المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علمتني الحياة ...... (1)


هيفولا
09-13-2010, 11:07 PM
علمتني الحياة (1)

كان موقفا كئيبا ....
صعب على النفس تقبله دون أن تهتز

الرجل ... كاره لوجودها بجواره
وهي تريد أن تقتلع آخر جذوره من أعماقها
ولو بالدم ... أو الروح
فقد كرهته وكرهت كل شيء يمسه
أو حتى ينتمي إليه

الجميع في انتظار المأذون ليفض هذا الاشتباك
كلاهما في زاوية من زوايا المكان وبجواره
أقرب الناس إليه يواسيه

مر وقت طويل
كافيا أن يجتر .. كل حاضر ذكرياته

ولكن وضعي مختلف ... أو هكذا تخيلت
فقد رأيت الزوج ... والزوجة طفلين

عشقا بعضهما بعضا ...
منذ نعومة اظفارهما
كان هو في السادسة من عمره
وكانت هي في الثانية

كان يهوى أن تجلس بجواره
وكانت تهوى أن تلمسه وتتحسس وجهه

هكذا رأيتهما طفلين عاشقين
واليوم أراهما ... ذئبين متقاتلين
قد جرح كل منهما الآخر
بجروح لا يمحوها .. إلا الزمن

وسألت نفسي لمـــــاذا ؟
وتسارع أمام عيني شريط حياتهما

كيف تربيا ... كيف تزوجا ....
ولماذا انفصلا ... ؟

هو ... كبير أمه ... هاديء .. مطيع ...
ولكنه لا يجيد فعل شيء
خاصة إذا ... لم تعلمه له أمه
هو لا يفعل شيء إلا إذا كان مضطرا
كسول ... ومدلل ...
ويقولون عنه ...
أيده خايبة ... ودماغه نايمة
ولكنه العاشق
ولم يعرف شيئا سوى أنه أرادها
فكان له ما أراد ...
واليوم لا يريدها ... وله أيضا ... ما يريد

هي
قوية ... جميلة ....
لكنها متسلطة
مدللة ... ولم تتعود ... أن تخدم أحدا
تعودت أن الدنيا .... خلقت لإسعادها
ولكنها صاحبة ظل خفيف

عشقا بعضهما البعض منذ كانا ... طفلين
وتزوجا ... في طفولة وعفوية

هو لم يكن ليغير طبعه ليهتم بماذا تريد هي
وأهمه ... ما تحتاجه أنثاه منه ...
كرجل

فهو كسول يخشى على صحته
وكثيرا نصحوه أن يوفر جهده وصحته
ليعيش أكثر
فلها أن تأخذ ما تشاء ... دون أن تتعبه
أو .. ما يخشى أن يؤثر على صحته

وكم بكت .. وكم صرخت
وكم باتت تلسعها .. نيران جسدها .. المتحرق

وكم حاولت .. أن تقنعه .. تتفاهم معه
ولكنه ... بطبعه صعب التغيير ..
ربما مستحيل

وكثيرا ما كان النقاش يتحول بينهما ...
لقتال واتهامات ... ومعايرات

فهي مهملة ...
ولا تعرف كيف تكون ربة بيت
هي لا تريد إلا أن تكون أنثى ..
أميرة .. أو ملكة

فأهملته ...
حتى أن كره نفسه وتمنى لو عاد لأمه
فقد كان محترما ... معها

تبادلا الاتهامات كثيرا
فشلت كل محاولات الصلح بينهما

وكيف تنجح ... ؟؟؟
وكل منهما تربى ... على أن يأخذ ...
ولا يعطي إلا مضطرا
كل منهما تربى ...
وغيره .... خلق ليخدمه ... لينفذ له ما يتمنى

كل منهما تربى .. ويداه .. خائبتان
وعقله .. في أجازة


فلا عجب أن تسمع نكتة من أحدهم
والجمع صامت
ينتظر وصول المأذون ..
يقترح أن يدفع كل عريس عند زواجه
ثمنا يضمن له الطلاق بدون تكلفة ...
مثل تذكرة الطائر بالعودة
ليكون مجموع تكلفة الزواج والطلاق ...
أقل مثل الأبونيه ... أو تذكرة عودة

هكذا ... رأيت ...
نهاية قصة حب دامت عمرا
وماتت سهوا

فمن الملوم ... ؟؟؟
سوى من رباهما ...
من ترك لهم العنان ...
وأعطاهم كل ما يتمنونه
ولم يعلمهم معنى الواجب ...
لم يتعلموا
أن لغيرهم حقوق
لم يتعلموا
أن لكل شيء تأخذه مقابل ... يجب دفعه
لم يتعلموا ... أن متعة الحياة (http://islamrw3a.com/vb/showthread.php?t=11152) ...
في التعب والكد من أجل الآخرين

بل تعلموا أن متعة الحياة (http://islamrw3a.com/vb/showthread.php?t=11152)
في تعب الآخرين من أجلهم
رضعوا الأنانية ... والخيبة ...والتدني
تحت مسميات الراحة ... والتربية الراقية

فهلا انتبهنا لأودنا وبناتنا ...وهم أطفال
قبل أن نقف معهم مواقف مماثلة
يوما مـــــــــأ ؟؟؟

مما راق لي



اختكم /هيفولا