المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفوائد من 103 إلى 105 / الفوائد لابن القيم


adnan
04-23-2014, 04:04 PM
الأخت / الملكة نـــور


الفوائد من 103 إلى 105
https://mail.google.com/mail/u/0/h/1w2fs3b0gal0l/?view=att&th=14589bd07d341a9e&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
[103] مواساة المؤمن وأنواعها
المواساة للمؤمنين أنواع : مواساة بالمال , ومواساة بالجاه , و مواساة
بالبدن والخدمة , و مواساة بالنصيحة والإرشاد , و مواساة بالدعاء
و الاستغفار لهم , ومواساة بالتوجع لهم. وعلى قدر الإيمان تكون هذه
المواساة . فكلما ضعف الإيمان ضعفت المواساة, وكلما قوى قويت ,
و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أعظم مواساة لأصحابه بذلك كله,
فلأتباعه من المواساة بحسب إتباعهم له ..

و دخلوا على بشر الحافي في يوم شديد البرد
و قد تجرد وهو ينتفض , فقالوا :
ما هذا يا أبا نصر ؟ فقال : ذكرت الفقراء و بردهم وليس لي ما أواسيهم
, فأحببت أن أواسيهم في بردهم .
https://mail.google.com/mail/u/0/h/1w2fs3b0gal0l/?view=att&th=14589bd07d341a9e&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
[104] الجهل بالطريق يورث التعب
الجهل بالطريق وآفاتها والمقصود يوجب التعب الكثير مع الفائدة القليلة,
فان صاحبه إما أن يجتهد في نافلة مع إضاعة الفرض, أو في عمل
الجوارح لم يواطئه عمل القلب , أو عمل بالباطن والظاهر لم يتقيد
بالاقتداء, أو همة إلى عمل لم ترق صاحبها إلى ملاحظة المقصود,
أو عمل لم يحترز من آفاته المفسدة له حال العمل وبعده, أ, عمل غفل فيه
عن مشاهدة المنّة, فلم يتجرّد عن مشاركة النفس فيه, أو عمل لم يشهد
تقصيره فيه, فيقوم بعده في مقام الاعتذار منه , أو عمل لم يوفّه حقه من
النصح و الإحسان , و هو يظن أنّه وفّاه , فهذا كله مما ينقض الثمرة
مع كثرة التعب , و الله الموفّق .
https://mail.google.com/mail/u/0/h/1w2fs3b0gal0l/?view=att&th=14589bd07d341a9e&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1
[105] الرحلة إلى الله تعالى وما يكتنفها من الخوادع و القواطع
إذا عزم العبد على السفر إلى الله تعالى و إرادته , عرضت له الخوادع
والقواطع , فيتخدع أولا بالشهوات والرئاسات , والملاذ و المناكح
والملابس, فان وقف معها انقطع, وان رفضها ولم يقف معها وصدق
في طلبه ابتلي بوطء عقبه (كثير الأتباع) , وتقبيل يده, والتوسعة له في
المجلس, و الإشارة إليه بالدعاء, ورجاء بركته, ونحو ذلك. فان وقف
معه انقطع به عن الله وكان حظه منه , وان قطعه ولم يقف معه ابتلي
بالكرامات و الكشوفات , فان وقف معها انقطع بها عن الله وكانت حظّه,
وان لم يقف معها ابتلي بالتجريد والتخلي ولذة الجمعية وعزة الوحدة
والفراغ من الدنيا . فان وقف مع ذلك انقطع به عن المقصود , وان لم
يقف معه, وسار ناظرا إلى مراد الله منه , و ما يحبه منه , بحيث يكون
عبده الموقوف على محابه ومراضيه أين كانت وكيف كانت, تعب بها
أو استراح, تنعّم أو تألّم, أخرجته الى الناس أو عزلته عنهم, لا يختار
لنفسه غير ما يختاره له سيده ووليه, واقف مع أمره ينفذ بحسب الإمكان
, ونفسه عنده أهون عليه أن يقدم راحتها ولذتها على مرضاة سيده
وأمره. فهذا هو العبد الذي قد وصل, ونفذ ولم يقطعه عن سيده شيء
البتة, وبالله التوفيق .