المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسباب محبة الله تعالى للعبد ( 02 - 02 )


adnan
04-25-2014, 07:54 PM
الأخ / عبد العزيز محمد - الفقير إلي الله



أسباب محبة الله تعالي للعبد‎ ( 02 - 02 )
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1458ea4dc7b5980e&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
وقد بين هذا الحديث صنفين من الناجين الفائزين.

الصنف الأول:
المحب لله وهو مؤد لفرائض الله وقافٌ عند حدوده.

الصنف الثاني:
المحبوب من الله وهو الذي يتقرب إلى الله بعد الفرائض بالنوافل.

وقد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله أن هذا السبب موصل إلى درجة
المحبوبية بعد المحبة بمعنى أنه يصير بهذا محبوبا لله تعالى.

وقد ذكر العلامة ابن رجب رحمه الله أن أولياء الله المقربين
قسمان فقال عن القسم الثاني:
من تقرب إلى الله تعالى بعد أداء الفرائض بالنوافل وهم أهل درجة
السابقين المقربين لأنهم تقربوا إلى الله بعد الفرائض بالاجتهاد في نوافل
الطاعات والإنكاف عن دقائق المكروهات بالورع وذلك يوجب للعبد محبة
الله كما قال تعالى في الحديث القدسي:"لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل
حتى أحبه "فمن أحبه الله رزقه محبته وطاعته والحظوة عنده

والنوافل التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى هي الزيادة المشروعة
من جنس أنواع الفرائض كالصلاة والزكاة والصيام والحج والعمرة.

السبب الثالث: دوام ذكر الله تعالى على كل حال
بالسان والقلب والعمل والحال فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه
من الذكر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( إن الله عز وجل يقول:
أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه )
"(صحيح ابن ماجه للألباني).

وقال الله تعالى:

{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ }
(البقرة:152).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( قد سبق المُفردون "قالوا: ومن المفردون يا رسول الله؟
قال:" الذاكرون الله كثيراً والذاكرات )
(مسلم).

ولما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

( يا رسول الله إن شرائعَ الإسلامِ قد كثُرت عليَّ فأنبئني منها
بشيءٍ أتشبثُ به قال: "لا يزالُ لسانُك رطبًا من ذكرِ اللهِ عزَّ وجلَّ )
.(صحيح سنن ابن ماجة للألبني)

وقد فهم الصحابة رضوان الله عليهم تلك الوصية وفقهوا معناها الثمين

حتى إن أبا الدرداء رض الله عنه قيل له:
إن رجلاً أعتق مائة نسمة.قال: إن مائة نسمة من مال رجل كثير
وأفضل من ذلك إيمان ملزوم بالليل والنهار وأن لا يزال لسان
أحدكم رطباً من ذكر الله عز وجل

وكان يقول:
الذين لا تزال ألسنتهم رطبة من ذكر الله يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك

السبب الرابع: إيثار ما يحبه سبحانه على ما تحبه عند
غلبات الهوى والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى

يقول ابن القيم في شرح هذه العبارة:
إيثار رضى الله على رضى غيره وإن عظمت فيه المحن
وثقلت فيه المؤن وضعف عنه الطول والبدن

وقال رحمه الله:
إيثار رضى الله عز وجل على غيره وهو يريد أن يفعل ما فيه مرضاته
ولو أغضب الخلق وهي درجة الإيثار وأعلاها للرسل عليهم
صلوات الله وسلامه وأعلاها لأولى العزم منهم وأعلاها لنبينا
محمد صلى الله عليه وسلم

وهذا كله لا يكون إلا لثلاثة:
1 ـ قهر هوى النفس.
2 ـ مخالفة هوى النفس.
3 ـ مجاهدة الشيطان وأوليائه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
يحتاج المسلم إلى أن يخاف الله وينهي النفس عن الهوى ونفس الهوى
والشهوة لا يعاقب عليه بل على اتباعه والعمل به فإذا كانت النفس تهوى
وهو ينهاها كان نهيه عبادة لله وعملاً صالحاً

السبب الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته
ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة فمن عرف الله
بأسمائه وأفعاله أحبه لا محالة.

قال ابن القيم رحمه الله:
لا يوصف بالمعرفة إلا من كان عالماً بالله وبالطريق الموصل إلى الله
وبآفاتها وقواطعها وله حال مع الله تشهد له بالمعرفة.فالعارف هو
من عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله ثم صدق الله في معاملته
ثم أخلص له في قصده ونيته

فمن جحد الصفات فقد هدم أساس الإسلام والإيمان، وأتلف شجرة
الإحسان فضلاً عن أن يكون من أهل العرفان.ومن أوَّل الصفات فكأنما
يتهم البيان النبوي للرسالة بالتقصير إذ لا يمكن أن يترك النبي
صلى الله عليه وسلم أهم أبواب الإيمان بحاجه إلى إيضاح وإفصاح
من غيره لإظهار المراد المقصود الذى لم تبينه العبادات في النصوص.
وثبت عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال:

( إن للهِ تسعةً وتسعين اسمًا مائةً إلا واحدًا مَن أحصاها دخلَ الجنةَ )
(البخاري).

فالمحبة هي ثمرة معرفة أسماء الله وصفاته واعتقاد جماله وكماله
وجلاله والاعتراف بإحسانه وإنعامه .

الفقير إلى الله عبد العزيز