المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما كان من الحوادث بعد منصرفه من تبوك


adnan
05-04-2014, 07:55 PM
الأخ / مصطفى آل حمد

ما كان من الحوادث بعد منصرفه من تبوك
من كتاب البداية و النهاية لأبن كثير يرحمه الله
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=145bd193a9feba55&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
قال الحافظ البيهقي‏:‏
حدَّثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء، أخبرنا أبو العبَّاس محمد بن يعقوب،
حدَّثنا أبو البختري عبد الله بن شاكر، حدَّثنا زكريا بن يحيى، حدَّثنا
عمّ أبي زخر بن حصن، عن جده حميد بن منهب قال‏:‏سمعت جدي خريم
بن أوس بن حارثة بن لام يقول‏:‏ هاجرت إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
منصرفه من تبوك، فسمعت العبَّاس بن عبد المطلب يقول‏:‏
يا رسول الله إني أريد أن أمتدحك ‏!‏‏.‏
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏

‏(‏‏ ‏قل لا يفضض الله فاك‏ )‏‏.‏

فقال‏:‏
مِنْ قَبْلِهَا طِبْتُ في الظِلالِ iiوَفي مُسْتَودَعِ حَيْثُ يُخْصَفُ iiالـوَرَقُ


ثُــمَّ هَـبَـطْـتُ الـبِــلادَ لا iiبَـشَــر أَنْـــتَ وَلا نُـطْـفَــةٌ وَلا iiعَــلَــقُ

بَـلْ نَطَفَـة تَرْكَـبُ السَفِيـنَ iiوَقَـدْ أَلْـجَـمَ نَـسْـرَاً وأهـلَــهُ iiالـغَــرَقُ

تنقَـل مِــنْ صَـالِـبِ إلَــى رَحِــمٍ إذَا مـضَـى عَـالــم بَـــدَا طَـبَــقُ

حتَّى احْتَوى بَيْتَكَ المُهَيْمِنْ iiمِنْ خَنْـدَفٍ عَلْيَـاءَ تَحتَـهـا iiالنُـطَـقُ

وَأنـتَ لَمَّـا وُلـدْتَ أشْرَقـت iiالأَرْ ض فَـضَـاءتْ بِـنُـورِكَ iiالأَفُـــقُ

فَنَحْنُ في ذَلِكَ الضِّياءِ وَفي النُّ ورِ وُسَـبْـلُ الـرَشَــادِ iiيَـخْـتَـرِقُ

ورواه البيهقي من طريق أخرى عن أبي السَّكن زكريا بن يحيى الطائي،
وهو في جزء له مروي عنه‏.‏

قال البيهقي وزاد‏:‏
ثمَّ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏

‏(‏‏ ‏هذه الحيرة البيضاء رفعت لي، وهذه الشّيماء بنت نفيلة
الأزديّة على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود ‏‏)‏‏.‏

فقلت‏:‏ يا رسول الله إن نحن دخلنا الحيرة فوجدتها كما تصف فهي لي‏؟‏
قال‏:‏

‏( ‏هي لك‏ ‏‏)‏‏.‏

قال‏:‏ ثمَّ كانت الردة، فما ارتدَّ أحد من طيّء، وكنَّا نقاتل من يلينا من العرب
على الإسلام، فكنَّا نقاتل قيساً وفيها عيينة بن حصن، وكنَّا نقاتل بني أسد
وفيهم طلحة بن خويلد‏.‏وكان خالد بن الوليد يمدحنا وكان فيما قال فينا‏:‏

جـزى الله عَـنَّـا طَيْـئـاً فــي iiدِيـارِهَـا بِمُـعْـتَـرَكِ الأَبْـطَــالِ خَـيْــرَ iiجَــــزَاءِ

هُمُوا أَهْلُ رَايـاتِ السَماحَـةِ iiوالنَّـدَى إِذا مَــا الصَـبـا أَلــوت بِـكُّـلِ iiخَـبَــاءِ

هُمُوا ضَرَبُوا قَيْساً عَلى الدِّينِ بَعْدَما أَجَـابُــوا مُـنَــادِي ظُـلْـمَـةِ iiوَعَـمــاءِ

قال‏:‏ ثمَّ سار خالد إلى مسيلمة الكذَّاب، فسرنا معه، فلمَّا فرغنا من مسيلمة
أقبلنا إلى ناحية البصرة، فلقينا هرمز بكاظمة في جيش هو أكبر من
جمعنا، ولم يكن أحد من العجم أعدى للعرب والإسلام من هرمز، فخرج
إليه خالد ودعاه إلى البراز، فبرز له فقتله خالد، وكتب بخبره إلى الصِّديق
فنفله سلبه، فبلغت قلنسوة هرمز مائة ألف درهم، وكانت الفرس إذا شرف
فيها الرَّجل جعلت قلنسوته بمائة ألف درهم‏.‏

قال‏:‏ ثمَّ قفلنا على طريق ألطف إلى الحيرة، فأول من تلقَّانا حين دخلناها
الشَّيماء بنت نفيلة كما قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على بغلة
شهباء معتجرة بخمار أسود، فتعلَّقت بها‏.‏

وقلت‏:‏ هذه وهبها لي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فدعاني خالد
عليها بالبينة، فأتيته بها، وكانت البينة محمد بن مسلمة، ومحمد بن بشير
الأنصاري، فسلَّمها لي، فنزل إليَّ أخوها عبد المسيح يريد الصّلح‏.‏
فقال‏:‏ بعينها‏.‏فقلت‏:‏ لا أنقصها والله عن عشرة مائة درهم، فأعطاني ألف
درهم وسلَّمتها إليه‏.‏فقيل‏:‏ لو قلت مائة ألف لدفعها إليك‏.‏
فقلت‏‏ ما كنت أحسب أنَّ عدداً أكثر من عشر مائة‏.‏