المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحلقة ( 716 ) من دين و حكمة - أحكام الصيام ( 16 )


adnan
06-20-2014, 11:56 PM
( الحلقة رقم : 716 )

{ الموضوع الثامن الفقرة16 }
( أحكــام الصيــــام )
أخى المسلم
نكرر معكم يومياً حلقات ( أحكام الصيام ) من مواضيع دين و حكمة



https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=146aeb2ed2a8c286&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1

أخى المسلم

أنتهينا بفضل الله و حمده من صيام شهر رمضان

و نبدأ إن شاء الله تعالى أولى حلقات

صيام التطوع

فلنبدأ على بركة الله



صيام التطوع



عرفنا من قبل أن الصوم عبادة من أجّل العبادات

و أنها قربة من أعظم القربات ينبغى على المسلم أن يأخذ منه بحظ وافر

فيصوم من السنة الأيام التى كان النبى صلى الله عليه و سلم

يحرص على صيامها

و سنبين الأن بيان الأيام التى يستحب للمسلم صيامها
إقتداء برسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم



1 - صوم ستة أيام من شوال

يستحب صيام ستة أيام من شوال متتابعة أو متفرقة

عقب يوم عيد الفطر أو بعده بأيام

كل هذا جائز و الخلاف فيه بين العلماء يسير



عن أبى أيوب الأنصارى رضى الله تعالى عنه أنه قال :

أن النبى صلى الله عليه و سلم قال :


( من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر )

أخرجه أحمد و مسلم



و المعنى أخى المسلم

إن من واظب على صيام رمضان و ستة أيام من شوال فى كل سنة

فكأنما صام طول حياته

أما من صام رمضان و ستا من شوال سنة واحدة فكأنما صام سنة واحدة

لأن الحسنة بعشر أمثالها

و رمضان بعشر أشهر حتى لو كان تسعة و عشرين يوما

فأن الله يجبر النقص بفضله

و الستة أيام بشهرين كل يوم مقام عشرة أيام

و إن من فوائد صوم هذه الأيام الستة

أنها تجبر ما وقع فى رمضان من خلل

فهى كالصلاة التى يؤديها الأنسان عقب الفرائض

و قد عرفت فى صلاة التطوع أن النوافل جوابر للفرائض



- 2 صوم يوم عرفة

يستحب لغير الحاج صوم يوم عرفة لما له من فضل عظيم

عن أبى قتاده رضى الله عنه أنه قال :

أن النبى صلى الله عليه و سلم قال :


( صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية و مستقبلة

و صوم عاشوراء يكفر سنة ماضية )

أخرجه أحمد و النسائى

و المعنى أخى المسلم

أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب السنة الماضية

و يحول بين صائمه و بين الذنوب فى السنة الأتية

و أن الذنوب التى يكفرها صوم هذا اليوم أو غيره من الأيام

إنما هى الصغائر أما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة

هذا و يستحب أيضا صوم الأيام الثمانية التى تسبق يوم عرفة



عن هنيدة بن خالد عن أمرأته عن بعض أزواج

النبى صلى الله عليه و سلم أنها قالت

كان رسول الله صلى الله عليه و سلم

[ يصوم تسع من ذى الحجة و يوم عاشوراء

و ثلاثة أيام من كل شهر ... الحديث ]

أخرجه أحمد و أبو داود



3 - صوم يوم عاشوراء

صيام عاشوراء سُنة بأتفاق العلماء



عن أبن عباس رضى الله عنهما أنه قال

[ لما قدم النبى صلى الله عليه و سلم

المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء فسئلوا عن ذلك فقالوا

هو اليوم الذى أظهر الله فيه موسى على فرعون أى نصره الله

و نحن نصومه تعظيما له

فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم

نحن أولى بموسى منكم ، فصامه و أمر بصيامه ]

أخرجه البخارى و مسلم و غيرهما

هذا و يستحب أخى المسلم

لمن صام يوم عاشوراء أن يصوم قبله يوما أو يوم بعده

أو يصوم قبله و بعده فيصوم التاسع و العاشر و الحادى عشر



قال أبن عباس رضى الله عنهما

[ حين صام النبى صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء و أمرنا بصيامه
قالوا يا رسول الله أنه يوم يعظمه اليهود و النصارى ]

فقال صلى الله عليه و سلم
( فاذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع )

فلم يأت العام المقبل حتى توفى النبى صلى الله عليه و سلم



و عن أبن عباس أيضا أنه قال :

ان النبى صلى الله عليه و سلم قال :


( صوموا يوم عاشوراء و خالفوا فيه اليهود

و صوموا قبله يوما أو بعده يوماَ )

أخرجه أحمد و البزار



هذا و يستحب عند كثير من الفقهاء

صيام شهر المحرم من أوله إلى أخره



عن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال :

أن النبى صلى الله عليه و سلم قال :


( أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم )

أخرجه أحمد و مسلم



4 – صوم يومى الأثنين و الخميس

يستحب أخى المسلم صوم يومى الأثنين و الخميس من كل أسبوع



فعن أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشه / رضى الله عنها و عن أبيها

[ كان النبى صلى الله عليه و سلم يتحرى صيام الأثنين و الخميس ]

أخرجه أحمد و النسائى



و عن أبى هريرة رضى الله عنه

[ أن النبى صلى الله عليه و سلم كان أكثر ما يصوم الأثنين و الخميس

فقيل له عن ذلك [
فقال :


( إن الأعمال تعرض كل أثنين و خميس فيغفر الله لكل مسلم
أو لكل مؤمن إلا المتهاجرين فيقول أخرهما

المتهاجرين أى المتخاصمين ، أي أجلهما

و يقول الله عز و جل لرئيس الملائكة لا تعرض عملهما حتى يتصالحا )



5 - صوم ثلاثة أيام من كل شهر

يستحب أخى المسلم صيام ثلاثة أيام من كل شهر



فعن أبى ذر الغفارى رضى الله عنه أنه قال :

أن النبى صلى الله عليه و سلم قال :


( من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد صام الدهر كله )

أخرجه أحمد و أبن حبان

و المعنى أخى المسلم

أن من صامها كان له الأجر مثل من صام الدهر

ما دام يحافظ على صيامها فالحسنة بعشر أمثالها



و عن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال

[ أوصانى خليلى صلى الله عليه و سلم بثلاث

= صيام ثلاثة أيام من كل شهر

= و ركعتى الضحى
= و أن أوتر قبل أن أنام ]

أخرجه البخارى

و لا يشترط أخى المسلم أن يكون الصوم من أول الشهر أو من وسطه

بل له أن يصوم متى شاء و لا يشترط أن تكون متتابعة



فعن أمنا عائشه رضى الله عنها و عن أبيها أنها قالت :

[ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
يصوم ثلاثة أيام من كل شهر

و قالت معاذة رضى الله عنها من أيهِ كان يصوم ؟؟؟؟

فقالت

لم يكن يبالى من أيهِ كان يصوم ]

أخرجه أحمد و مسلم



و قيل أخى المسلم

أنه يستحب ان تكون هذه الأيام الثلاثة فى الليالى المقمرة

و هى الموضحه فى حديث قتادة بن ملحان رضى الله عنه حيث قال

[ كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرنا أن نصوم البيض
ثلاثة عشر و أربعة عشر و خمسة عشر و قال هى كصوم الدهر ]

أخرجه أحمد و أبو داود و النسائى



6 - صوم شعبان

يستحب أخى المسلم الصوم فى شعبان أكثر من غيره



فكان النبى صلى الله عليه و سلم أكثر ما يُرى صائما فى شعبان

فقد كان تارة يصومه كله و تارة يصوم أكثره



فعن أم المؤمنين أمنا السيدة / أم سلمة / رضى الله عنها

[ أن النبى صلى الله عليه و سلم لم يكن يصوم من السنة
شهرا تاما إلا شعبان يصله برمضان ]

أخرجه أبو داود و النسائى



و عن أمنا السيدة / عائشه رضى الله عنها و عن أبيها قالت

[ ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم

يصوم من شهر من السنة أكثر من صيامه فى شعبان
كان يصومه كله ]

أخرجه أحمد و الشيخان



و الحكمة أخى المسلم

فى إكثاره صلى الله عليه و سلم من الصوم من شهر شعبان

عن أسامه بن زيد رضى الله عنه أنه قال :

[ قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور
ما تصوم من شعبان ]

فقال عليه الصلاة و السلام :
( ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب و رمضان

و هوشهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين

فأحب أن يرفع عملى و أنا صائم )

أخرجه أحمد و النسائى



- 7 الصوم لكسر الشهوة

من فوائد الصوم تقوية الإرادة و إضعاف الشهوة
و الحد من الرغبة فى النساء

فمن كانت شهوته قوية و رغبته إلى النساء ملحة و لم تكن له زوجة

فعليه بالصوم كما أوصاه الرسول الكريم و الطبيب الحكيم صلى الله عليه و سلم

قال أبن مسعود رضى الله عنه :

[ كنا مع النبى صلى الله عليه و سلم شبابا ليس لنا شئ ]

فقال عليه الصلاة و السلام :


( يامعشر الشباب من أستطاع منكم الباءة فليتزوج

فأنه أغض للبصر و أحصن للفرج

و من لم يستطع فعليه بالصوم فأنه له وجاء )

أخرجه البخارى و مسلم

الباءة هى القدرة على الجماع و نفقة الزواج و الوجاء هو الإخصاء
و المراد به هنا الحد من الشهوة و الرغبة فى الجماع



و لا يقال

و لا يقال أن الصوم يزيد فى الرغبة إلى الجماع

فأن هذا قد يكون صحيحاً فى أوله

ثم لا يلبث من أعتاده أن تضعف عنده هذه الرغبة بالتدرج

و الرسول صلى الله عليه و سلم

صادق فى كل ما يقول و شك فى ذلك إطلاقاً






أخى المسلم

أعتذر عذرا شديدا لطول المقالة

و أرجو السماح و المعذرة لأن الموضوع لا يمكن تقسيمه

حيث يجب قراءته على مرة واحدة حتى تعم الفائدة

و أنتظرونا الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى

مع موضوع جديد من مواضيع

أحكام الصيام

و لا تنسونا من صالح الدعوات و لكل من ساهم فى نشر المقالة
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=146aeb2ed2a8c286&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1

حـكـمـة الـيـوم
نظراَ لطول المقالة

نكتفى بهذه الأبيات من الشعر


ألـــــــم تـــــــرَ أن الله قـــــــال لـــمـــريـــم
فـهــزى إلـيــك الـجــذع يُـسَـاقَــط الـرطــب

و لـو شـاء أدنـى الـجـذع مـن غـيـر هـزهـا
إلـيــهــا و لــكــن كـــل شـــئ لـــه ســبــب
و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته
هشام عباس محمود