المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 10.07.1435


adnan
05-10-2014, 08:49 PM
إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم

[ هل المراد بالحديث حصر الأسماء الحسنى
في هذا العدد؟ ]

( لله تسعة وتسعون اسماً مائة إلا واحدة )

هل المراد به حصر الأسماء الحسنى في هذا العدد, أو أنها أكثر من ذلك،
ولكن اختصت هذه بأن من أحصاها دخل الجنة؟فذهب جمهور العلماء إلى
الثاني، ونقل النووي اتفاق العلماء عليه، وقال: ليس في الحديث حصر
أسماء الله تعالى, وليس معناه أنه ليس له اسم غير هذه التسعة
والتسعين، وإنما مقصود الحديث: أن هذه الأسماء من أحصاها دخل
الجنة، فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها، لا الإخبار بحصر الأسماء.

وقال أبو سليمان حمد الخطابي:
إنما هو بمنزلة قولك إن لزيد ألف درهم أعدها للصدقة، وكقولك: إن
لعمرو مائة ثوب من زاره خلعها عليه، وهذا لا يدل على أنه ليس عنده
من الدراهم أكثر من ألف درهم، ولا من الثياب أكثر من مائة ثوب، وإنما
دلالته أن الذي أعده زيد من الدراهم للصدقة ألف درهم، وأن الذي أرصده
عمرو من الثياب للخلع مائة, والذي يدل على صحة هذا التأويل حديث
عبد الله بن مسعود وقد ذكره محمد بن إسحاق بن خزيمة في المأثور:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو:

((اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك،
عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك،
أو أنزلته في كتابك, أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به
في علم الغيب عندك.. إلخ ) ..

فهذا يدلك على أن لله أسماء لم ينزلها في كتابه، حجبها عن خلقه،
ولم يظهرها لهم. اهـ .

وقال شيخ الإسلام كما في (مجموع الفتاوى) (6/381)
بعد نقله كلام الخطابي: وأيضاً فقوله:

( إن لله تسعة وتسعون )

تقيده بهذا العدد، بمنزلة قوله تعالى: تِسْعَةَ عَشَرَ فلما استقلوهم قال:

{ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ }
[ المدثر: 31].

فأن لا يعلم أسماءه إلا هو أولى اهـ.

وقال في (درء تعارض العقل والنقل) (3/332) والصواب
الذي عليه الجمهور أن قول النبي صلى الله عليه وسلم:

( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة )

معناه: أن من أحصى التسعة والتسعين من أسمائه دخل الجنة، ليس
مراده أنه ليس له إلا تسعة وتسعون اسماً، ثم ذكر حديث
عبد الله بن مسعود السابق ..

وقال: وثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يقول في سجوده:

( اللهم إني أعوذ برضاك من سخط, وبمعافاتك من عقوبتك,
وبك منك لا أحصي ثناء عليك, أنت كما أثنيت على نفسك ) .

فأخبر أنه صلى الله عليه وسلم لا يحصى ثناء عليه، ولو أحصى جميع
أسمائه لأحصى صفاته كلها, فكان يحصى الثناء عليه لأن صفاته إنما
يعبر عنها بأسمائه.وخالف ابن حزم ههنا، فذهب إلى الحصر في العدد
المذكور, ورد عليه الحافظ ابن حجر في الفتح فقال: وابن حزم ممن ذهب
إلى الحصر في العدد المذكور، وهو لا يقول بالمفهوم أصلاً، ولكنه احتج بالتأكيد
في قوله صلى الله عليه وسلم:

( مائة إلا واحداً )

قال: لإنه لو جاز أن يكون له اسم زائد على العدد المذكور، لزم أن يكون
له مائة، فيبطل قوله:

( مائة إلا واحداً ).

قال الحافظ:
وهذا الذي قاله ليس بحجة على ما تقدم، لأن الحصر المذكور عندهم
باعتبار الوعد الحاصل لمن أحصاها، فمن ادعى أن الوعد وقع لمن
أحصى زائداً على ذلك أخطأ، ولا يلزم من ذلك أن لا يكون هناك
اسم زائد. اهـ ..

وقد تكلم العلماء – ومنهم الرازي في شرح الأسماء - عن سر هذا العدد
المخصوص بكلام كثير ، والذي نراه أن تفويض علمه لله أقرب إلى
الصواب، لأن الله لم يطلعنا على حكمة ذلك، فهو كأعداد الصلوات،
والله تعالى أعلم.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
أسماء الله ليست محصورة بعدد معين، والدليل على ذلك
قوله صلى الله عليه وسلم
في حديث ابن مسعود الحديث الصحيح المشهور:

( اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك – إلى أن قال:
أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك،
أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك )

وما أستأثر الله به في علم الغيب لا يمكن أن يُعلَم به، وما ليس بمعلوم
فليس بمحصور
وأما قوله صلى الله عليه وسلم:

( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة )

فليس معناه أنه ليس له إلا هذه الأسماء، لكن معناه أن مَن أحصى
من أسمائه هذه التسعة والتسعين فإنه يدخل الجنة، فقوله:

( من أحصاها )

تكميل للجملة الأولى، وليست استئنافية منفصلة، ونظير هذا قول القائل:
عندي مئة فرس أعددتها للجهاد في سبيل الله، فليس معناه أنه ليس
عنده إلا هذه المئة بل معناه أن هذه المئة مُعدَّة لهذا الشيء
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=145dba389627691a&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
--- --- --- --- --- ---
المصدر : موقع " الدُرر السُنيَة الصديق .

و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم و أجَلّ
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=145dba389627691a&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
صدق الله العلى العظيم و صدق رسوله الكريم

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=145dba389627691a&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1

( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )

( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )

( و الله الموفق )

=======================

و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم

و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية





" إن شـاء الله "