏ والظاهر أن قصة عامر بن الطفيل متقدمة على الفتح، وإن كان
ابن إسحاق والبيهقي، قد ذكراها بعد الفتح، وذلك لما رواه الحافظ
البيهقي عن الحاكم، عن الأصم، أنبأنا محمد بن إسحاق، أنبأنا معاوية
بن عمرو، ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعيّ، عن إسحاق بن
عبد الله ابن أبي طلحة، عن أنس في قصة بئر معونة، وقتل عامر
بن الطفيل حرام بن ملحان خال أنس بن مالك وغدره بأصحاب بئر
معونة، حتَّى قتلوا عن آخرهم سوى عمرو بن أمية كما تقدم‏.‏

قال الأوزاعيّ‏:‏
قال يحيى‏:‏ فمكث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يدعو على
عامر بن الطفيل ثلاثين صباحاً‏:‏

‏(‏‏ ‏اللهم اكفني عامر بن الطفيل بما شئت، وابعث عليه ما يقتله ‏‏)‏‏.‏

فبعث الله عليه الطاعون‏.‏ ‏

وروي عن همام، عن إسحاق ابن عبد الله، عن أنس في قصة ابن ملحان
قال‏:‏ وكان عامر بن الطفيل قد أتى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال‏:‏
أخيرك بين ثلاث خصال، يكون لك أهل السهل، ويكون لي أهل الوبر،
وأكون خليفتك من بعدك، أو أغزوك بغطفان بألف أشقر، وألف شقراء‏.‏
قال‏:‏ فطعن في بيت امرأة‏.‏فقال‏:‏ غدة كغدة البعير، وموت في بيت امرأة
من بني فلان، إئتوني بفرسي فركب فمات على ظهر فرسه‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏
ثم خرج أصحابه حين رأوه، حتَّى قدموا أرض بني عامر شاتين،
فلما قدموا أتاهم قومهم فقالوا‏:‏ وما وراءك يا أربد‏؟‏قال‏:‏ لا شيء، والله
لقد دعانا إلى عبادة شيء لوددت لو أنه عندي الآن فأرميه بالنبل حتَّى
أقتله الآن، فخرج بعد مقالته بيوم أو يومين معه جمل له يبيعه، فأرسل
الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏
وكان أربد بن قيس أخا لبيد بن ربيعة لأمه، فقال لبيد يبكي أربد‏:‏
مـا أنْ تعـدِّي المنـون مـن أَحَـدٍ لا والــــدٍ مُـشْـفِــقٍ ولا iiولـــــدِ


أَخْشى على أَرْبـدِ الحتـوفِ iiوَلا أَرهـبُ نـوءَ السـمـاكِ iiوالأسَــدِ

فَـعْـيـنَ هـــلاّ بَـكـيـتِ أَربـــد iiإذْ قُمْنَـا وَقــام النِـسـاءُ فــي iiكَـبِـدِ

إنْ يَشْغَـبُـوا لا يُـبَـالُ iiشغْـبَـهُـمُ أَو يَقْصِدُوا في الحكومِ iiيَقْتَصِـدِ

حُـلْـوٌ أَريـــبٌ وَفـــي iiحَـلاوَتِــهِ مُـرٌ لصـيـقُ الأَحْـشـاءِ iiوالكَـبِـدِ

وَعـيـنُ هَـــلاَ بَـكَـيْـتِ أَربَـــدَ إذْ أَلْـوَتْ ريـاحُ الشِّـتـاءِ iiبالعَـضُـدِ

وَأَصْـبَـحَـتْ لاقـحــاً iiمـصـرمـةً حـتَّـى تجـلَّـت غـوابــرُ iiالـمــددِ

أَشْجَـعُ مِــن لـيـثِ غـابـةٍ لـحـمٍ ذُو نهـمـةٍ فــي الـعُـلا iiومنتـقـدِ

لا تَبـلُـغ العَـيـنْ كُـــلَّ نهمـتِـهـا ليـلـةَ تمُـسـى الجـيـادُ iiكـالـقِـدَدِ

البـاعِـث الـنَـوْحَ فـــي iiمـآتـمِـهِ مِثْـلَ الظِـبَـاءِ الأبـكـارِ iiبالـجُـرَدِ

فَجَعَني البرق والصواعِقُ بالفا رِسِ يـــومَ الـكـريـهَـةِ الـنَـجُــدِ

والحـاربِ الجابـرِ الحـريـبِ iiإذا جـــاء نكـيـبـاً وإن يـعــدْ iiيـعــدِ

يَعْفُو على الجُهْدِ والسُّؤالِ iiكَمـا ينبتُ غيـثُ الرَّبيـعِ ذو iiالرَّصَـدِ

كُـــلُّ بـنــي حـــرَّةٍ iiمـصـيـرهُـمُ قَــلَّ وإن كـثــروا مـــن iiالـعــدَدِ
إنْ يغبِطُوا يهبِطُوا وإن أمِروا يـومـاً فـهـم للهلاكِ والـنـفـدِ

وقد روى ابن إسحاق‏:‏
عن لبيد أشعاراً كثيرة في رثاء أخيه لأمه أربد بن قيس، تركناها إختصاراً
واكتفاءً بما أوردناه، والله الموفق للصواب‏.‏

قال ابن هشام‏:‏
وذكر زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن ابن عبَّاس قال‏:‏
فأنزل الله عز وجل في عامر وأربد‏:‏

‏{ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ
وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ *
سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ
وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ * لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ‏}‏‏
[‏الرعد‏:‏ 8-11‏]‏‏.‏