المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبى أريد حُباً و حنانـــــاً


vip_vip
09-13-2010, 06:03 PM
أبى أريد حُباً و حنانـــــاً (http://www.ataaalkhayer.com/)


السؤال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مشكلتي مع أبي مشكلة كبيرة قد لا أملك القدرة على وصفها، فهي
أكبر من تعبيري.. أبي شديد الغيرة على محارمه، لديه الكثير من
الشكوك والظنون التي يبني عليها أحكامه، منعني من دخول
الطب أو أي قسم يكون به اختلاط، وهو يقول: إن أي أب
لا يرضى أن يدخل الشك بيته.. فدخلت قسما لا يتماشى مع
طموحي.. أما الآن فأصبح يفسر كل فعل أقوم به بطريقة غريبة،
فوصفني بأوصاف ليست في شخصيتي، فقد وصفني بحب لفت
الانتباه والغيرة والمشاكسة، أصبحت أكره نظرته إليَّ، وأشعر
بضيق شديد عندما أكون معه، وأشعر بكره له ولآرائه التي
لا أتوافق معها.. يمنعني من كل شيء أريده، ويقول إني كثيرة
الطلبات، وإني مدللة.. لا أستطيع أتعامل معه ومع نظراته التي
ليس فيها حنان الأب، ولا أستطيع أن أشعر بأنه أبي فماذا أفعل؟


الإجـــابة :
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يبدو أننا بحاجة في هذا العصر لدورات تثقيفية، ليس للمقبلين
على الزواج فقط، وإنما لا بد أن يتبع ذلك دورة للمقبلين على
الإنجاب، ثم دورة للمقبلين على استقبال مرحلة المراهقة وما
بعدها مع أولادهم... الخ، من أجل تقليل الفجوة بين الأجيال
وبخاصة في الجانب الفكري وسعياً لتقارب أكثر وأعمق.
حياكِ الله ابنتي الكريمة..
شخصية والدك من النوع الشكاك، وهذه شخصية بحاجة إلى
علاج نفسي، وفيها يكون الشخص دائم الشك بدون سبب مقنع،
ويبني قراراته على أدلة ضعيفة إن لم تكن وهمية وهو عديم
الثقة بالآخرين حتى المقربين لديه، أو بالأحرى حتى أقربائه،
لذا فعلاقاته الاجتماعية محدودة، ومما يمتاز به صاحب هذه
الشخصية هو قراءة تهديدات ما بين السطور، وحمل بعض
الألفاظ العريضة للآخرين محمل الجد، لذا فهو يرد بقسوة على
من يهاجمه ويكون دافعه غالباً الانتقام.

ولا شك أن عليكِ عبأً كبيراً في استيعاب هذا الأب والصبر عليه
وتحمله، براً به أولاً، ولأن هذا باب لا للعلاج وإنما لتجنب وقوع
الأسوأ والأعنف منه، إلى أن يشاء الله ويقتنع أنه بحاجة إلى
علاج.
أنتِ بحاجة لبناء جدار عازل بينك وبين كلماته وشكوكه
ونظراته، فلا تؤثر فيكِ على نحو يضعف من همتك وسعيك
لتحقيق النجاح في دراستك وحياتك كلها، ولا تلقي بالاً لما
يصفك به من حبك للفت الانتباه وما شابه، فهو مريض، وليس
على المريض حرج، ولكن الحرج علينا حين نسمح لمثل هذه
الرسائل السلبية أن تستوطن ولو الذرة من وجداننا، أو أن
تحل ضيفاً ثقيلاً في أعماق تفكيرنا. (http://www.ataaalkhayer.com/)
كلما بدا حديثه، تحوطه الشكوك على هذا النحو، حاولي بذكاء
تغيير مجرى الحديث، وأشعريه بحبك واحتياجك له ولعطفه
وحنانه عليكِ، لا تخجلي من ذلك ولا تترددي، فهذا مما يعينك
أيضاً على تقليل مشاعر الكره نحوه واستجلاء حقيقتها، حيث
أنها مشاعر كره لما يصدر عنه من أفعال ترينها تحكمات في
حياتك وما يخصك، وليس كرها لشخصه، فهو أبوك وعليكِ في
كل حال الترفق به وحفظ حقه ومكانته.
حاولي تعويض ما افتقدته من حنانه وتفهمه لكِ من خلال والدتك،
إخوتك، صديقاتك، قلمك وأوراقك، اكتبي عليها ما تشائين، فهذا
مما يخفف عن المرء كثيراً، ويساعده لمواصلة الحياة بحلوها
ومرها.
ليس هناك كمال في هذه الدنيا وإلا كانت جنة، وكل قد ابتلي بما
علم الله منه قدرته على تحمله، فلستِ حالة نادرة أو لا مثيل لها،
والكثير من الفتيات في مرحلتك العمرية يعانون من مثل هذه
المشاعر تجاه الأم أو الأب لمثل هذه التصرفات والأفعال.

اصبري واهتمي بدراستك، واحرصي على النجاح والتفوق
وتنمية قدراتك وتثقيف عقلك وتقوية صلتك بالله تعالى،
والدعاء أن يرقق قلب والدك وأن يشفيه.
وواصلينا بأخبارك.