المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ومضات سماح ( 009 )


adnan
06-07-2014, 03:34 PM
الأخت الزميلة / سماح العربي




ومضات سماح الإيمانية ( 009 )

اسم الله الرزّاق

و قد ورد اسم الله (الرزّاق) في موضع واحد من القرآن الكريم ،
وهو قول الله تعالى :

{ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ }
(الذاريات ٥٨)

وورد اسم (الرَّازق) بصيغة الجمع في مواضع منها قوله تعالى :

{ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ }
(المائدة ١١٤) ،

وورد أيضاً في السنة كما سيأتي ذكره في (القابض الباسط ) .

فالله سبحانه هو الرزَّاق. أي :
المتكفل بأرزاق العباد ، القائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها ،
قال تعالى :

{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا }
(هود ٦)

وقال تعالى

{ وَكَأَين من دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ
وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }
(العنكبوت ٦٠) .

ورزق الله لعباده نوعان :

النوع الأول :
رزق عام يشمل البر والفاجر ، والمؤمن والكافر ، والأوّلين والآخرين ،
وهو رزق الأبدان

{ وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا }
(هود. ٦) .

وعليه فليس كثرة هذا الرِّزق في الدّنيا دليلاً على كرامة العبد عند الله ،
كما أن قلَّته ليس دليلاً على هوانه عنده ،
قال تعالى

{ فَأَمَّا ٱلإِنسَانُ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبيۤ أَكْرَمَنِ *
وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبيۤ أَهَانَنِ }
(الفجر ١٥-١٧) ،

أي :
ليس كلُّ من نعّمتُه في الدّنيا فهو كريم عليّ ، ولا كل من قدَرْتُ
عليه رزقه فهو مُهان لديّ ،وإنما الغنى والفقر، والسعة والضيق ،
ابتلاء من الله وامتحان ليعلم الشاكر من الكافر ، والصابر من الجازع .

النوع الثاني :
رزق خاص ، وهو رزق القلوب ، وتغذيتها بالعلم ، والإيمان ، والرزق
الحلال الذي يعين على صلاح الدين ، وهذا خاص بالمؤمنين على مراتبهم
منه بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته ويُتمُّ سبحانه كرامته لهم ،
ومنّه عليهم بإدخالهم يوم القيامة جنّات النعيم،
قال تعالى

{ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ ٱللَّهُ لَهُ رِزْقاً }
(الطلاق ١١) .