المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وداعاً شهر جماد الآخرة


adnan
04-29-2014, 09:56 PM
الأخ الدكتور / عبدالله بن مراد العطرجى

عضو جمعية الكُتَّاب ببيت عطاء الخير

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=145a8c6c3ff03c30&attid=0.2&disp=emb&zw&atsh=1






وداعاً شهر جماد الآخرة
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=145a8c6c3ff03c30&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
الهدف من هذا الموضوع :
هو وقفة مراجعة ومحاسبة للنفس في بعض الجوانب الحياتية
والإيمانية بالذات فلا عيش إلا عيش الآخرة وبعد أيام بل ربما دقائق
نسلم الروح لبارئها ونسكن بين ذرات ارمال وتحت أطباقا لا يزيلها
حتى من تعود رفع الأثقال فاللهم بصرنا بديننا

بسم الله الرحمن الرحيم القائل في محكم التنزيل
القرءان الكريم في سورة يس

{ وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37)
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)
وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)
لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ
وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) }

هكذا بقدرة الله سبحانه وتعالى يتعاقب الليل والنهار على الأرض، نصفها
ليلاً حيث الظلام هو الأصل، والآخر نهاراً ينسلخ من ذلك الليل، وتتكرر
تلك المعجزة الإلهية في دورة محتومة لليل والنهار والشمس والقمر
والأرض حول نفسها وحول غيرها في ثبات تام

{ ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }

فلكل من الشمس والقمر والليل والنهار وقت قدَّره الله له لا يتعدَّاه،
فلا يمكن للشمس أن تلحق القمر فتمحو نوره، أو تغير مجراه، ولا يمكن
للَّيل أن يسبق النهار، فيدخل عليه قبل انقضاء وقته، وكل من الشمس
والقمر والكواكب في فلك يَجْرون، إلى أن تطلع الشمس من مغربها
وتنتهي بإرادة الله سبحانه وتعالى الحياة الدنيا.

وهكذا ينسدل الستار على الشهر السادس من شهور هذا العام
1435من هجرة رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه وسلم ،
ألا وهو شهر جمادى الآخرة .
حيث مضى حاملاً معه ما أودعناه فيه من خير وغيره.

فاللهم أمح ما سجل علينا من السيئات، وأثبت لديك في أم الكتاب
صالح القول والعمل.

فأخلص التهاني والتبريكات لمن
أودع شهر جمادى الآخرة صالح القول والعمل.

هنيئاً لمن :
عاش وقد بايع ولاة الأمر على طاعة الله تعالى وطاعة رسول الله
صلى الله عليه وسلم وفي غير معصية،
وقد ورد في الحديث الشريف

( مَنْ مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ).

هنيئاً لمن :
واصل في شهر جمادى الآخرة الطاعات المفروضة عليه وأهمها الصلاة.

هنيئاً لمن :
في شهر جمادى الآخرة ترك ما بيده واقتص من وقته دقائق معدودة
وقت السحر، فتوضأ وتهجد وناجى ربه جل جلاله مستلهماً

( هل من سائل فأعطيه، هل من داع فأستجيب له،
هل من مستغفر فأغفر له، هل من مستغيث أغيثه )

وتذكر أن سهام الليل لا تخطئ.

هنيئاً لمن :
في شهر جمادى الآخرة تمتع بصفات الرحمة والرأفة والتآخي.

هنيئاً لمن :
في شهر جمادى الآخرة ذكر إخوانه المسلمين بدعوات صالحات نابعة
من قلب قلبه لهم، ومن خشيته لله تعالى.

هنيئاً لمن :
في شهر جمادى الآخرة أحيا في حياته سنة نبوية صحيحة كان هاجرها.
وهجر بدعة أو خصلة سيئة كانت تلازمه.

هنيئاً لمن :
في شهر جمادى الآخرة كان مواظباً على وردٍ يومي من القرءان الكريم
حتى أتم قراءة وتدبر مصحفاً على أقل تقدير، أو حفظ عن ظهر قلب شيئاً
من القرءان الكريم، سائلاً المولى جل جلاله أن يجعل القرءان ربيع قلبه
ونور صدره وذهاب همه وغمه وسائقه ودليله إلى الجنة.

هنيئاً لمن :
في شهر جمادى الآخرة طهره نفسه من جميع الشرور والأحقاد والضغائن.

هنيئاً لمن :
في شهر جمادى الآخرة فاض شكراً لله تعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

هنيئاً لمن :
في شهر جمادى الآخرة أدرك أن اللسان من نعم الله العظيمة، فإنه صغير
حجمه، عظيمة طاعته وجرمه، يكب الناس في النار من حصائد ألسنتهم،
فالصمت حكم وقليل فاعله،

( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )

فالصمت جميل إلا من ذكر الله تعالى، والصمت ليس معناه العجز عن الرد
بل له ثمرات لا تعد ولا تحصى، منها : أنه عبادة من غير عناء وزينة
من غير حلي وهيبة من غير سلطان وحصن من غير حائط واستغناء
عن الاعتذار وراحة للكرام الكاتبين وسترا لعيوب الجاهلين.

هنيئاً لمن :
في شهر جمادى الآخرة دعا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة
وجادل بالتي هي أحسن.

هنيئاً لمن :
في شهر جمادى الآخرة كان نموذجاً مثالياً في عمله أو دراسته أياً كان
مستواه، فالإخلاص في العمل هو نوع من الذي يشمله

( أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ).

هنيئاً لمن :
في شهر جمادى الآخرة أدرك أنه بين أمرين: يسر وعسر،
وأن كلاهما نعمة، فمع اليسر يكون الشكر، ومع العسر يكون الصبر
مستلهماً قول الله تعالى من سورة الزمر

{...إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) }

هنيئاً لمن :
في شهر جمادى الآخرة زرع البسمة على شفاه الآخرين، والتفاؤل والحب
في نفوسهم، ومد يد العون والمساعدة للمحتاجين، ومسح دمعة من
العيون مدركاً أن الإنسان عندما يعطى يكون أكثر سعادة من أن يأخذ.

هنيئاً لمن :
في شهر جمادى الآخرة حصن نفسه وأهله بالتحصينات الإسلامية الشرعية
من القرءان الكريم وما جاء في الأحاديث النبوية وما أثر من الدعاء
كأن يقول

( تحصنت بذي العزة والجبروت واعتصمت برب الملكوت
وتوكلت على الحي الذي لا يموت، اللهم اصرف عنا أي وباء
وقنا شره وشر كل داء بلطفك ورحمتك إنك على كل شيء قدير )

اللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء في وطننا
وفي كل أوطان المسلمين.

اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين
يا رب العالمين، واجعلهم اللهم رحمة على شعوبهم والمسلمين،
وهيئ لهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الحق وترشدهم إليه،
واصرف عنهم وعنا البطانة الفاسدة والمفسدة.

اللهم اغفر للمسلمين الذين مضوا إلى إليك بعد رحلة في هذه الحياة الدنيا
وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه يا أرحم الراحمين.

اللهم أحطنا دائماً وأبداً برعايتك ومن علينا بمغفرتك برضوانك،
ووفقنا لاتباع أوامرك واجتناب نواهيك.

اللهم اجعل لنا من القرءان الكريم وهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
نوراً نستضيء به في بقية حياتنا
امتثالاً لقولك يا أعز من قال في سورة الحجر

{ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ (98)
وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) }

هذا ما تيسر كتابته وتدوينه، فإن كان صواباً فمن الله،
وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان والله ورسوله بريئان منه،
واستغفر الله إنه كان غفار.

كتبه الراجي رحمة ربه له ولكم ولوالدينا وكافة المسلمين
عشية الأثنين 28 جمادى الآخرة 1435هـ
الدكتورعبدالله مراد العطرجي
مكة المكرمة