المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخلاقنا الإسلامية 498 / 20.08.1435


adnan
06-18-2014, 09:23 PM
498 الحلقة 07 من الجزء الثالث و الثلاثـون





الفِرَاسَة




نماذج للفِرَاسَة
نماذج من السَّلف والعلماء المتقدِّمين

فِرَاسَة الشَّافعي :
قال محمَّد بن إدريس الشَّافعي:

[ خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفِرَاسَة، حتى كتبتها وجمعتها،
ثمَّ لما حان انصرافي، مررت على رجل في طريقي وهو مُحْتَبٍ بفناء داره،
أزرق العينين، ناتئ الجبهة سِنَاط، فقلت له: هل من منزل ؟ فقال: نعم.
قال الشَّافعي: وهذا النَّعت أخبث ما يكون في الفِرَاسَة. فأنزلني،
فرأيت أَكْرَم رجل، بَعَث إليَّ بعشاء وطِيب، وعلفٍ لدابَّتي، وفِرَاش ولِحَاف،
فجعلت أتقلَّب اللَّيل، أجمع ما أصنع بهذه الكتب ؟
إذ رأيت هذا النَّعت في هذا الرَّجل، فرأيت أكرم رجل، فقلت: أرمي بهذه الكتب.
فلمَّا أصبحت، قلت للغلام: أَسْرِج ، فأَسْرَج، فركبت ومررت عليه،
وقلت له: إذا قدمت مكة، ومررت بذي طوى،
فسل عن منزل محمَّد بن إدريس الشَّافعي.
فقال لي الرَّجل: أمولى لأبيك أنا ؟!
قلت: لا. قال: فهل كانت لك عندي نعمة ؟! فقلت: لا.
فقال: أين ما تكلَّفت لك البارحة؟ قلت: وما هو ؟ قال:
اشتريت لك طعامًا بدرهمين، وإدامًا بكذا، وعِطْرًا بثلاثة دراهم،
وعَلَفًا لدابَّتك بدرهمين، وكِرَاء الفِراش، واللِّحاف درهمان. قال: قلت:
يا غلام أعطه، فهل بقي من شيء ؟ قال:
كِرَاء المنزل؛ فإنِّي وسَّعت عليك، وضيَّقت على نفسي. قال الشَّافعي:
فغَبِطت نفسي بتلك الكتب، فقلت له بعد ذلك: هل بقي من شيء ؟ قال:
امض، أخزاك الله، فما رأيت قطُّ شرًّا منك ]



وكان الشَّافعي ومحمد بن الحسن -رحمهما الله تعالى- في المسجد الحرام،
فدخل رجل، فقال محمَّد بن الحسن: أتفَرَّس أنَّه نجَّار،
وقال الشَّافعي: أتفَرَّس أنه حدَّاد. فسألاه،
فقال: كنت قبل هذا حدَّادًا، والساعة أُنَجِّر
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=146a9481f203a734&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=146a9481f203a734&attid=0.7&disp=emb&zw&atsh=1
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )

( و الله الموفق )