المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسائل في التقديم و التأخير


adnan
06-16-2014, 06:51 PM
الأخت / الملكة نـــور


مسائل في التقديم و التأخير
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=1469f2a090c4c177&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1
مسائل في التقديم والتأخير
بقلم الدكتور فاضل السامرائي

* ما السر في تقديم ذكر (في سبيل الله) على نوع الجهاد
(بالمال والنفس) وتأخيره حينا كقوله تعالى في سورة التوبة 20

{ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ
أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }

حيث قدم (في سبيل الله) على نوعية الجهاد،
وقال عز وجل في الأنفال72

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ
حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ
إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }
فقدم ذكر الجهاد بالأموال على قوله (في سبيل الله)؟

نلحظ في الآيات القرآنية خطاً عاما يوضح لنا سبب هذا التقديم والتأخير
في الآيات التي تتحدث عن الجهاد فإذا كان السياق في جمع الأموال وحبا
لمال قدم ذكرَ التضحية به، وإذا كان السياق في القتال وليس في الأموال
أو القعود عن الجهاد أخّـر الأموال، فهذا من باب التناسب بين الكلام
ومناسبة المقال للمقام فلو عدنا إلى الآيات السابقة في سورة الأنفال
لوجدنا حديثا عن المال والفداء وأخذه من الأسرى والغنائم ، وهذه الآية
نفسها وردت تعقيبا على قوله تعالى:

{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ
تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا }

وعرض الدنيا هو الفداء الذي أخذه من الأسرى وهو المال ، فعاتبهم على
أخذ المال ثم قال:

{ لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

والذي أخذوه هو المال الذي افتدى الأسرى به أنفسهم ، ثم قال:

{ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا }

فالسياق أصلا في المعاتبة على أخذ المال من الأسرى لذلك قدم المال لأنه
كان مطلوبا لهم فطلب أن يبدؤوا بالتضحية به، فكان التقديم للاهتمام به
لأنهم يهتمون به أما لو عدنا إلى سورة التوبة لرأينا ه كله في الجهاد
وليس المال

{ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ
وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ }
ـ التوبة:14