المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلق الرفق في حياة النبي ( 01 - 03 )


adnan
04-25-2014, 08:29 PM
الأخ / عبد العزيز محمد - الفقير إلي الله


خلق الرفق في حياة النبي ( 01 - 03 )
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=14593f4519b29511&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
خلق الرفق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فإن النبي أتى
إلى البشرية بتطهير النفس من الأخلاق الرديئة وحثها على الأخلاق
الحسنة ومن أعظم الأخلاق الفاضلة التي أوصى بها النبي خلق الرفق
ذلك الخلق الرفيع الذي يضع الأمور في نصابها ويصحح الأخطاء ويقوِّم
السلوك ويهدي إلى الفضائل بألطف عبارة وأحسن إشارة وطريقة مؤثرة.
لقد أكثر النبي في الرفق فقال:

( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله )

وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال:

( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه )

. وهذا يدل على
أهمية هذا الخلق وحاجة الخلق إليه في سائر شئونهم.إن الرفق يعني
لين الجانب بالقول والفعل واللطف في اختيار الأسلوب وانتقاء الكلمات
وطريقة التعامل مع الآخرين وترك التعنيف والشدة والغلظة في ذلك
والأخذ بالأسهل والرفق عام يدخل في كل شيء تعامل الإنسان مع نفسه
ومع أهله ومع أقاربه وأصحابه ومع من يشاركه في مصلحة أو جوار
وحتى مع أعدائه وخصومه فهو شامل لكل الأحوال والشئون المناسبة له.

إن استعمال الرفق في الأمور يؤدي إلى
أحسن النتائج وأطيب العواقب ويبارك الله في هذا السلوك وينفع به. أما
استعمال العنف والشدة والغلظة فتفسد الأمور وتصعبها على أصحابها
وتجعل النتائج عكسية ويحرم الخير من ترك الرفق وترفع البركة
في عمله ويصعب عليه الأمر.
قال رسول الله :

( من يحرم الرفق يحرم الخير كله )

وقال :

( إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق
ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه )

كما أن الرفق له أثر حسن في التأليف بين القلوب والإصلاح بين
المتخاصمين وهداية الكفار واستياقهم إلى حظيرة الإسلام والبركة
في الرزق والأجل
كما قال النبي :

( إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير
الدنيا والآخرة وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار
يعمران الديار ويزيدان في الأعمار )

وليست الرجولة والمروءة في ترك الرفق واستعمال العنف والشدة
في سائر الأحوال ويخطئ من يظن أن استعمال الرفق ينقص من قدر
الإنسان أو يكون علامة على ضعف الإنسان وخوره في طلب الحقوق فإن
هذا الفهم خاطئ من موروثات الجاهلية لأن سلوك الرفق لا يقتضي ترك
المطالبة بالحق أو السكوت عن الباطل أو المداهنة فيه أو التنازل عن
الحقوق وإنما هو استعمال اللطف في الأسلوب والطريقة فقط دون
المضمون فالرفيق يطالب بحقه ويبين الشرع ويأمر بالمعروف ويؤدب
من تحت يده ويعامل الناس ولكن كل ذلك يفعله بسلوك اللطف والرفق.
قال الله تعالى:

{ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }
[طه: 43، 44].

وقال سفيان الثوري:
"لا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إلا من كان فيه خصال ثلاث:
رفيق بما يأمر رفيق بما ينهى عدل بما يأمر عدل بما ينهى عالم
بما يأمر عالم بما ينهى".

لقد كان رسول الله يعيش الرفق ويتمثل به في سائر أحواله
وشئون حياته
كما قالت عائشة رضي الله عنها:

( ما خُيِّر رسول الله بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما
ما لم يكن إثمًا فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه )

وقد ثبت ذلك عنه في مجالات كثيرة منها:

1- الرفق مع الأهل:
قالت عائشة رضي الله عنها:

( ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا
إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل شيء منه قط فينتقم من صاحبه
إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم لله تعالى )

وكانت زوجه عائشة إذا هويت شيئًا أتبعها إياه ما لم يكن إثمًا وقد أذن لها
بالنظر إلى أهل الحبشة وهم يلعبون وأذن لها بالفرح واللعب يوم العيد.

2- الرفق مع الخادم :
فعن أنس بن مالك قال:

( خدمت رسول الله عشر سنين والله ما قال لي أف قط
ولا قال لي لشيء: لمَ فعلت كذا، وهلاَّ فعلت كذا )

3- الرفق مع الأطفال:
فعن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهُا قالت:

( كان رسول الله يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم ويدعو لهم )

وعن أنس قال:

( كان رسول الله يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم
ويمسح على رءوسهم )

وكان دائمًا يقبِّل الحسن والحسين ويلاعبهما وحمل
أمامة بنت زينب في الصلاة رفقًا بها


الفقير إلى الله عبد العزيز