المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفوائد من 120 إلى 123 / من الفوائد لابن القيم


adnan
05-01-2014, 11:38 AM
الأخت / الملكة نـــور


من كتاب الفوائد لأبن القيم يرحمه الله
الفوائد من 120 إلى 123
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=145adc0c20709f98&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
[120] (فائدة) الحذر من طريق الشيطان
كل ذي لب يعلم أنه لا طريق للشيطان عليه إلا من ثلاث جهات:

أحدها : التزيّد و الإسراف , فيزيد على قدر الحاجة فتصير فضلة وهي
حظ الشيطان و مدخله إلى القلب , وطريق الاحتراز منه [عدم] إعطاء
النفس تمام مطلبها من غذاء أو نوم أو لذة أو راحة . فمتى أغلقت
هذه الأبواب حصل الأمان من دخول العدو منه .

الثانية : الغفلة , فان الذاكر في حصن الذكر , فمتى غفل فتح باب
الحصن فولجه العدو فيعسر عليه أو يصعب إخراجه .

الثالثة : تكلف ما لا يعنيه من جميع الأشياء .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=145adc0c20709f98&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
[121] (فائدة) طلب النفوذ إلى الله والدار الآخرة
طالب النفوذ إلى الله والدار الآخرة بل و الى كل علم وصناعة ورئاسة
بحيث يكون رأسا في ذلك مقتدى به فيه , يحتاج أن يكون شجاعا مقداما
حاكما على و همه , غير مقهور تحت سلطان تخيّله , زاهدا في كل ما
سوى مطلوبه , عاشقا لما توجه إليه , عارفا بطريق الوصول إليه
والطرق و القواطع عنه , مقدام المهمة , ثلبت الجأش , لا يثنيه
عن مطلوبه لوم لائم , و لا عذل عاذل , كثير السكون , دائم الفكر, غير
مائل مع لذة المدح و لا ألم الذم , قائما بما يحتاج إليه من أسباب معونته,
لا تستفزه المعارضات, شعاره الصبر, وراحته التعب, محبا لمكارم
الأخلاق, حافظا لوقته , لا يخالط الناس إلا على حذر, كالطائر الذي
يلتقط الحب بينهم , قائما على نفسه بالرغبة والرهبة, طامعا في نتائج
الاختصاص على بني جنسه, غير مرسل شيئا من حواسه عبثا , و لا
مسرحا خواطره في مراتب الكون . و ملاك ذلك هجر العوائد , و قطع
العلائق الحائلة بينك و بين المطلوب , وعند العوام أن لزوم الأدب
مع الحجاب , خير من اطرح الأدب مع الكشف .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=145adc0c20709f98&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1
[122] (فائدة) تواطؤ اللسان والقلب على ذكر الله
من الذاكرين من يبتدئ بذكر اللسان وان كان على غفلة, ثم لا يزال فيه
حتى يحضر قلبه فيتواطأ على الذكر. ومنهم من لا يرى ذلك ولا يبتدئ
على غفلة بل يسكن حتى حتى يحضر قلبه فيشرع في الذكر بقلبه , فإذا
قوي استتبع لسانه فتواطآ جميعا . فالأول ينتقل الذكر من لسانه إلى قلبه .
و الثاني ينتقل من قلبه إلى لسانه , من غير أن يخلو قلبه منه , بل يسكن
أولا حتى يحس بظهور الناطق فيه . فإذا أحس بذلك نطق قلبه ثم انتقل
النطق القلبي إلى الذكر اللساني ثم يستغرق في ذلك حتى يجد كل شيء
منه ذكرا, و أفضل الذكر و أنفعه ما واطأ فيه القلب اللسان و كان من
الأذكار النبوية و شهد الذاكر معانيه و مقاصده .
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=145adc0c20709f98&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1
[123] فصل أنفع الناس لك
أنفع الناس لك رجل مكّنك من نفسه حتى تزرع فيه خيرا , أو تصنع إليه
معروفا , فانه نعم العون لك على منفعتك و كمالك . فانتفاعك به في
الحقيقة مثل انتفاعه بك أو أكثر . و أضر الناس عليك من مكّن نفسه
منك حتى تعصي الله فيه فانه عون لك على مضرّتك و نقصك .