تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غيب الإطلاق


adnan
05-02-2014, 04:12 PM
الأخ / عبد العزيز محمد - الفقير إلي الله


غيب الإطلاق
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=145b2d95dbbc8618&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
إن لله غيب السماوات والأرض والغيب نسبي ومطلق فقد يكون غيباً نسبياً
إذا سرق منك أي شيء فأنت لا تعرف من الذي سرقك ولكن السارق
يعرف والذين ساعدوه يعرفون فهذا غيب نسبي قد يكون الوزير قد وقع
قراراً بترقيتك ولكنك لا تعرفه فهو غيب عنك وليس غيباً عن غيرك.

الله سبحانه وتعالى فرق في كتابه بين
الغيب المطلق والغيب النسبي فالغيب النسبي له مقومات إذا استخدمتها
وصلت إلي النتائج أدلة مثلاً توصلك للسارق نظريات توصلك لاكتشاف
قوانين في الكون ولذلك فعندما يتعرض الله لهذه القضية.
يقول سبحانه وتعالى:

{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ.}
"255" (سورة البقرة)

أي:
لا تصل أبداً إلي الغيب المطلق الذي هو في علم الله إلا إذا شاء الله
سبحانه وتعالى وكل اكتشاف في الكون له ميلاد الكهرباء لها ميلاد
وتفتيت الذرة له ميلاد فإذا صادف ميلاده عالماً يبحث عنه كشفه الله
له وإذا جاء الميلاد ولم يوجد الباحث كشفه الله بطريق الصدفة فالبنسلين
اكتشف صدفة والجاذبية صدفة وقاعدة أرشميدس صدفة فالله إذا أذن
للشيء أن يولد ولم يوجد فيه بحث كشفه لخلقه والغيب المطلق ليس له مقدمات.
والله سبحانه وتعالى يقول:

{ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ }
"123" (سورة هود)

من الذي يرجع الأمر؟
الله سبحانه وتعالى فالله بسلطانه في ملكه ضبط كل مخلوق وكل شيء
له توقيت ساعة يأتي توقيته من نفسه فكل شيء مرتب والحق
سبحانه وتعالى يقول:

{ إنَّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئًا أن يقولَ لَهُ كُنْ فَيَكون }
"82" (سورة يس)

والأمر هو ما يتعلق بكل أحداث الكون والله خلق في الكون أشياء وترك
ملكيتها له سبحانه وتعالى أنت تنتفع بها فقط فالشمس تشرق وتعطيك
الضوء والحرارة ولكنها لا تدخل في ملكيتك لأنها من أساسيات الحياة
فلا يعطيها الله لمخلوق مختار كي يعبث بالكون كله. وكذلك قوانينه العليا
والأرض بعناصرها لا يأتمن الله سبحانه أحداً عليها

فالله سبحانه وتعالى في أساسيات الحياة وهي:
الهواء والشراب والطعام لا يملك الهواء لأحد أبداً لأنه ينهي حياة
الإنسان في دقائق والماء أقل فلا يمكن إلا بقدر. الطعام نستطيع أن نصبر
عليه شهراً ويوجد مخزون منه في الجسم فإذا جاء وقت الغداء مثلاً
ولم نجد طعاماً أخذت الوجبة من المخزون في جسدك.فالله لا يملك لأحد
أساسيات الكون والحياة ولكنه يملكه أشياء أخرى يخلقها له
واقرأ قوله تعالى:

{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ( 71 )
وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ ( 72 ) }
(سورة يس)

إياك أن تعتقد أنك ملكتها بقوتك وذللتها بقدرتك ولكن ملكتها بقدرة الله
لذلك تجد الطفل الصغير يقود الجمل فيطيعه بينما الرجل الكبير يأتيه
برغوث في الفراش فلا ينام لأن الله ذلل لنا الجمل ولكنه لم يذلل لنا
البرغوث. وفي الكون أحوال تستمر لفترات موقوتة هذا فقير ثم يغنيه
الله وهذا ملك ثم ينزع عنه عرشه وهذا خادم ثم يصبح سيداً حتى يفهم
الجميع أنه لا يوجد إنسان يحصل على شيء بذاته بل بقدرة الله سبحانه
وتعالى فإذا جاءت الآخرة عاد كل شيء إلي الله. والله سبحانه وتعالى جعل
لك إرادة على جوارحك فاللسان إن قلت له: انطق كلمة الإيمان نطق وإن
قلت قل كلمة الكفر قال: والقدم تمشي إلي المسجد وتوصلك إلي الخمارة
واليد تقتل أو تساعد عاجزاً على عبور الطريق.فإذا جاء يوم القيامة انتهى
تسخير جوارحك لتطيعك فتشهد عليك قدمك وجلدك ولسانك
واقرأ قوله تعالى:

{ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
"24" (سورة النور)

والغيب المطلق لله سبحانه وتعالى هو غيب السماوات والأرض
وما بينهما وما تحت الثرى ولابد أن نتنبه إلي قوله تعالى:

{ وما تحت الثرى }
"6" (سورة طه)

لنرى الثروات الهائلة الموجودة تحت الأرض التي يستخرجها الناس
اليوم من الكنوز الموجودة في باطن الأرض
وقوله تعالى:

{ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ }
"123" (سورة هود)

لأن الله سبحانه وتعالى أعطى لعبيده من فيوضات صفاته في الدنيا
ثم يعود كل شيء إلي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة.


الفقير إلى الله عبد العزيز