المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آن لنا أن نولد


adnan
06-14-2014, 10:22 PM
الابنة / أحلام عبد العزيز


آن لنا أن نولد

تؤلمني عبارة شاعر الثورة الراحل محمود درويش حين قال:
إننا لا نتوب عن أحلامنا مهما تكررت إنكسارتنا.

عبارة يفترض أن تعج بالأمل ولكنها :
أصبحت بمثابة كلمات رثاء في بيت عزاء لاسيما في واقع مشابه
لواقعنا أرصفة المدينة باتت مليئة بعقول كان ينبغي أن تصنع الأحلام.
جيوب تحترف التصفير يأس يسود المكان وقلة حيلة صارت فصل
من النهار وواقع لا يتوقف عن إنتاج الغباء...

في كل عام تزداد أرقام الخريجين
وتتضاعف أرقام المتعطلين...
ولربما وصلتا حد التطابق ولا أحد يهتم ولا أحد يجيد قراءة الأرقام
زوايا المقاهي مليئة برياعين صامته ذات أحلام خائفة هاربة من
هواجس المجهول تنفث الدخان الكثيف ليشكل ممرا لتفريغ تحليلاتهم
اللامجدية التي ملأت رؤوسهم حد الإنفجار مفسحة المكان لأخرى.
مشابهة ستولد في دورة غير منتهية باحثة عن مخرج للأزمة.
لولولووووي زغردت الأم لقد تخرجت الصبية.

وعليها الآن أن تبدأ سيرة أخرى
ستبدأ بكتابة سيرتها الذاتية...
التي بالكاد تغطي بضعة أسطر وإن كانت قد قضت أربع أو خمس.
وأحيانا سبع سنوات في الجامعة ويالها من محظوظة إن كانت لديها
دورات تملأ أربعة سطور أخرى وأحب أن أذكر هنا.بالوظائف الشحيحة
ذات سنوات الخبرة الفلكية

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=146953cea6732724&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1

تبدأ الصبية خطوتها الأولى بملىء نماذج البطالة وإبلاء...
حذائها بحثا عن عمل تطوعي يطيل من سيرتها الذاتية وأرقام خبرتها...
المتدنية بإتجاة الصفر بعد فترة يتطور تفكير الصبية ولعل الفضل بذلك
يرجع إلى كمية النيكوتين التي دخل جسدها أضف إلى ذلك إحترافها أوراق
اللعب اليومي فتبدأ بالبحث على طريقة شرعية ولا شرعية للهجرة فلربما
باللجوء يرتاح بالها وتقل مخاوفها من نفق أسود لا نهاية له وتتفرغ
لترتيب ما تبقى من أحلامها التي تبعثرت في أرجاء الفراغ وفي الحقيقة
لن تستغرق وقتا طويلا لتكتشف بنفسها أنها تضيع الوقت الضائع
أصلا تتدخل أم الصبية لزواجها فهي تعتقد أنها بذلك سوف تهديء من
نفسيتها وتحسن أحوالها غاضة الطرف على فلذة كبده التي لم تدخر
شيئا بعد أو تؤمن بيتا للزوجية والأهم لا عمل لها يكفل حياة كريمة
لعائلتها المرتقبة فجل ما لديها بطالات متقطعة وأعمال تطوع طويلة

وفي غمضة عين تجد :
الصبية نفسها محشورة وزوجها في أربعة أمتار مربعة في منزل
الأسرة فتسير الأمور لتعود تتفاقم سوءا عند إنجابها وبمرور الزمن
الصبية لم تعد صبية لقد كبرت الصبية ولم تكبر سيرتها الذاتية بعد

أيها السادة في ظروفنا لا وقت للحلم
والحب لا وقت للبكاء والفرح...
لا وقت لتضييع الوقت أحلامنا جميعها مؤجلة إلى حين مسيرةوما
من مسيرة تلوح بالأفق خوف وقلق وإضطراب من عقرب الساعة الذي
لا ينتظر والعمر الذي يتناقص فماذا أعددنا للشبا وأنا واحدة منهم
من خطط وهيئنا لهم من فرص عمل تنقذهم من هذا الواقع الأليم الذي
لا يرحم وتصونهم من تفاقم الأخطاء...

تلك كانت قصة الصبية فما بالكم بأبن الصبية...
أيها السادة لقد طال المخاض وطالت آلامه وآن لنا أن نولد